دفعت الظروف القاسية التي يعيشها سكان قرية أولاد الكاتب، الواقعة بأقصى الحدود الشرقية لبلدية البلاعة بسطيف، إلى هجرة جماعية نحو المدن والبلديات المجاورة بحثا عن ظروف حياة أفضل حسب هؤلاء السكان، فإنهم يواجهون متاعب يومية أرهقت كاهلهم جراء نقص متطلبات الحياة الضرورية التي تأتي في مقدمتها أزمة العطش الخانقة التي يعانيها السكان منذ وقت طويل، حيث يضطر السكان إلى جلب قطرة ماء بطرق بدائية بعد قطع مسافة طويلة تزيد على 4 كلم إلى الآبار الفلاحية غير المعالجة، كما اشتكى سكان قرية أولاد الكاتب من العزلة التي فرضتهما عليهم المسالك الوعرة التي تربطهم بمركز البلدية، فهي عبارة عن منحدرات صعبة السير بسبب الحجارة التي تتوسطها، ولا يمكنها قطعها إلا بواسطة الأحمرة. وما زاد من حدة معاناة السكان هو تنقل أبنائهم وسط ظروف مناخية صعبة وقطع مسافة 4 كلم مشيا على الأقدام في ساعات مبكرة من الصباح للوصول إلى مقاعد الدراسة بمدرسة عين الزناد. كل هذه الأسباب دفعت بسكان القرية إلى النزوح نحو المدن وترك أراضيهم الفلاحية التي تعتبر من أخصب الأراضي لإنتاج الحبوب بالمنطقة الشرقية لولاية سطيف. وناشد السكان السلطات المحلية بضرورة توفير شروط الحياة الضرورية ليتمكّنوا من العودة إلى مساكنهم ومزاولة نشاطهم الفلاحي وذلك بإعادة تهيئة الطريق وتوفير المياه الصالحة للشرب ومنح حصص من البناء الريفي، خاصة بعد انهيار معظم البنايات كونها هشة وقديمة.