شعبية الرئيس الفرنسي تنخفض إلى مستوى درجة التجمد، فالشعب الفرنسي لا يعجبه الكلام عن أسلحة إيران وتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج، والتحذيرات الفرنسية اللاذعة لطهران، في الوقت الذي تحاول أمريكا تجاوز مرحلة بوش الإبن والتعامل مع المتطلبات العالمية الجديدة بحكمة . ورغم رحيل جورش بوش الإبن الذي قدم له ساركوزي الولاء التام والطاعة العمياء ، اعتقادا منه أن الأحوال تدوم والحرب على الإرهاب تجعله في نظر الفرنسيين بطلهم الفريد، إلا أن الواقع جعل ساركوزي يسبح في تيار الأوهام ومحاربة دنكيشوت لطواحين الهواء، فبدلا من البحث عن حلول واقعية للشأن الداخلي راح يروج لحسنات الاستعمار وإيجابياته ، وعن محاربة طالبان التي تسدد لقوات التحالف هذه الأيام ضربات موجعة جدا ، ولأن الرئيس الفرنسي اختار التحدث عن شؤون لا تعني الفرنسيين وواقعهم فإن حماسهم له صار في درجة التجمد ، لأنهم يدركون أن طالبان تبعد عن فرنسا بآلاف الأميال ولا يهم الشعب الفرنسي إن تم دحض الحركة والقضاء عليها أو انتصارها، ولأن الاستعمار فعل قديم وأقل ما يقال عنه أنه فعل دنيء، فإن الفرنسيين صاروا يستحون بين الشعوب من تصريحات رئيس في القرن الواحد والعشرين يتكلم بلغة القرن الثامن عشر والتاسع عشر، وأمام هذا الوضع كله وجد ساركوزي نفسه يغرد وحده بعيدا عن شعبه وبعيدا عن تغيرات السياسة الدولية ، وأمام شعب يريد رئيسا بمقاييس أمريكية جديدة وليس بمقاييس سابقة نصبت بوش فكان كارثة على العالم والشعب الفرنسي، لا يريد رئيسا يكون كارثة على فرنسا، فهل هي مراسيم وداع ساركوزي في فرنسا ..؟ HYPERLINK "mailto: هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته " "_blank" هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته