بداية القضية كانت يوم 7 أفريل من السنة الماضية، المكان مسجد الإصلاح بحي المرجة، بلدية براقي(أحد أخطر المناطق بالعاصمة أيام الأزمة الأمنية)، الوقت بعد أداء صلاة العشاء، حينما أُخطر قيِِِِِّم المسجد من طرف أحد المصلين عن وجود كتابات تحريضية فوق المنشور الرسمي الصادر عن رئيس المجلس البلدي لبلدية براقي، الخاص بعملية التسجيل لأداء فريضة الحج لعام 2008/2009، المعلق على لوحة الإعلانات داخل المسجد، يقول القيم لاحقا في إفادته بمقتضى التحقيق في القضية التي سمع فيها كشاهد، أنه بعد التأكد من الأمر قام بنزع الإعلان وتسليمه إلى إمام المسجد، هذا الأخير قال في تصريحاته أمام قاضي التحقيق، أنه اتصل فورا بمفتش الشؤون الدينية بمقاطعة براقي، الذي رافقه في اليوم الموالي إلى مصالح الأمن الحضري بالمرجة للتبليغ عن الحادثة. من منشور للحج إلى بيان للقاعدة جاء في ملف القضية، أن المنشور المذكور تم تقطيع الجزء العلوي منه الذي يحمل عبارة "الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية"، وكتب عليه بخط اليد وبالقلم الأسود باللغة العربية، عبارات "تكفيرية وتحريضية" ضد الدولة الجزائرية، واتهامات لها ب"موالاتها لأمريكا"، كما حمل بيان "القاعدة" المزعوم، تهديدات ضد كل من يقوم بنزع هذا المنشور التحريضي، مع كتابة الجهة الصادر عنها أي "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وفي النهاية الإمضاء أسفل البيان. إلا أنه لم يعرف الفاعل خاصة وأن الشاهدين الرئيسيين في القضية، وهما الإمام (ب.لخضر)، و(ع.حكيم) قيم المسجد، صرحا بأنهما لا يعرفان الفاعل، ولا يشكان في أحد. التحقيق في القضية... استند التحقيق في القضية الذي تم بمحكمة الحراش، إلى تحريات الشرطة التي اضطرت في ظل عدم معرفة الفاعل، إلى سماع عدد من المشتبه فيهم، الذين أنكروا علاقتهم بالقضية، وللتأكد من أقوالهم تم أخذ كتابات بخط يد كل واحد منهم وإمضاءات له عرضت على المخبر العلمي بشاطوناف لإجراء خبرة خطية عليها، وفي 9 فيفري الماضي وردت نتائج المخبر العلمي التي تؤكد تورط أحد المشتبه فيهم في كتابة العبارات التحريضية فوق المنشور الرسمي، ويتعلق الأمر بشاب يدعى (ك.عبد الصمد) 20 سنة، تم مواجهته بتلك النتائج إلا أنه تمسك بالإنكار. في 25 مارس افتتح التحقيق في القضية بطلب من نيابة الحراش، ضد المتهم (ك.عبد الصمد) بتهمة الإشادة بالأعمال الإرهابية، وتم سماعه من طرف قاضي التحقيق إلا انه تمسك بإنكاره، مؤكدا أنه ليس الفاعل، وأنه لا يذكر أنه دخل المسجد يوم الوقائع، وأضاف أن الخط المكتوبة به العبارات التحريضية ليس بخطه ولا يشبه حتى، مستغربا في ذات الوقت نتائج الخبرة التي خلصت إلى أنه صاحب الخط، وعند سماعه في التحقيق الإجمالي أكد أن لا علاقة له بالجماعات الإرهابية وهو بريء مما أسند إليه من تهم. في حين قد تجيب جلسة المحاكمة، إذا ما قرر المتهم الاعتراف، على الكثير من الأسئلة العالقة، على رأسها دوافعه وهو شاب في مقتبل العمر، في الإقدام على توريط نفسه في قضية خطيرة كهذه، خاصة إن كان فعلا لا علاقة له بالجماعات الإرهابية.