هؤلاء يتم التخطيط لتهجيرهم باتجاه الدول الأوربية والولايات المتحدةالأمريكية، أين يوجد النفوذ الصهيوني المتحكم في العالم عبر الشبكات الالكترونية، الظاهرة منها والمخفية. الجزائر وجامعاتها، لم تكن بمنأى عن هذا المخطط الجهنمي، الذي يهدد ويبتز النخبة الجزائرية لتحييدها عن حماية أمتها من التجهيل المتعمد لفتح المجال أمام الاستعمار العلمي القاضي بالاستنجاد بالخبرات الأجنبية التى عادة ما تكون الخبرة الجزائرية المجنسة ضمن الوفود الزائرة للحصول على أموال، فأصبحت كل القطاعات ماعدا اثنين منها في خانة التبيعة العلمية للدول الأوروبية والأمريكية، وعلى رأسهم فرنسا، تخطط لسيناريو جهنمي هو طبق الأصل لواحد من بروتوكولات آل صهيون المدمرة لأسس المجتمعات الدولية. في هذا الإطار، تقوم جهات داخلية متواطئة مع مهندسي البروتكولات بتوفير الشروط الملائمة، بداية من خلق مضايقات وابتزاز النخبة الجزائرية من علماء وباحثين ومثقفين، وحتى صحفيين يتم إيقاعهم في مستنقع الخوف والتهديدات المفبركة حتى يسود لديهم الاعتقاد بأن حياتهم في خطر، والحل الوحيد أصبح "الهربة" نحو الخارج. فبهذه الوسيلة، هاجر نحو 15 ألف مفكر جزائري في ظرف قياسي، ليتحوّلوا بعدها إلى أداة استغلالية دون أن يشعر بها أحد من الذين اعتقدوا يوما أن الأمن والأمان سيكون حليفهم ب "بلاد البنان". لا يستغرب أحد إذا علم بأن بروتوكولات حكماء آل صهيون تطبق وتنفذ حرفيا في الجامعات العربية والإسلامية بدون استثناء، والمستوى المنحط الذي وصلت إليه الجامعة الجزائرية لدليل على ذلك. الجامعة ليست الوحديدة التي تعاني من نصوص البروتوكولات الصهيونية، فحتى قطاعات لا تقل أهمية عن قطاع التعليم، اخترقها الفيروس الصهيوني المتمثل في بروتوكولات آل صهيون المختصة في تدمير كل مشروع بشري من شأنه التصدي للمشروع اليهودي الأعظم. في هذا الشأن، جاء في بروتوكول آل صهيون السادس عشر وبالحرف الواحد. رغبة في تدمير أي نوع من المشروعات الجامعية غير مشروعنا سنبيد العمل الجامعي في مرحلته التمهيدية، أي أننا سنغير الجامعات، ونعيد إنشاءها حسب خططنا الخاصة. وسيكون رؤساء Heads الجامعات وأساتذتها معدين إعداداً خاصاً، وسيلته برنامج عمل سري متقن سيهذبون ويشكلون بحسبه، ولن يستطيعوا الانحراف عنه بغير عقاب. وسيرشحون بعناية بالغة، ويكون معتمدين كل الاعتماد على الحكومة Gouvernment وسنحذف من فهرسنا Syllabus كل تعاليم القانون المدني، مثله في ذلك مثل أي موضوع سياسي آخر. ولن يختار لتعلم هذه العلوم إلا رجال قليل من بين المدرسين، لمواهبهم الممتازة. ولن يسمح للجامعات أن تخرج للعالم فتياناً خضر الشباب ذوي أفكار عن الإصلاحات الدستورية الجديدة، كأنما هذه الاصلاحات مهازل comedies أو مآسٍ Tragedies، ولن يسمح للجامعات أيضاً ان تخرج فتياناً ذوي اهتمام من أنفسهم بالمسائل السياسية التي لا يستطيع ولو آبائهم أن يفهموها. إن المعرفة الخاطئة للسياسية بين أكداس الناس، هي منبع الأفكار الطوباوية Utopian ideas وهي التي تجعلهم رعايا فاسدين. وهذا ما تستطيعون أن تروه بأنفسكم في النظام التربوي للأميين (غير اليهود). وعلينا أن نقدم كل هذه المبادئ في نظامهم التربوي، كي نتمكن من تحطيم بنيانهم الاجتماعي بنجاح كما قد فعلنا. وحين نستحوذ على السلطة، سنبعد من برامج التربية كل المواد التي يمكن أن تمسخ upset عقول الشباب وسنصنع منهم أطفالاً طيعين يحبون حاكمهم، ويتبينون في شخصه الدعامة الرئيسية للسلام والمصلحة العامة. وسنتقدم بدراسة مشكلات المستقبل بدلاً من الكلاسيكيات Classics وبدراسة التاريخ القديم الذي يشتمل على مثل Examples سيئة أكثر من اشتماله على مثل حسنة ، وسنطمس في ذاكرة الإنسان العصور الماضية التي قد تكون شؤما علينا، ولا نترك الا الحقائق التي ستظهر أخطاء الحكومات في ألوان قائمة فاضحة. وتكون في مقدمة برنامجنا التربوي، الموضوعات التي تعنى بمشكلات الحياة العملية والتنظيم الاجتماعي وتصرفات كل إنسان مع غيره، وكذلك الخطب التي تشن الغارة على النماذج الأنانية السيئة التي تعدي وتسبب الشر، وكل ما يشبهها من المسائل الأخرى ذات الطابع الفطري. هذه البرامج، ستكون مرتبة بخاصة للطبقات والطوائف المختلة، وسيبقى تعليمها منفصلاً بعضها عن بعض بدقة. وأنه لأعظم خطورة أن نحرص على هذا النظام ذاته. وسيفرض على كل طبقة أو فئة أن تتعلم منفصلة حسب مركزها وعملها الخاصين. إن العبقرية العارضة chance قد عرفت دائماً وستعرف دائماً كيف تنفذ إلى طبقة أعلى، ولكن من أجل هذا العرض الاستثنائي تماماً لا يلي أن نخلط بين الطوائف المختلفة، ولا أن نسمح لمثل هؤلاء الرجال بالنفاذ إلى المراتب العليا، لا لسبب إلا أنهم يستطيعون أن يحتلوا مراكز من ولدوا ليملأوها، وأنتم تعرفون بأنفسكم كيف كان هذا الأمر شؤماً على الأمميين، إذ رضخوا للفكرة ذات الحماقة المطلقة القاضية بعدم التفرقة بين الطبقات الاجتماعية. ولكي ينال ملكنا مكانة وطيدة في قلوب رعاياه، يتحتم أثناء حكمه أن تتعلم الأمة، سواء في المدارس والأماكن العامة أهمية نشاطه وفائدة مشروعاته. إنا سنمحوا كل أنواع التعليم الخاص. وفي أيام العطلات سيكون للطلاب وآبائهم الحق في حضور اجتماعات في كلياتهم، كما لو كانت هذه الكليات أندية. وسيلقي الأساتذة في هذه الاجتماعات أحاديث تبدو كأنها خطب حرة في مسائل معاملات الناس بعضهم بعضا، وفي القوانين وفي أخطاء الفهم التي هي على العموم نتيجة تصور زائف خاطئ لمركز الناس الاجتماعي. وأخيراً، سيعطون دروساً في النظريات الفلسفية الجديدة التي لم تنشر بعد على عالم، هذه النظريات ستجعلها عقائد للإيمان، متخذين منها مستنداً Stepping _Stone على صدق ايماننا وديانتنا. وحينما أنتهي من رحلتكم خلال برنامجنا كله وبذلك سنكون قد فرغنا من مناقشة كل خططا في الحاضر والمستقبل عندئذ سأتلوا عليكم خطة تلك النظريات الفلسفية الجديدة. ونحن نعرف من تجارب قرون كثيرة أن الرجال يعيشون ويهتدون بأفكار، وإن الشعب إنما يلقن هذه الأفكار عن طريق التربية التي تمد الرجال في كل العصور بالنتيجة ذاتها، ولكن بوسائل مختلفة ضرورية. وإننا بالتربية النظامية سنراقب ما قد بقي من ذلك الاستقلال الفكري الذي نستغله استغلالاً تاماً لغايتنا الخاصة منذ زمان مضى. ولقد وضعنا من قبل نظام إخضاع عقول الناس بما يسمى نظام التربية البرهانية Demonstrative education (التعليم بالنظر) الذي فرض فيه أن يجعل الأمميين غير قادرين على التفكير باستقلال، وبذلك سينتظرون كالحيوانات الطيعة برهاناً على كل فكرة قبل أن يتمسكوا بها. وإن واحداً من أحسن وكلائنا في فرنسا وهو