لم يستغرب إبراهيم غالي سفير الصحراء الغربيةبالجزائر من اللقاء السري الذي عقده وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان مع نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري في نيويورك واعتبره أمرا عاديا وأكد أن ملف الصحراء الغربية كان من بين أهم النقاط التي تحدث عنها ممثل الكيان الصهيوني ووزير الخارجية المغربي. ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن لقاء سريا جمع وزير الخارجية المغربي ونظيره الإسرائيلي وقد حرس الطرفان على أن يكون هذا اللقاء بعيدا عن أضواء الإعلام لأسباب تبقى مجهولة. ومن أجل معرفة رأي الطرف الصحراوي حول هذا اللقاء اتصلت "الأمة العربية" بالسفير الصحراوي في الجزائر ابراهيم غالي أمس بعدما تأكد أن أهم النقاط التي جمعت الطرفين كانت حول ملف" الصحراء الغربية" ومنطقة المغرب العربي التي توجد فيها الجزائر التي تعتبر البلد الوحيد الذي ليس معه تطبيع مع إسرائيل. وقال إبراهيم غالي أن هذا الاجتماع من الناحية الرسمية يعتبر عاديا لأبعد الحدود لأنه كان .."منذ سنة 1986 وأكد أن إسرائيل تحاول توجيه اللوبي الإسرائيلي إلى المنطقة من أجل الضغط، خاصة وأن إسرائييل ليس من مصلحتها تحرير الصحراء الغربية.." وأكد أن هذا اللقاء سيزيد حتما "..من الهمجية المغربية التي تقوم بها في حق الشعب الصحراوي مؤكدا أن عملية الضغط اللوبي على المغرب بلغت ذروتها.." تجدر الإشارة أن المملكة المغربية قطعت علاقتها الدبلوماسية مع تل أبيب منذ الانتفاضة الفلسطينية سنة 2001 وهذا بغلق مكتب الاتصال الإسرائيلي في عاصمته. من جهته أكد المحلل اللسياسي إسماعيل دبش المختص في قضية الصحراء الغربية أن وزير الخارجية المغربي سواء التقى مع نظيره المغربي أو لم يلتق "فالمؤكد أن المغرب يعمل جاهدا للخروج من الضغوطات الدولية التي تمارس عليه خاصة هذه الأيام ويضيف المتحدث أن .."مجيء باراك أاوباما إلى سدة حكم البيت الأبيض زاد من هذه الضغوطات على المغرب للالتزام بالشرعية الدولية .."مشيرا إلى أن المغرب يبحث ". عن منفذ لمحاولة التأثير على أصحاب الضغوطات .." وفي السياق ذاته قال دبش أانه يمكن لإسرائييل التي تعتبر من العناصر التي تدفع بالغرب لاستمرارية مواقفهم السلبية اتجاه قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، وأردف قائلا أن المغرب مازال يحلم بأن السياسة التي انتهجتها في الماضي هي نفس السياسة الحالية و أن سكوت الغرب هو الذي مكنه أثناء الحرب الباردة (1975) ومازال ينظر للمغرب كحليف استراتيجي ضد المد السوفياتي والشيوعي وبالتالي يضيف المتحدث".. أنه يجب ربحه ومعادلته وهذا ماشجع المغرب لاستعمار الصحراء الغربية.." ويقول دبش "..إن الفرضية التي قامت عليها السياسة المغربية أثناء الحرب الباردة انتهت بانتهاء الحرب والمغرب لم يصبح مهما للغرب في هذا الاتجاه ولا حتى في المحتوى الاستراتيجي الحالي .." مؤكدا أن".. تعامل المغرب مع إسرائييل هو محاولة لإيجاد وسيلة إغراء للغرب وخاصة لفرنسا .مضيفا أن "..على المغرب أن يعرف أنه في النهاية لا فرنسا ولا إسرائييل ولا أي دولة أخرى سواء كانت كبيرة أو صغيرة سوف تدعم المغرب في مساره الاستعماري في النهاية.." والحل يضيف ذات المتحدث هو الدخول مباشرة في مفاوضات جادة مع جبهة البوليساريو حول تنظيم الاستفتاء من أجل حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره .