من المنتظر أن يستمع اليوم قاضي محكمة الجنايات على مستوى مجلس قضاء العاصمة إلى (خ.عبد الحق) الانتحاري المتهم بمحاولة تحويل طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية شهر مارس 2008 عن طريق تهديد طاقمها بحزام ناسف اتضح فيما بعد أنه خيوط كهربائية ملفوفة بمادة الغرس. المتهم حاول استغلالها لإجبار طاقم الطائرة على تحويل مسارها إلى إسبانيا، إلا أن خطته لم تنجح ليتم القبض عليه فيما بعد وإحالته على محكمة الجنايات، حيث توصل التحقيق القضائي الذي تم إنجازه من قبل قاضي التحقيق بمحكمة الأقطاب سيدي امحمد بالعاصمة إلى أن الانتحاري المزعوم هو شخص مسبوق قضائيا في عدة جرائم تزوير والنصب والاحتيال والمخدرات ومخالفة التشريع، حيث تم طرده من ألمانيا وإيطاليا والنرويج من أجل ذلك. وينتظر من استجواب المتهم توضيح عدة أمور حول قضايا بعث رسائل تهديدية إلى مسؤولين سامين في الدولة أبرزهم وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني والمدير العام للأمن الوطني علي تونسي . حيثيات القضية تعود إلى مارس 2008 على إثر محاولة تحويل طائرة من نوع بوينغ737 / 800 تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، والتي كانت مبرمجة للتوجه ما بين مطار هواري بومدين وتندوف وهذا عن طريق تهديد طاقمها باستخدام حزام ناسف إذا لم يتم تحويل الرحلة إلى إسبانيا، حيث كان الانتحاري المزعوم يرتدي حزاما ادعى أنه ناسف ليتبين فيما بعد أنه عبارة عن خيوط وأسلاك كهربائية مملفوفة في مادة الغرس (التمر). كما ثبت من خلال التحقيق أن هذا الأخير قام ببعث رسائل تهديدية تتضمن تهديدا بالقتل باسم الجماعات الإرهابية المسلحة، لعدة مسؤولين من بينهم وزير الداخلية والجماعات المحلية يزيد زرهوني وكذا العقيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني ومحامية وموظف شرطة بالحراش، وقد انطلقت طائرة من نوع بوينغ تابعة للخطوط الجوية الجزائرية من مطار هواري بومدين متجهة إلى تندوف مرورا بمطار بشار وبعد إقلاعها بعشرين دقيقة انتهز المتهم (خ،عبد الحق) 59 سنة، الفرصة للقيام بما خطط له لأكثر من شهرين وهو تحويل الطائرة إلى جزر ''تيني ريف'' بإسبانيا، حيث طلب هذا الأخير من مضيفة الطائرة أن تسلم رسالة إلى قائد الطائرة، فسلمتها إلى رئيس المضيفين الذي تولى مسؤولية إيصالها ولاحظ وجود كتابة بالفرنسية عليها ''تيني ريف''، غير أن قائد الطائرة رفض استلامها ففتحها رئيس المضيفين ليقرأ محتواها المكتوب باللغتين العربية والفرنسية والموقّع من قبل ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' والتي تتضمن أمر تحويل مسار الطائرة إلى جزر تيني ريف بإسبانيا وإلا سيفجر الراكب (ح.عبد الحق) نفسه باستخدام حزام ناسف يحوي 15 كلغ من المتفجرات باعتباره ''انتحاري تابع للقاعدة''، مؤكدا أنه لن يخسر شيئا كونه معوق، وبعدها توجه رئيس المضيفين إلى صاحب الرسالة فقام بالكشف تحت معطفه عن الحزام الناسف المزعوم الذي كان يرتديه، به جيوب عدة تحتوي على صفائح متصلة بخيوط كهربائية وبيده زر التحكم عن بعد وهدد بتفجير نفسه إذا لم يستجيبوا لمطالبه، خاصة أنه لن يخسر شيئا باعتبار أن أفراد عائلته رهائن لدى الإرهابيين بمنطقة الشريعة الذين أمروه بتنظيم هذه العملية، مضيفا أنه اختار تاريخ 11 مارس لخطف الطائرة نسبة لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 التي هزت الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤكدا أنه كان ينوي تفجير الطائرة بالجزائر إلا أنه عدل عن موقفه بعد رؤيته للسياح، وبعد 25 دقيقة من الرعب والمفاوضات في الطائرة وافق الانتحاري المزعوم على نزول الركاب من الطائرة ليبقى وحده ويتم إلقاء القبض عليه من قبل عناصر الأمن وبعد تفتيشه تبيّن أن الحزام الناسف عبارة عن 5 صفائح من تمر الغرس بوزن 1 كلغ للواحدة تم صنعها بدقة متناهية على شكل متفجرات مربوطة بخيوط كهربائية وموصولة بجهاز تحكم، وعثر بحوزته على مسدسين بلاستيكيين وتم حجز رسالة التهديد. في البداية حاول تضليل عناصر الأمن بالإدعاء أنه مبعوث من قبل ''القاعدة''، ثم اعترف بأنه خطط للعملية وحده في شهر فيفري وهذا للفت الانتباه بسب التهميش الذي يعاني منه وطرده من مسكنه رفقة عائلته، واختار تاريخ 11مارس للفت الرأي العام نسبة لتفجيرات11 سبتمبر 2001 وكان يهدف للوصول إلى إسبانيا لطلب اللجوء السياسي، وتبين بعد أخذ بصماته أنه انتحل هوية ابن عمه الذي يحمل نفس الاسم وتعرض لعملية اختطاف سنة ,1994 وعن طريق تلك الهوية ارتكب عدة جرائم بالخارج، حيث تم طرده من ألمانيا بسب تهم التزوير ومن إيطاليا بسبب سرقته شيكات والنصب والاحتيال والتزوير ومخالفة التشريع الخاص بالأجانب، ومن النرويج عن تهمة المتاجرة في المخدرات والذهب والسرقة والتزوير.