في حواره ل "الأمة العربية" تحدث الناقد الرياضي المصري "أحمد شوبير" عن كل شيء، وتطرق الى المباراة الفاصلة بين الفريق الوطنى والفريق الجزائري في نوفمبر المقبل بكثير من التعليق والتحليل، لكنه خلص الى أن الأمور بين الفريقين الجزائري والمصري وصلت الى ذروة التعقد، بخصوص من سيقتنص تأشيرة الصعود لمونديال 2010 . - هذه النتيجة كانت متوقعة .. وأنا شخصيا توقعت أن تنتهي نتيجة اللقاء أما بهدفين لصفر أو ثلاثة أهداف لهدف واحد لصالح الجزائر، والمسؤولين والجماهير المصرية كلها توقعت وصول الجزائر لرقم 13 نقطة، لكن هذه النتيجة أدخلت التوقعات والحسابات إلى منعرجات ومتاهات لا حدود لها . - كلا الفريقين بكل تأكيد . - لا أرى الأمور بهذه البساطة، نظرا لعدة أسباب، أولها أنها مباراة أخيرة وفاصلة، ومعروف طابع مثل هذه المبارايات، ولحسن حظ الفريق المصري أنها تلعب في القاهرة على أرضيته وبين جمهوره، وثانيا عودة جميع المصابين لصفوف المنتخب المصري، وثالثا عودة أحياء الأمل بالنسبة للمصريين بعد العودة بثلاث نقاط ثمينة من زامبيا، ومعرفتهم أن هدفين فقط يوصلان لتصفيات كأس العالم . - ظروف المبارتان مختلفة تماما، ولا داعي للعودة للحديث عن المشاكل والعقبات الداخلية التي سبقت تلك المباراة وظلت طوال مشوار التصفيات، يكفي القول أن تشكيلة الفريق المصري أصبحت مكتملة، ولا ينقصها أي شيء سواء فني أو معنوي . - اطلاقا .. بل أوصف مفهوم التعقد بخصوص هذا الأمر، فأنا لا أنكر قوة وتحسن أداء المنتخب الجزائري، وقدرته على المنافسة في هذا الشأن، وكذلك قوة المنتخب المصري في هذه المرحلة وقدرته هو الآخر على الوصول لمبتغاه . - هذا هو الخطأ بعينه، فكل مباراة لها ظروفها، وجميع الظروف الآن تصب في صالح الفريق المصري هذا على المستوى الداخلي، وهناك الآن ضغط شعبي كبير على المنتخب لحسم الأمر، ومن الآن سيبدأ الاعداد لهذه المقابلة، كل ذلك من شأنه أن يسمح للفريق المصري بالدخول للمقابلة بقوة . - من الناحية النفسية لا أظن ذلك، لأن المصريين يكون أداؤهم أفضل تحت الضغط، وينخفض أداؤهم حينما لا يحظون بالاهتمام او المراقبة الشعبية، والجمهور المصري الآن في أقصى درجات الأمل والرغبة، فلا يمكن أن يتجاهل الجهاز الفني واللاعبين ما يدور حولهم . - اطلاقا .. فالجمهور المصري مسالم، ويرحب بضيوفه كما ينبغي، لكني أقصد أنه سيكون في أقصى درجات التفاعل مع فريقه . - هذا أقل ما يمكن تقديمه، فأنا أود أن يكون أفضل، وأنا شخصيا سأجهز من الآن لأن يحظى أشقاؤنا الجزائريون باستقبال وتوديع حافل بعيدا تماما عن نتيجة المباراة، فنحن مثلما قلت وأقول دائما أننا أشقاء وسنظل أشقاء . - كلام غير منطقي ولا أساس له من الصحة، فقد فندت في برنامجي على قناة "الحياة" هذه المزاعم، وكشفت أيضا بالصور والتعاليق حجم الحفاوة التي حظيت بها البعثة المصرية في الجزائر، وأكدت أنه استقبال قلما ما يحدث في عالم الرياضة، وأعتقد أن الجزائر حكومة وشعبا من خلال هذا التكريم وضعتنا أمام مسؤولية كبيرة لرد الجميل لأشقائنا، وهو ما سنفعله بإذن الله . - لن تؤثر كل تلك الأجواء على اللقاء، وأنا أتحدى من يقول عكس ذلك، لكني حزين مما فعله الاعلاميون والصحفيون خلال الشهور الماضية، فلقد ارتكبوا بحق جريمة في حق الشعبين، وأو أن أشير هنا إلى أن المذنبين كانوا من الطرفين، فحتى بعض الصحف الجزائرية تعمدت صب الزيت على النار، وانجرف وراءها الكثيرون، التشجيع ومناصرة الفريق من قبل الشعب والإعلام امر مشروع للجميع، ولكن لم يكن هناك داع لإثارة واختلاق المشاكل، وأؤكد أن من فعل ذلك لم يخسر سوى نفسه، والوسيلة الإعلامية التي فتحت المجال أمام هذه التراهات فقدت مصداقيتها، لأني