رمضان كريم، لكن أغلبنا لم يعودوا كرماء معه وخرجنا مع الأسف عن المنطق الإنساني وكل الأعراف، لدرجة أن الجريمة صارت تكثر في شهر التوبة والعقل والرزانة، ولأسباب أقل ما يقال عنها إنها تافهة وبلا معنى. فقبل يومين، ثلاثة أشقاء قتلوا شقيقين بمنطقة رغاية شرق العاصمة، وقبل أمس شاب قتل والده قبل صلاة الفجر ببرج بوعريريج، وفي جيجل شاب قتل والدته وبقر بطنها، ولا نريد أن نسرد عدد اللكمات والركالات التي تبادلها الناس في الأسواق وفي محطات الحافلات وفي الأحياء وبين الجيران وبين الأشقاء، لأنها لا تعد ولا تحصى. أمام هول الذي يحدث، ألا يحق لنا أن نتساءل ما الذي يحدث، هل أصيب الناس بالجنون؟ قبل رمضان حين يتشاجر الناس، يتدخل العقلاء ليقولوا لهم "ألعنوا بليس"، واليوم والشياطين قد صفدت.. من نلعن؟ فهل ظلمنا الشيطان وجعلناه مشجبا نعلق فيه خطايانا؟ فلو تكلم الشيطان في هذا المجتمع لطالب بالعدالة لإنصافه من تصرفات الكثير من الذين يدّعون الصوم، ولطالب منا بأن نعتذر له لأننا ألصقنا به تهما نحن صنعناها من أنفسنا الأمارة بالسوء، فلا يوجد مبرر لكل هذه الجرائم التي تحدث، لا البطالة ولا الفقر ولا أي شيء يبرر اللجوء إلى العنف وحمل السلاح الأبيض والتجول به بكل حرية، حتى عناصر الشرطة لم تعد تتدخل خشية من أن تدور عليها الدوائر، بعدما صار الكثير من المجرمين يقضون شهورا في السجون ويخرجون ليمارسوا هواية الضرب ب "الكلونداري". هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته