من المقرر أن تفتح جنايات العاصمة نهاية الشهر الجاري واحدا من اكثر الملفات المتعلقة بالإرهاب إثارة، والمتهم فيها معاق حاول ليلة الحادي عشر إلى الثاني عشر من شهر مارس من السنة الفارطة، تحويل طائرة من نوع بوينغ 737-800 التابعة للخطوط الجوية الجزائرية، المتوجهة من مطار هواري بومدين الدولي نحو تندوف، بعد أن ادعى أنه انتحاري من تنظيم القاعدة، وهدد طاقم الطائرة بنسفها باستعمال حزام تبين فيما بعد أنه من صفائح معجون الغرس، وبعض الأسلاك الكهربائية. وقد كشف التحقيق القضائي المجرى بمحكمة سيدي امحمد بالعاصمة، حول المتهم أن هذا الأخير، هو صاحب رسائل التهديد بالقتل، المنسوبة إلى الجماعات الإرهابية، والموجهة إلى عدة أشخاص من بينهم من يشغل مناصب حساسة في السلطة، على رأسهم وزير الدولة، وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني، والمدير العام للأمن الوطني علي تونسي، ومجموعة من الأشخاص الذين عرفهم المتهم وأراد الانتقام منهم، كما تبين أن المتهم (خ.عبد الحق) 39 سنة، انتحل هوية عدد من الاشخاص من بينهم إبن عمه المفقود منذ سنة 1994، وقدسبق طرده من اأمانيا بتلك الهوية، عن تهم التزوير واستعماله، ومن إيطاليا سنة 78، عن سرقة شيكات والنصب والاحتيال والتزوير ومخالفة التشريع الخاص بالأجانب، ومن النرويج سنة 83، عن مخالفة التشريع الخاص بالمخدرات، وكذا المتجرة بالذهب وتزوير الوثائق الإدارية وانتحال هوية. الرحلة رقم آ.آش 6148 والتهديد بنسف الطائرة وبالعودة إلى ملف القضية، وتحديدا التهم الموجه لمن صنع رحلة الموت على الطائرة التي كانت تضمن الرحلة رقم آ.آش 6148 المتوجه من مطار هواري بومدين بالعاصمة نحو تيندوف، مارس من السنة الماضية، نجد أن المتهم متابع بتهم ثقيلة في قضية إرهابية تبين من خلال التحقيق فيها أن لاعلاقة له بالجماعات المسلحة، لكنه أقدم على ما جعله يحمل على كاهله جنايات محاولة تحويل طائرة عن طريق استعمال العنف والتهديد بالقيام بأعمال ارهابية، والاشادة بالأعمال الإرهابية، التزوير واستعمال المزور، في أوراق نقدية، ومحررات رسمية، وأوراق مصرفية،إدارية، إضافة إلى جنحتي انتحال هوية الغير، والتهديد بالقتل. وقد جاء في محاضر فرقة مكافحة الإرهاب، والتحريض،للمقاطعة الشرقية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر، أن طائرة البوينغ المذكورة قد أقلعت من مطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة باتجاه مطار تندوف مرورا بمطار بشار، بتاريخ 11 مارس من السنة الفارطة، وأنه بعد حوالي 2 دقيقة من إقلاعها من بشار، طلب الراكب (خ.عبد الحق)، من مضيفة الطائرة تسليم رسالة إلى القائد ، وقامت بتسليمها إلى رئيس المضيفين المضمنة في ظرف بريدي كتب عليه بالفرنسية "تيني ريف" وهي نسبة إلى جزر بإسبانيا فأخذها إلى قائد الطائرة الذي رفض استلامها ليفتحها هو بعد الفضول الذي تملكه في زاوية من زوايا الطائرة واكتشف أنها تحوي رسالة تهديدية باسم القاعدة في بلاد المغرب العربي وتتضمن رسالة خطية مكتوبة باللغتين العربية والفرنسية من قبل الراكب (خ،عبد الحق ) تأمر بتحويل اتجاه الطائرة إلى الجزر الإسبانية "تيني ريف" والا سيفجرها باستعمال الحزام الناسف الذي يرتديه والمتضمن 15 كلغ من المتفجرات مضيفا أنه انتحاري تابع للتنظيم السالف الذكر ولن يخسر شيئا إن فجر نفسه كونه معاقا ،وعلى الفور توجه رئيس المضيفين للانتحاري المزعوم لمحاولة الاستفسار فكشف له عن الحزام الموجود تحت معطفه والخيوط الكهربائية بارزة وبيد المتهم زر التحكم عن بعد بالحزام ،وهنا صرح له المتهم أنه مستعد لتنفيذ تهدديه في حال امتناعهم عن تلبية طلبهم مضيفا إن أفراد عائلته رهائن بالشريعة لدى القاعدة وهم من أمروه بتنفيذ العملية الانتحارية، رئيس المضيفين الذي حاول تهدئته وعده بتنفيذ طلباته ثم توجه لإبلاغ قائد الطائرة بذلك تاركا المضيفة التي حاولت إقناع المتهم بأن الوقود لايكفي للوصول إلى الجزر المعنية فرد عليها بالقول أنه يعلم بأن الطائرة شحنت الوقود بمطار بشار وحدثها عن المسافة الفاصلة بين الجزر وتندوف مما أصابها بالدهشة لأنها حقيقة . وفي تلك الأثناء طلب قائد الطائرة من رئيس المضيفين إبلاغ السلطات من تندوف، وبطريقة ذكية استطاع هذا الأخير إقناع الانتحاري بالهبوط هناك وترك المسافرين ينزلون. حزام ناسف من معجون التمر وادعاء كاذب بالانتماء إلى القاعدة في تلك اللحظة وصلت مصالح الأمن التي ألقت القبض على المتهم الذي بقي عل متن الطائرة وتبين أن الحزام الناسف هو مجرد معجون التمر الغرس المشكلة على شكل صفائح ومصنوعة بدقة على شكل حزام من قبل الانتحاري باستخدام جيوب وأسلاك كهربائية مع ربطها بجهاز التحكم وعثر بحوزته على مسدسين بلاستيكيين أسودي اللون ومنبه الكتروني . في البداية تمسك المتهم بروايته المتعلقة بانتسابه لتنظيم القاعدة لكنه سرعان ما أقر بالحقيقة وهي أانه خطط للعملية بمفرده منذ أكثر من شهرين وهذا تحت طائلة الحالة النفسية التي آل اليها نتيجة التهميش الاجتماعي والإقصاء مصرحا أنه قام بذلك للفت انتباه السلطات إليه وكان ينوي طلب اللجوء السياسي بإسبانيا . الخبرة المجراة على بصمات المتهم، بينت أنه هو المطرود من المانيا والنرويج وايطاليا، وقد اعترف بانتحاله هويات عدة، للقيام بعدة جرائم، كما تبين أنه هو صاحب رسائل التهديد الموجهة إلى كل من وزير الدولة، والمدير العام للأمن الوطني من بين ثمانية رسائل تهديدية، وهو ما اعترف به.