بوروي. إن البرنامج العمل السري المتقن الذي جاء في بروتوكول آل صهيون السادس عشر، يهدف أساسا إلى تشكيل فكر جماعي بطريقة ماكرة تحوم على غير وعي مصالح اليهود، فنشر المعارف الخاطئة عن السياسة العالمية والأفكار الفاسدة يجعل رعايانا بالضرورة فاسدين. ويسعى من جهة أخرى هذا العمل الصهيوني، إلى إفساد الطبقة المثقفة لإلحاق الهزيمة النفسية الفكرية والعسكرية بالمجتمع، لأن الثقافة هي حملة الحضارية ومقوم من المعلومات الآمة ومبررات وجود الإنسان واستمرار الحياة. في كثير من الأحيان تلجأ شبكات التهجير المتصهينة التي لها امتدادات داخل الجزائر وباقي الأقطار العربية والإسلامية، عندما تفشل مخططاتها التهجيرية، إلى اغتيال الرافضين الدخول في مشاريعها المتجنسة. في هذا السياق، كان الأستاذ المثقف والباحث الجامعي م.د ليلة 11 / 09/ 1990 عرضة لعملية تسمم متعمدة بإحدى مستشفيات الواقعة بالغرب الجزائري، خربت أجهزته العضوية والجسمية، محاولة الاغتيال التى ذكرها الضحية في رسالة خاصة تحوز "الأمة العربية" على نسخة منها تمت باستخدام حقنة سامة. الباحث بعد نجاته من مستنقع الاغتيال المخطط من طرف عملاء الموساد الإسرائيلي، لم تلق تصريحاته وشكاويه ولا حتى المراسلات التي أرسلها للمصالح المعنية المحلية منها والدولية، أي اهتمام. القضية بقيت معلقة وغير مصرح بها في كواليس الإدارات، و لوزارات والدواوين، لتصل إلى أروقة هيئة الأممالمتحدة ولجان حقوق الإنسان الأممية والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي وبعض رؤساء حكومات الدول الكبرى، لكن لا حياة لمن تنادي ولا أحد أراد تشفير ما حدث ليلة 11 / 09 / 1990 التي كانت التوقيت الذي نفذت فيه محاولة اغتيال متعمدة لأحد أنتلجانسيا الجزائرية الذي ما يزال يعاني لأكثر من 30 سنة من ويلات الحرب الدولية التي تمارس ضده منذ أن فشلت محاولة اغتياله من طرف عملاء الموساد اليهودي التي جندتهم شركات أجنبية وهيئات إدارية متسلطة، تحاول استفزاز الدولة الجزائرية في إطار حرب معلنة لضرب الأمن العلمي والمعرفي للجزائر بتهجير نخبتها المتعلمة والمثقفة. قضية السيد "م.م"، وهو مهندس في علم الفيزياء، شهادة تحصل عليها هذا الأخير من جامعة وهران، كان ضمن قائمة المهجرين قصرا إلى بلاد الغرب الذي اعتاد العيش على ظهر علماء الجزائر، وغيرها من بلدان العالم الذي صنف على أنه الثالث، والحقيقة أنه الأول، لأن علماءه هم من يصنعون الحدث العلمي، وكمثال الدكتور زرهوني بأمريكا والتومي الذي أنقذ ذات يوم الرئيس ريغن من الموت... والقائمة طويلة. مهندس الفزياء كان محل مطاردات،مضايقات وابتزازات من قبل أفراد يدعون انتماءهم إلى الأسلاك الأمنية، والحقيقة كانت غير ذلك، الأمر الذي جعله يترك أرض الوطن متجها نحو فرنسا بعد أن عرف التهميش و"الحڤرة" ببلاده من طرف خونة وعديمي الأهلية العلمية تحصلوا على شهادات عليا فارغة من الخارج، ليعتلوا بها مناصب التفشيل والطرد لمن هم أهل لذلك. فبالرغم من أن المهندس الفزيائي "م.م" يملك حق الحصول على منحة الدراسة بالخارج، إلا أنه حرم منها لأسباب لا يعرفها إلا الذين اتخذوا قرار هذا التحريم الذي تزامن مع مخطط الابتزازات التي اضطرته إلى بيع حذائه وأغراضه الشخصية للهروب من الجريمة النفسية، والذي بعد وصوله إلى فرنسا وجد الأمن والاستقرار. خطة هذا الهدوء هي ضمن التخطيط الجهنمي المثبت في البروتوكول الحادي عشر الصهيوني، وهنا نطرح سؤالا: أيعقل أن يشعر الجزائري بالرعب والرهبة في عقر داره، ليجد الأمان والاطمئنان عند أعدائه؟ هذا المهندس بعد فترة أصبح أحد المختصين في الفيزياء النووية ومتعاملا مع أكبر المعاهد العالمية. من جهته، تعرض السيد "ج.ف" دكتور دولة في الفيزياء النظرية إلى تهديدات كلامية وابتزازات جعلته لا يفرق بين الليل والنهار، حتى وصل الأمر إلى تحويل حياته إلى جحيم بعد محاولة تصفيته نهائيا، وذلك بنزع أنبوب البنزين من محرك سيارته التي كادت تنفجر بمجرد إشعال محرك السيارة. ولو لم يتفقد كعادته سيارته في الصباح قبل ذهابه للعمل، لكان في تعداد المفقودين. هدا الأخير كان قد حرم من الحصول على تذاكر سفر لإجراء تربصه بالخارج مثلما تحصل عليها المفضلون من قبل، تم تهميشه رغم دراساته وأبحاثه العلمية القيّمة، الأمر الذي حتم عليه الهجرة إلى إيطاليا التي اعتبرته واحدا من أبنائها.. وهنا اللغز؟ ليصبح هذا الجزائري التى طردته الرداءة التى عمت أغلب القطاعات، عضوا في أحد المعاهد الإيطالية لها علاقة بمجال اختصاصه! السيد "ر. غ" المتحصل على شهادة مهندس دولة بمعهد الاتصالات السلكية واللاسلكية بجامعة وهران، هو الآخر لم يسلم من أيدي أخطبوط اللوبي الصهيوني، إذ تعرض إلى مضايقات من طرف أشخاص مجهولين لمرات عديدة، شأنه شأن باقي الحالات السابقة. وقد عانى هذا المهندس من الإهانة رغم مستواه الفكري والعلمي المتقدم، يستطيع بفضله صنع المعجزات في مجال الاتصالات، ولم تختلف أيضا وسيلته لإيقاف ما عاشه في الجزائر، سوى الهجرة إلى كندا كمحطة لاستقرار والأمن اللذان فقدهما في الجزائر؟ في سياق متصل، كان المرحوم "و.ق" المتحصل على شهادة دولة بمعهد البترول بجامعة بومرداس تخصص الصناعة الكيميائية الذي توفي عام 1984 إثر حادث مرور غامض، دارت حوله عدة شكوك، لأن الحادث وقع مباشرة بعد حصوله على قرار إدارة شركة سنيك بعين تموشنت، قضى بتعيينه كمدير للمؤسسة المذكورة. الثقافة التي هي ركيزة حضارية للأمة ومبررات وجود الإنسان واستمرار حياة الشعوب، كانت هي أيضا مستهدفة من طرف كتّاب وصنّاع بروتوكولات آل صهيون، فالثقافة والتمثيل الجزائري لم يسلم من المخططات الشيطانية التي دبرتها شبكة الأخطبوط، التي عملت وتعمل على إغراق البلاد في ظلمات الجهل الدامس، فالطالب الجزائري "ع.م" الذي تحصل على شهادة ليسانس في المسرح والسينما بتقدير جيد وتحصل على المرتبة الأولى بمعهد الآداب بوهران، تعرض إلى مضايقات وتهديدات من قبل شخص قيل إنه إرهابي. ورغم تلك الإبتزازات التي أخافته كثيرا في البداية، إلا أنه لم يستسلم لأقوال هذا العميل، إذ حضّر في تلك الفترة رسالة ماجستير في اختصاص المسرح والسينما، إلا أنه حرم من منحة للدراسة في الخارج رغم تفوقه في معهد الآداب. كانت المحسوبية والبيروقراطية والرشوة، أحد أهم العوامل الرئيسية التي استغلتها أفاعي الصهيونية لاستقطاب خيرة أبناء الجزائر بعد توفير جو لاأمن ولااستقرار حتى يهجروا قصرا إلى بلدان الأعداء. فعلى مستوى وزارة التعليم العالي، أصبحت الكفاءات تنعدم إلا من رحم ربك، لتقييم أعمال الباحثين الجزائريين، سواء من تحصل منهم على شهادات عليا