أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالته إلى المشاركين في قمة إفريقيا أمريكا الجنوبية بجزيرة "مارغريتا" بفنزويلا، على الأولوية التي يجب أن ترتكز عليها الشّراكة بين المجموعتين من منظور التحديات الراهنة التي تواجه هذه الدول اليوم. وذكر رئيس الجمهورية ضرورة إعادة النظر في هيكلة الأممالمتحدة، ووضع أسس نظام مالي دولي جديد، ناهيك عن التكفل بانشغالات دول الجنوب، والاهتمام بالتغيرات المناخية والاحتباس الحراري، وتجنيد المجموعتين حول إستراتيجية شاملة لتحقيق الأمن الغذائي ومكافحة الفقر. وفي ذات السياق، قال بوتفليقة إنه "من البديهي أن إفريقيا وأمريكا الجنوبية اللتان تواجهان إشكالية مكافحة الفقر لديهما الكثير تعلمه من بعضهما البعض، والكثير فعله سويا"، مضيفا في مقام لاحق "إنه بإمكان المنطقتين أن تباشر مشاريع فعلية في مجال الطاقة، لاسيما في مجال المحروقات، وهو ما يمكن أن يشكل ركيزة قوية لإرساء تطورنا، وإعطاء دفع لتمويله". وقال "إن الاستكشاف والاستغلال، وكذا الاستعمال المعمم لموارد طاقوية جديدة نظيفة واقتصادية ومتجددة التي تتوفر عليها قارتانا بكثرة، تشكل محورا آخر يجب أن يتطور حوله تعاوننا"، متطرقا في ذات الإطار إلى آفاق الشراكة التي يوفرها برنامج الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا (النيباد) الذي يشكل المحور الإستراتيجي للتنمية لمجموع المشاريع المتكاملة للقارة الإفريقية، وهذا يستوجب وضع آليات من شأنها أن تسمح بتجنيد أقصى للطاقات الهامة التي تزخر بها المنطقتان، وبالتالي إعطاء محتوى فعلي ومثمر أكثر فأكثر لأهداف التعاون جنوب جنوب". كما أضاف رئيس الجمهورية أن العمل المشترك بين القارتين يقود إلى تعزيز قدراتهما الخاصة، مما سيساهم بشكل ملموس في إرساء توازنات دولية جديدة ضرورية لتحقيق الاستقرار والازدهار المتقاسم في العالم"، بعيدا عن كل التحديات التي يطرحها الإرهاب والإجرام الدولي، بالإضافة إلى مختلف تداعياته التي يقتضى منا مكافحتها بعزم وبشكل جماعي. ففي هذا الصدد، ذكر بوتفليقة إلى أن "تعزيز التعاون بين مجموعتينا (إفريقيا وأمريكا الجنوبية) في مجال مكافحة الإرهاب والذي وجد بلدي نفسه في المقدمة لمواجهته، يبقى ضرورة ملحة"، مضيفا أن "آفة الإرهاب التي لا زالت تضرب دولنا يجب أن تواجه باعتبارها تهديدا شاملا حقيقيا"، وهو ما يتطلب منا "تحليا بالصرامة"، كل الصرامة، خصوصا حيال القراصنة، وذلك بالرفض القاطع والتلقائي لدفع الفدية لهذا الشكل الجديد من الإرهاب، من شأنه أن يقلص هذه الظاهرة الجديدة وأن يقلل من الأعمال الإجرامية بشكل ملموس".