تستعرض القمة الثانية إفريقيا-أمريكا الجنوبية التي انطلقت أشغالها أمس بجزيرة مارغاريتا بفنزويلا بمشاركة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة التقدم المسجل في الشراكة التي أطلقتها المجموعتان في القمة الأولى التي احتضنتها أبوجا بنيجيريا سنة 2006، ودراسة الطرق والسبل الكفيلة بتعزيزها أكثر، لا سيما من خلال بعث مشاريع تعاون جديدة بين دول القارتين. وقد حل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مساء أول أمس بفنزويلا قادما إليها من نيويورك حيث شارك في افتتاح أشغال الدورة ال64 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان في استقباله بجزيرة مارغاريتا نائب رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية السيد رامون كاريزاليس. ومن المقرر أن تتوج أشغال القمة إفريقيا - أمريكا الجنوبية التي تختتم مساء اليوم، بالمصادقة على إعلان ومخطط عمل يشملان مختلف مجالات التعاون، بما في ذلك تنسيق المواقف بشأن مسألة الحكامة العالمية والتعاون في مجال الأمن الغذائي ومكافحة التغيرات المناخية والتجارة والاستثمار. وفي هذا الإطار صرح وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أمس أن المحاور التي يتضمنها مخطط العمل تتعلق أساسا بمواضيع التغيرات المناخية ومكافحة الإرهاب والأزمة الاقتصادية العالمية وبحث فرص ومشاريع التعاون بين بلدان المجموعتين، مذكرا بأن مجموعات عمل اجتمعت بصفة منتظمة منذ قمة أبوجا الأولى في نيجيريا وغالبا على المستوى الوزاري، وتوصلت إلى برنامج العمل المطروح أمام هذه القمة. وبخصوص موضوع التغيرات المناخية قال السيد مدلسي أن هذه المسألة التي ستتم دراستها قبل أشهر من الاجتماع رفيع المستوى المزمع عقده في "كوبنهاغن" ستشكل أحد محاور القمة الثانية لإفريقيا وأمريكا الجنوبية، مؤكدا بأن بلدان القارتين لديها نفس الانشغالات حول هذه المسألة، وتدرك بأنه من الضروري التأكيد على هذه المشكلة من أجل خوض المفاوضات على أحسن وجه خلال قمة "كوبنهاغن، التي يجب حسبه أن تتجه نحو دراسة تجسيد برتوكول "كيوتو". وتطرق السيد مدلسي إلى الأزمة الاقتصادية العالمية، معتبرا أن الحلول التي شرع في تجسيدها في إطار مجموعة ال8 غير كافية، وأن الأمر يتعلق بمسألة تستوقف بلدان القارتين. وبخصوص إصلاحات مؤسسات منظمة الأممالمتحدة قال الوزير إن موقف إفريقيا معروف منذ سنوات، حيث انطلقت المفاوضات حول هذه المسألة منذ أشهر على مستوى الحكومات. كما أكد أن موضوع مكافحة الإرهاب سيكون ضمن جدول أعمال القمة بالإضافة إلى البعد الثقافي الذي سيتم أيضا التطرق إليه. وبشأن مشاريع التعاون بين المجموعتين أوضح السيد مدلسي أن مشكل الموارد يطرح بالنسبة لبلدان القارتين، حيث تواجه هذه البلدان أحيانا صعوبات لتعبئة الموارد المالية، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الفكرة المقترحة في هذا الشأن تكمن في إنشاء صندوق لتمويل هذه المشاريع المنبثقة عن التعاون بين بلدان عديدة من القارتين، غير أنه لم يخف أسفه في كون دول المجموعتين "لم تتقدم بما فيه الكفاية حول مسألة إنشاء هذا الصندوق". وفي تقييمه لمستوى التعاون بين بلدان أمريكا الجنوبية وإفريقيا سجل الوزير أنه منذ سنوات شهدت العلاقات الثنائية بين هذه البلدان تطورا كبيرا في العديد من المجالات، مشيرا إلى أن القمة ستعكف على دراسة مشكل العلاقات المتعددة الأطراف قصد إعطاء دفع أكبر لتنمية هذا التعاون، كما أبرز أهمية مشاريع التعاون التي تجمع العديد من البلدان على غرار أنبوب الغاز الذي سيربط نيجيريا بأوروبا عبر النيجر والجزائر، مؤكدا في سياق متصل أنه "ثمة أولويات سيتم تحديدها خلال هذه القمة وستدرج ضمن توصيات مجموعات العمل". وقد بدأ العمل التحضيري للقمة أول أمس الجمعة بعقد اجتماع وزاري شارك فيه الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل. وكان رئيس الجمهورية قد شارك قبل توجهه إلى فنزويلا في افتتاح النقاش العام للدورة ال64 للجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك، وخلال تنقله إلى جزيرة مارغريتا التي تحتضن أشغال القمة الثانية لإفريقيا وأمريكا الجنوبية حيا السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس جمهورية ترينيداد وتوباغو السيد جورج ماكسويل ريشارد، وذلك في برقية بعث بها له وهو يعبر أجواء بلاده، جاء فيها "يطيب لي وأنا أعبر الفضاء الجوي لبلدكم أن أزف لكم تحياتي الخالصة وتمنياتي بموفور الصحة لفخامتكم وباطراد التقدم والرقي للشعب الصديق في ترينيداد وتوباغو".