بالخارج أو الذين يصارعون من أجل البقاء في الجزائر، فقد تعاون المهندسون الصهاينة مع الدول الغربية في إطار حملات إغراء لاصطياد الأنتلجانسيا الجزائرية، خاصة والعربية عامة. ومن العلماء أكثر طلبا، أولئك المتخصصين في الإعلام الآلي والتكنولوجيات الحديثة. ففي الفترة الممتدة بين 1992 و2009، تم تهجير نحو 450 ألف إطار من النخبة الجزائرية، كان لليد الصهيونية التي تلقت المساعدة من عملائها في المؤسسات التربوية، الفضل في تمكينهم من الإقامة في أوروبا وأمريكا في إطار البطاقات الخضراء المميزة بإغراءات أخرى... وألوان متعددة. في هذا الشأن، عملت الحكومة الفرنسية جاهدة على سرقة علماء الجزائر من أطباء مختصين وغيرهم، فنحو 12.000 طبيب جزائري تم إغراؤهم لترك بلادهم، فمن مجموع 15 آلاف طبيب أجنبي يمثل الجزائريون 90٪ منهم. وحسب إحصائيات رسمية، فإن تكلفة تكوين واحد من الأدمغة الجزائرية المهجرة نحو الغرب تفوق 100 ألف دولار تدفعها الدولة الجزائرية، فرقم 450 ألف شخصية علمية فذة كلفت الدولة خسارة تفوق 45 مليار دولار في الفترة الممتدة بين عام 1992 و2009. الأدمغة الجزائرية وفرت لها أسباب التهجير لتكون في خدمة فرنسا والغرب، لأن القائمين على صون كرامة الباحث والعالم سواء في وزارة التربية أو وزارة التعليم العالي ليسوا في مستوى تحديات العصر، لأن سوء التقدير والمحسوبية والرشوة، التي تتعامل بها إدارتا الجامعة والتربية، كلفت وستكلف الدولة الجزائرية خسائر كبيرة في الإقتصاد التى تنعكس مباشرة على مستوى تسيير المنشآت والإدارات الحساسة، التى بهجرة الأدمغة فتح المجال أمام ذوي المستوى الرديء وصلوا به إلى مناصب المسؤولية، وهو ما يتمناه الغرب وفرنسا والاحتيال الغربي ككل. المنح الدراسية نحو الخارج أصبحت منذ سنوات لا ترقى إلى مستوى طموحات الدولة، حيث سخرت لتحقيق رغبات فئة استعملت أسلوب القرابة وأبناء المسؤولين السامين كمعيار لإرسال بعثات علمية نحو الخارج، وفي الكثير من الأحيان يتم إرسال طلبة ليسوا مؤهلين أصلا للدراسة في الخارج، مما جعل الجامعات الجزائرية تصاب بفيروس التعطيل وانعدام الكفاءة العلمية، لأن القائمين على إدارة الجامعات والمراكز العلمية أصبحوا في خدمة الغرب من حيث لا يشعرون أو يشعرون.. وهنا تكون الكارثة الكبرى. فقضية "س.د" المتحصل على شهادة مهندس دولة في الكهروميكانيك المتخرج من جامعة التبسة، هي ضمن آلاف القضايا التي ذهب أصحابها ضحايا شبكات السطو التي امتهنت مهنة سرقة المنح الدراسية إلى الخارج. هذا المهندس كان قد كوّن ملف منحة الدراسة نحو الخارج بتاريخ 29 أفريل 2003 أودعه لدى مستوى نيابة مديرية الدراسات ما بعد التدرج والبحث بالمركز الجامعي بتبسة، وبعد مرور 6 أشهر لم يتلق أي جواب. والمدهش في الأمر وكدليل على المؤامرة التي تستهدف أمثال هؤلاء، هو اختفاء ملفه من مصالح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الأمر الذي أكده بتاريخ 28 سبتمبر 2003 موظفو مديرية التبادل والتعاون بين الجامعات الذين كشفوا له عدم تلقيهم ملفه. بعدها، تم اكتشاف أن المنحتين الخاصتين بالشرق كانتا من نصيب طالبين يدرسان بجامعات وسط البلاد، وهما تابعان إداريا للوسط. فهل يأتي اليوم الذي تصبح فيه الكفاءة ملكة بامتياز على مستويات الإدارة والجامعة؟