دخلت ليلة أول أمس ،"الأمة العربية" مؤسسة إعادة التربية بالحراش، رفقة تنظيمات فاعلة في المجتمع المدني "الكشافة الإسلامية الجزائرية،جمعية أولاد الحومة، جمعية ترقية الفتاة"، ونقلت أجواء احتفال نزلاء المؤسسة بليلة القدر. باقترابنا من باب المؤسسة العقابية بالحراش، لاحظنا تجمعا لبعض العائلات أمام بابها، مادفعنا للاستفسار عن سبب تجمع العائلات، المشكلة تعرفونها وكتبتم عنها فرد علينا المنسق الوطني لإعادة إدماج المساجين "عبد الغني عميار"بأن هؤلاء أولياء أمورأبناء استفادوا من تخفيف العقوية وماشابهها، فمنهم من كان حسن السلوك فاستفاد من فرصة قضاء العيد بين ذويه، ومنهم من أتم الفترة العقابية، ومنهم من استفاد من البراءة..،غير أنه لفت نظري فتاة خرجت من المؤسسة العقابة وبقيت واقفة لوحدها، بالقرب من شرطيين، دنوت منها معرفا بنفسي، سائلا إياها عن سبب خوفها بعد استئذاني لأعوان الأمن من حراس المؤسسة، فارتبكت ولم أكد أكمل جملتي حتى صاح في وجهي شرطي، من غير تحية ولا أدب، بل راح يناوشني لولا أن زميله غمزه بأنني صحفي، قال بأن مشكلتها نعرفها وكتبنا عنها آلاف المرات ولايمكننا أن نفعل لها شيئا سوى الكلام، وأخذ يردد بأن له 26 سنة عمل، لايمكنك الحديث معها، فانسحبت باحترام. دخلنا المؤسسة رفقة بعض الإعلاميين ورؤساء بعض الجمعيات، تقدمنا"عبد الغني عميار " المنسق الوطني لإعادة إدماج المساجين بالكشافة الإسلامية الجزائرية، الذي كان يبدو على ملامح وجهه الانتصار، ثم بدأت فعاليات مسابقة الترتيل التي تأهل لها أربعة نزلاء من الؤسسة العقابية، تحت إشراف الإمام "فاروق زموري "الذي أخذ على عاتقه طيلة أيام الشهر توعية، ووعظ نزلاء المؤسسة، إذ أكد في حديث معنا بان أغلبية النزلاء قد التزموا وعاهدوا الله على التوبة النصوح، كما اغتنم الفرصة إلى توجيه رسالة إلى المجتمع بكل شرائحه داعيا إياهم لاحتضانهم باعتبارهم من أبناء المجتمع، فجل من لايخطىء وقد فاز بالمرتبة الأولى "ش،ع"الذي أخذ علامة تسعة من عشرة، بينما تأخر فارس العام الفارط في المرتبة"ع،م"إلى المرتبة الثالثة، كما أن رئيسة جمعية ترقية الفتاة"عائشة"قد أبانت بأنه حتى النزيلات كن كذلك يواظبن على حفظ القرآن الكريم وترتيله، وكثيرا هن اللواتي حفظن أجزاء لابأس بها من كتاب الله تعالى، ومن التزمن وارتدين الحجاب، وفي ذات السياق أشارت السيدة "عائشة"رئيسة جمعية ترقية الفتاة بأن اعضاء الجمعية يقومون بتعليم الفتيات بعض الحرف، كالطرز على القماش وغيرها.. وتنشيط بعض المسابقات الفكرية والتثقيفية التي كانت آخرها أيام شهر رمضان المعظم. كماأشاد "فليون "المدير العام لإدارة السجون الجزائرية بالمجهودات الجبارة التي تبذلها مؤسسة إعادة التربية بالحراش ونظيراتها على مستوى التراب الوطني 136 مؤسسة، التي فتحت أبوابهاأمام بعض فعاليات المجتمع المدني"الكشافة الإسلامية الجزائرية، جمعية اولاد الحومة، جمعية ترقية الفتاة.."في محاولة استعياب نزلائها بتوعيتهم وتثقيفهم وتوفير التعليم لهم، ومرافقتهم في حل بعض مشاكلهم، وكذا مساهمتهم في تسهيل عملية إدماجهم في المستقبل في المجتمع، وذكر فليون بالقفزة النوعية التي عرفتها ظروف استقبال المساجين منذ بداية الإصلاح سنة 2003 والاجراءات الجديدة التي كرسها قانون 6 فبراير 2005 لأنسنة ظروف الحبس وتطوير برامج إعادة تربية المحبوسين وعصرنة السجون، مؤكدا أن العائق الوحيد الذي لازال يقف حجر عثرة في وجه الإصلاح هو الاكتظاظ ، وفي ذات السياق لم يفوت القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية "نور الدين بن براهم" بالتذكير بمختلف المحطات والتحديات التي خاضتها "الكشافة الإسلامية"في عملها الدؤوب من أجل توعية النزلاء، ومرافقتهم في الجانب الروحي من خلال مساعدتهم على حفظ القرآن الكريم وترتيله، وكذا مرافقتهم في الترفيه عن أنفسهم، وذلك بتنشيطهم في مختلف المناسبات بتنظيم أنشطة وفعاليات رياضية. كما أنها ساهمت بالتنسيق مع بعض الفرق الإنشادية في إمتاع النزلاء ببعض الطلعات الإنشادية "المديح النبوي.."، كما نوه بالدور الفعال للقادة الكشفيين الذين لعبوا دورا إيجابيا في تنفيذ توصيات اللجنة الوزارية المشتركة لتنسيق نشاطات إعادة تربية المحبوسين وإعادة ادماجهم الاجتماعي وتنفيذ اتفاقية الشراكة والتعاون التي جمعت الكشافة الاسلامية الجزائرية بالمديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج على انظباطهم، وإقداهم على ضبط برنامج ثقافي رياضي ترفيهي متنوع من الذي اختتم ليلة أول أمس بحفل متنوع بمناسبة ليلة القدر المباركة ، وبخصوص الجوائز فإن مديريات الشؤون الدينية والأوقاف على مستوى الولايات لها تعليمة بخصوص ضبط الجوائز. جلست في المقاعد الخلفية فتيات أخبرن بأنهن من نزيلات المؤسسة العقابية، غير أن مظهرن كان ملتزما فالكثير منهن كن يرتدين الحجاب، تحدثنا مع بعضهن عن الفترة التي ارتدين فيها الحجاب، فقلن بأنهن ارتدين الحجاب والتزمن وهن في المؤسسة، وقد حمدنّ الله وتوجهن بالشّكر إلى الأمام "فاروق" الذي كان في كل مرة يعظهن ويوجه لهن رسائل تحفيزية جعلتهن يقتنعن بارتداء الحجاب ووجوب العودة والتوبة إلى العلي القدير، كما أن الكثيرات منهن عبرن عن رغبتهن في الاندماج في المجتمع، وذلك من خلال إقبالهن على تعلم حرف ومهن كالخياطة والطرز، والإقبال كذلك على تحسين مستواهن التعليمي، فمنهن من تحصلن على شهادة المتوسط، ومنهن من تفوقن في الدراسة كذلك وحققن نتائج إيجابية، كما أسرت لنا نزيلة بقولها أنها تعشق القراءة وهذا ماجعلها حسب قولها تمكث ساعات طوال في مكتبة المؤسسة، كما أخبرتنا بأنها لم تكتسب هذه العادة الإيجابية إلا بمساعدة من بعض النّاشطات في جمعية ترقية الفتاة.