تتواجد محلات تشغيل الشباب التي استفاد منها شباب بطال في إطار برنامج فخامة رئيس الجمهورية، في وضعية كارثية جراء أعمال الدمار والخراب التي طالتها. ومن جهته، يشكو الشباب من تماطل البنوك في تمويلهم بالقروض، ما حال دون أن يحققوا طموحاتهم وينجزوا مشاريعهم على أرض الواقع. تتواجد محلات تشغيل الشباب بعين تاڤورايت بولاية تيبازة في وضعية كارثية، والحقيقة أن اللافتة المنمقة والمعلقة على الجدار الخارجي لهاته المحلات والتي تضمنت عدد وعناوين النشاطات، تخفي حقيقة الوضع المزري الذي آلت إليه، ونحن نزورها تفاجأنا لهول الكارثة، أوساخ تكتسح أرضية المحلات، مياه متعفنة تركد لسنوات، ما جعل حيوانات وحشرات ضارة تتخذها أوكارا لها، ناهيك عن الدمار والخراب الذي لحق بها جراء أعمال الهدم التي مست سوق الفلاح القديم المتواجد بالجوار، ما تسبب في تدمير سقف هاته المحلات وتصدع الجدران التي أصيبت بشقوق بليغة، وهنا يحمّل الشباب المستفيد من هاته المحلات الشركة المسؤولة عن بناء بيت الشباب كامل المسؤولية لكل الأضرار التي لحقت بمحلاتهم، ويطالبونها بالمقابل بترميم وإصلاح كل ما دمرته. الواقع أننا سجلنا 19 محلا، لكن 03 محلات فقط تشتغل، أما الأخرى فظلت مهجورة تدهورت حالتها بشكل كبير. وقد أعرب لنا الشباب الذي حاورته جريدة "الأمة العربي" عن مدى تذمره من الأوضاع الكارثية التي تعيشها محلاتهم، حيث أعربوا لنا عن رفضهم القاطع للعمل بهاته الأخيرة، وأبدى لنا محديثونا استياءهم الشديد من موقف البنوك التي تتماطل عن قصد لإمدادهم بالقروض، ما جعل مشاريعهم تتوقف وأحلامهم تتبخر، وهنا يناشدون هاته الهيئات المالية التي لجأوا إليها قصد التيسير لا التعسير أن تقف على انشغالاتهم وتستجيب لمطالبهم لمنحهم القروض في أقرب الآجال، وأن تعيد بذلك النظر بكل جدية وفاعلية لملفاتهم التي تراكم عليها الغبار لسنين وطواها النسيان بأدراج هاته البنوك. وعلى حسب ما صرح لنا به السيد نائب رئيس بلدية عين تاڤورايت، فإن كل الهيئات المسؤولة عن دعم تشغيل الشباب، بما فيها السلطات المحلية، تأمل في أن يحقق هؤلاء الشباب طموحاتهم وينجزوا مشاريعهم على أرض الواقع، إلا أن البنوك مع الأسف الشديد تبقى تشكّل حجر عثرة في طريقهم نظرا لجملة العراقيل التي تفرضها عليهم، والتي كثيرا ما تثبط من إرادتهم في التقدم نحو الأمام، لتبقى مشاريعهم متوقفة والأسباب على حد تصريحه أنها ترجع أساسا إلى أن البنك لديه نظرة السوق، يراعي بالضرورة نظام ومعطيات هذا الأخير، حيث نجده يركز أساسا على تدعيم النشاطات التي تلقى إقبالا واسعا من طرف الزبون، وبالتالي لها عائد جيد، ما يضمن تسديد الديون في آجالها دون أية مشاكل، فيما يفكر بعض الشباب في تغيير النشاط الذي اختاروه علهم يحصلون على تدعيم البنك، لكن يبقى هذا ليس بالأمر الهين، لأنه يتطلب اتخاذ عدة إجراءات ودراسة معمقة تستدعي وقتا طويلا. أكيد أن مستقبل الشباب بعين تاڤورايت مرهون بمدى تحرك البنوك بشكل فعلي وجاد، لإمدادهم بالقروض التي تمكنهم من إنجاز مشاريعهم على أرض الواقع، لكن الظاهر أن الأشباح تبقى تسكن هاته المحلات لتسرق منهم أحلامهم وتجعلهم فريسة للانتظار والترقب.