دعا عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ووزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، الشباب خلال الندوة التاريخية التي نشطها بالقاعة المتعددة النشاطات بعين ولمان بسطيف، إلى التمسك بتراث الثورة المظفرة التي استطاع من خلال أبناء تلك الحقبة من إجلاء مستدمر ظل يعيث في الأرض الفساد لأزيد من قرن ونصف قرن. كما أشار إلى ما عاناه الشعب من ويلات وتعذيب إبان الثورة، معرجا على الدور البطولي لأبناء المنطقة ودورهم البارز في إنجاح الثورة في جبال بوطالب وقصر الأبطال، وغيرها من جبال المدينة التي حمي فيها الوطيس أمام جيش الاحتلال، ليؤكد على أن تحديات العولمة تفرض على الشعب الجزائري أن يكون في مستوى الرسالة التي ناضل لأجلها جيل الفاتح من نوفمبر. ومن هذا المنطلق، دعا بلخادم إلى التمسك بتاريخ الثورة الذي يعد إسمنتها المسلح الذي حماها من كل الهجمات والحملات المغرضة. لينوه في ذات السياق، بضرورة خلق نوع من فلسفة التواصل بين الجيلين، جيل الفاتح من نوفمبر والجيل الذي يود استلام المشعل، ليصعّد اللهجة في حديثه عن قانون تمجيد الاستدمار الذي شرعه المشرع الفرنسي تحت قبة البرلمان، مطالبا بضرورة مطالبة الدولة الجزائرية بإلغاء هذا التشريع، وتذكير فرنسا الإستدمارية بما اقترفته من جرائم حرب في الجزائر. ليذكر في ذات السياق، بوجوب احتفاء الشباب الجزائري بمرجعياته التاريخية من رجال وقيادات تاريخية، والإبتعاد عن المزايدات الرامية على التشكيك في تاريخ الثورة، الذي وصفه بالمقدس. كما أشار الدكتور مختار فيلالي، أستاذ محاضر بجامعة باتنة، إلى جوانب مهمة عملت على ميلاد جبهة التحرير الوطني التي سيحتفل الجزائريون في الأيام المقبلة بالذكر الخامسة والخمسين لميلادها، ليؤكد الدكتور يوسف مناصرية على الدور البارز للشباب في ميلادها وتكوينها وتنظيم العمل المسلح في القرى والمداشر والجبال، وما عاناه أبناء الشعب الجزائري من تقتيل وتشريد، مدللا على ذلك بشواهد والتي كان من بينها السجن الاستعماري الشهير بقصر الأبطال الذي غدا فعلا قصرا للأبطال باحتضانه لأبطال رفضوا البوح للمستدمر بأسرار الثورة، رغم التعذيب الذي طالهم داخل السجون.