أراهن دوما على قوة ومتانة العلاقات التي تربط بين الشعبين المصري والجزائري في وجه كل التحديات، وليس مجرد مقابلة رياضية . - هذا كله كلام غير صحيح، لم يتعرض أحد في مصر للجزائر بسوء، ولم يمس الشعب الجزائري من قبل شقيقه المصري، وما حدث كان مجرد افتراءات إعلامية من الطرفين، وحتى هذه لم تتناول إلا الكرة والرياضة، أما عن الخاسر فكما قلت مسبقا هو من تحدث بهذه الطريقة وذاك الأسلوب ليس أكثر . - المنتخب المصري الآن مطالب بإحراز هدفين لصفر، أو ثلاثة أهداف لواحد، وهو ما سيجعل الفريق الجزائري يستميت في الدفاع عن شباكه، وسيجعل الفريق المصري يرمي بكل ثقله، أو أن يحدث العكس ويحاول الفريق الجزائري التسجيل مبكرا لإحباط نظيره المصري، ففما لا شك فيه أن المباراة ستكون ساخنة إلى أبعد مدى، ستكون مباراة قوية جدا، لكني أتوقع أنها لن تحسم الأمر وستدخل الفريقين في حسابات عديدة تتساوى فيها النقاط والأهداف وأشياء أخرى، وهو ما يدفع لقراءة قوانين الفيفا من جديد بإمعان، وأتمنى ألا يخضع الأمر لعملية القرعة التي لا تخدم الطرفين، فلا المتأهل سيشعر بقيمة تأهله، ولا المقصي سيرضى باقصائه بهذه الطريقة، لهذا أرى أن الأمور فيها كثير من التعقيد، وأن كنت شخصيا أرى أن ذلك من شأنه أن يصنع مباراة تاريخية قلما نراها عربيا أو حتى إفريقيا . ولد "أحمد شوبير" عام 1960، وأشتهر عبر قيامه بحراسة مرمى النادي الأهلى والفريق المصري، وبعد اعتزاله تفرغ للعمل الإعلامي والسياسي، فأصبح عضوا في مجلس الشعب المصري، وشغل منصب نائب سابق لرئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، ثم معلقا رياضيا لمباريات كرة القدم، وأخيرا كمقدم برامج رياضية تليفزيونية، وهو الآن يقدم برنامج "الكرة مع شوبير" الذي يبث كل جمعة على قناة "الحياة"، وهو البرنامج الأشهر رياضيا، وهو ذات البرنامج الذي ربط بين شوبير والجماهير الجزائرية، نظرا لاعتداله واعتماده خطا محايدا خلافا للكثير من البرامج المتحيزة وبالعودة لمشوار "أحمد شوبير" نجد أنه انضم إلى النادي الأهلي قادما من نادي طنطا عام 1984 ولعب أولى مبارياته الرسمية عام 1985 في ظل وجود حارسي الأهلي الشهيرين إكرامي وثابت البطل، وفى نفس العام تألق في مباراة في كأس مصر أمام الزمالك، حيث لعب الأهلى بفريق من الناشئين وفاز 3/2 بعد أن نجح شوبير في التصدى لضربة جزاء في الوقت الإضافى للمباراة، ويعتبر عامي 95-96 هما الأشهر كرويا بالنسبة لشوبير، حيث ساهم بقوة في تمكين النادي الأهلى من الحصول على بطولتي الدورى والكأس والبطولة العربية، كما يحتفظ شوبير برقم قياسى في حراسة مرمى الأهلى على مدار تسع سنوات متتالية، بالإضافة إلى أنه الحارس الوحيد الذى نجح خلال 13 عاما في الحفاظ على نظافة شباكه خلال مباريات الكأس التي شارك فيها، وساهم شوبير أيضا مع النادي الأهلي في الفوز بالعديد من البطولات التي بلغت 17 بطولة محلية وإفريقية وعربية، أما مع الفريق المصري فقد شارك في بطولة كأس العالم لكرة القدم 1990، ويعتبر ثاني أفضل حارس مرمى في تاريخ مصر بعد الحارس الشهير شلاطه سرسئ، وفي أوج هذا التألق قرر شوبير الاعتزال، واتجه للتعليق على مباريات كرة القدم، ويعد حاليا من أبرز المعلقين الرياضيين على كرة القدم والبرامج الرياضية، يذكر أن شوبير بدأ هذا المشوار في القناة السادسة المحلية المصرية، وبعدها انتقل الى قناة "دريم" ثم الى برنامج "البيت بيتك" في التليفزيون المصري، وأخيرا في قناة "الحياة"، وهناك علاقة خاصة تربط بين شوبير والجماهير الجزائرية، هذه الأخيرة التي تثق فيه ثقة كبيرة وتحترم آراؤه وتوقعاته وأسلوب عمله المعتدل في كثير من الأحيان والمنصف في كل المناسبات والظروف .