تناقلت الصحف المغربية في الأيام القليلة الماضية، ما يروج له بعض المعارضين الموريتانيين الموالين لنظام المخزن، عما تسميه خروقات انسانية في مخيمات تندوف، تطرق إليها بعض المعارضين المورتانيين المعروفين بوقوفهم مع الطرح المغربي في قضية الصحراء. وتزامنت هذه الهجومات الجديدة مع الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المغربي لطيب الفاسي الفهري إلى باريس، والتي لم يسلط عليها الإعلام المغربي الضوء بسبب تزامنها مع الأزمة الناشبة بين باريس والجزائر على خلفية رفض الجزائر استقبال مسؤول الدبلوماسية الفرنسي برنارد كوشنير، والظاهر أن التستر على هذه الزيارة يهدف إلى التغطية عن الأسباب الحقيقية التي جعلت وزير الخارجية الفرنسي يستقبل نظيره المغربي، فقد ذكر بيان باسم الشؤون الخارجية الفرنسية أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري أجرى، يوم الثلاثاء، بباريس مباحثات مع نظيره الفرنسي برنارد كوشنير. وأضاف ذات البيان، أن المحادثات تناولت على الخصوص قضية الصحراء والوضع الأمني بمنطقة الساحل، فضلا عن القضايا ذات الإهتمام المشترك. وتحاول المملكة المغربية من خلال هذه الزيارة، استغلال الأزمة بين باريس والجزائر واستثمارها لحسابها الخاص وكسب نقاط إضافية ضد الجزائر، خاصة وأن حكومة باريس تقف مع الطرح الإستعماري المغربي وتساند نظام المخزن ضد الجزائر. وإلى ذلك، حضرت قضية الصحراء الغربية على طاولة النقاش بين الطرفين، دون أن تتسرب معلومات مهمة عن الحوار، حيث أكد بيان الخارجية الفرنسية "هذا اللقاء يندرج في إطار المشاورات المنتظمة بين الوزيرين"، و"يعكس المستوى الممتاز للعلاقات بين المغرب وفرنسا"، وهي محاولة فرنسية مغربية للوقوف في وجه الجزائر، خاصة في ما تعلق بقضية الصحراء الغربية. وليست هي المرة الأولى التي يعرض فيها نظام المخزن خدماته على قصر الإليزي، الذي يوافقها في طروحاتها الاستعمارية كلما تعلق الأمر بالجزائر، فقد سبق للمغرب أن لعبت هذا الدور القذر في عدة مناسبات محاولة الظهور كرقم فاعل في المنطقة.