قبل نحو نصف قرن استطاع شعب الجزائر تسطير واحدة من أعظم انتصارات شعوب العالم، حينما تم اعلان استقلال الجزائر بعد ثورة استمرت نحو ثماني أعوام، جسد فيها شعب الجزائر نموذجا للفداء أثار اعجاب العالم كله، ومثلت هذه الثورة تاريخا جديدا من تواريخ مقاومة الشعوب ضد جلاديها. واتضح أن هذا الشعب الباسل بتضحياته وصموده قد وضع النهاية الطبيعية لواحدة من أبرز وأخطر تجارب الاستعمار الاستيطاني، ودفع فرنسا على التسليم بهزيمة مشروعها الاستعماري الذي امتد نحو مائة وإثنين وثلاثين عاما، استمرت عبرها محاولات طمس الهوية القومية للجزائر، وتشويه عمقها الثقافي الإسلامي، في محاولة لتكريس وتأصيل تبعيتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.لكن إرادة الجزائريين انتصرت على الرغم من تباين موازين القوى والامكانيات والأدوار ، بين فرنسا ذات التاريخ الامبراطوري الكولينيالي، وأحد أهم أركان حلف الأطلسي، وبين أحد شعوب العالم الثالث، التي سعت فرنسا إلى إغراقها يالتخلف والجهل. علما أن فرنسا حينما غزت الجزائر سنة 1830 كانت نسبة الأمية في فرنسا أعلى منها في الجزائر، كما يؤكد ذلك عدد من الباحثين والمؤرخين. لقد أرادت فرنسا في إطار مشروعها الاستعماري للجزائر الحصول على حظوظها الاستعمارية التي سبقتها إليها انجلترا واسبانيا والبرتغال وهولندا.حيث كان الدافع الاقتصادي هو المحرك الرئيسي لذلك. ولقرب الجزائر من فرنسا غدت ملجأ لألوف متزايدة من الأيدي العاملة الفرنسية الباحثة عن العمل، والتي اختصت بأخصب الأراضي. ولإضفاء المشروعية على العملية الاستعمارية اصطنعت مقولة "استرداد الجزائر" لقدنجح مجاهدو الجزائر في فرض صيغة استقلاله بعد أقل من ثماني سنوات بعد الفاتح من نوفمبر 1954، بعد أن تبنى قادة الثورة الجزائرية خطوطا انضباطية لحالة الصراع والاختلاف الداخلي، في سعي محمود لتعزيز وحدة الصف الوطني الداخلي طوال سنوات الجهاد الثمان، برغم كل عمليات اغتيال وتصفية رفاق الدرب ومسلسل محاولات التآمر الداخلية والخارجية يومذاك، ولم تتفجر الصراعات الداخلية فيما بين اجنحة الثورة لتبلغ مرحلة التصفيات والغرق في التناقضات الثانوية أو الولوج في مرحلة"الاحتراق الذاتي" في وقت المواجهة مع العدو الفرنسي المستعمر،وهو الدرس الأول والاستراتيجي في تجربة الثورة الجزائرية.لقد انحازت الجزائر في صراعها ضد الاستعمار الفرنسي إلى عمقها القومي متجاوزة بدلك الانغلاق القطري ومتمسكة بهويتها القومية الإسلامية والعربية،وقد كان هذا الانفتاح والتلاحم من الأسباب التي مكنتها من تحقيق انجازات مؤثرة في صراعها ، وهو الدرس الثاني الهام الذي نتعلمه من تجربة الثورةالجزائرية. لقد انطلقت الثورة الجزائرية في توقيت محلي ودولي مناسب، ففرنسا كانت تعاني من الحرب الضروس في الهند الصينية، وكانت تعيش مرارة تداعيات الحرب العالمية وهزيمتها من الألمان، والمغرب العربي يعيش حراكا سياسيا نشطا، وثورة عبدالناصر القومية التي الهمت العرب ورفعت معنوياتهم، فقد ساعدها دقة التوقيت وموضوعيته في تحقيق إنجازات عسكرية وسياسية، وفرضت على ديغول التوجه للمفاوضات والوصول إلى تسوية تنقذ ما يمكن إنقاذه من علاقات اقتصادية وثقافية مع الجزائر المستقلة. وهو الدرس الثالث الذي يبين ضرورة أن تتجاوز ثورة شعب وتقرير مصيره عملية الانفعال الى تبني خطوات محسوبة ومدروسة.و في شباط/ فبراير 1955 تشكلت جبهة التحرير الوطني الجزائرية، التي شارك في تشكيلها ممثلو كل من: جمعية العلماء برئاسة الشيخ محمد البشير الابراهيمي، وجماعة مصالي الحاج، وحزب البيان برئاسة فرحات عباس، واللجنة المركزية المنشقة، وثلاثة من قادة جيش التحرير الناشىء في الجزائر: أحمد بن بللا، ومحمد خيضر، وحسين آيت أحمد. وقد تم توقيع اللائحة الداخلية لجبهة التحرير من الجميع تأكيدا لالتزامهم بمنهج المقاومة بقيادة جيش التحرير. وبتشكيل الجبهة من أبرز الأحزاب الوطنية أمكن الحيلولة دون نجاح الدعوة الفرنسية للتهدئة من خلال الأحزاب. وفي الوقت ذاته احتفظ جيش التحرير بوحدة البندقية الجزائرية، وهو الدرس الرابع التي تعلمنا إياه هذه الثورة العظيمة. أما الدرس الخامس الذي تقدمه لنا الثورة الجزائرية ،فهو يتعلق بإدارة مفاوضات سياسية لا تبدو فيها عملية السلام كوجه آخر من الهزيمة، بل امتدادا لفكرة الثبات والصلابة التي كانت بقدر ثبات المجاهدين وصلابتهم،وباعتبار أن العمل السياسي لا يعني التفريط بالثوابت وبالقواعد العامة،ولا تعني بحال تجاوز تضحيات الجزائر يتقديم تنازلات استراتيجية،فقد لجات الثورة الجزائرية للتفاوض كاحد خيارات المقاومة، وليس باعتباره خيارا استراتيجيا لا تحول عنه، وهو ما استطاعت الثورة الجزائرية في أواخر فبراير 1962 بعد جولة من المفاوضات انتهت بالاتفاق على اعتراف فرنسا باستقلال الجزائر وسيادتها الكاملة على اراضيها ووحدة ترابها . إن قراءة الثورة الجزائرية تستوجب منا كفلسطينيين الاستفادة منها، والأخذ بأسباب نجاحها، والتعلم من سياق تطوراتها التاريخية في شقيها العسكري والسياسي، وتجاوز الاخفاقات التي تعيشها حركة المقاومة الفلسطينية حاليا، خاصة مع حالة الانقسام الوطني الفلسطيني،وتشتت الجهود الحزبية في صراعات جانبية استنزفت القدرة الفلسطينية والجهود الثورية مما أدى الى تجميد جبهة المواجهة مع العدو الصهيوني ومنحه راحة يعيد فيها بناء هجمات جديدة على الشعب الفلسطيني. تحية لثورة نوفمبر. أن تحيا الجزائر بسام الهلسه إلى شهداء وشهيدات حرية الجزائر مع أمنيات صادقة للشعب الشقيق باجتياز آلام البناء، والنمو، والاختيارات الصعبة كما اجتاز من قبل آلام الولادة الضارية وأن تسترد الجزائر عافيتها ودورها، مثلما استعادت بالثورة روحها وذاتها وإرادتها ووطنها. لم يلحظ "البيركامو" الشبه بين سلوك "ميرسو"، بطل قصته "الغريب"، وسلوك بلده فرنسا إزاء الجزائر. أطلق "ميرسو" النار على العربي لسبب سخيف: لأنه وقف بحيث حجب عنه ضوء الشمس! مثلما احتلت فرنساالجزائر بدعوى أن حاكمها "الداي حسين" أهان مبعوثها!؟ ومثل "ميرسو" –الذي لم يشغله موت أمه، بقدر ما انشغل بوقت وصول البرقية التي أبلغته بذلك، كانت فرنسا ميتة الإحساس إزاء مصير الجزائر. فيما انهمكت بدأب متواصل بقتل شخصيتها الحضارية ونهب ديارها وثرواتها. لكن فرنسا لم تكن غريبة شأن "ميرسو" "كامو" الغريب". وحادثة مبعوثها الذي لطمه "الداي" بمنشة كما قيل، لم تكن سوى ذريعة لقرار إ اتخذ فتم إنفاذه. وما من جدوى ترجى من "السؤال" عن مدى "مشروعيته" أو "ملاءمته" لشعارات ثورتها: (الحرية، الإخاء، المساواة)، أو "علاقته" بفكر "عصر الأنوار" وعقلانيته. ف"القوي عايب" كما يقول أهل حوران و"السؤال" –استفهامياً كان أو استنكارياً- يليق فقط بالطيبين البلهاء الذين نشهد أمثالهم في أيامنا يحتجون (بغضب) على (ازدواجية معايير) أميركا وتعارض أفعالها مع مزاعمها عن حقوق الإنسان والديمقراطية ، فمثلما لا تتغير طبيعة الذئب باختلاف لونه، ظلت فرنسا أمينة لغريزتها وشهيتها التوسعية الاستعمارية في كل العهود: الملكية والجمهورية والإمبراطورية وهي شهية نلحظ علائم الحنين لها تطل من عيني رئيسها "نيكولا ساركوزي" الذي اكتشف أهمية وضرورة "الدور الفرنسي في العالم" بالتعاون مع أميركا. * * * كان غزو الجزائر في العام 1830م، هو الغزو الثاني الذي تقوم به فرنسا لبلاد عربية بعد غزوة مصر النابليونية المخفقة عام 1798م. وشيئاً فشيئاً بسطت احتلالها على الأرض الجزائرية ودفعت إليها تباعاً بالمستعمرين الذين استولوا على أخصب الأراضي الجزائرية، فحولوا معظمها إلى كروم عنب على شرف صناعة "النبيذ" وإذ أعلنت فرنسا أن الجزائر قطعة منها، فقد عملت كل جهدها لمحو شخصيتها الحضارية (العربية- الإسلامية)، بالتدمير المنهجي لمدارس ومراكز التعليم العربي، وبفرض اللغة والثقافة الفرنسية على البلاد: لتأبيد بقائها من جهة، ولقطع تواصل الجزائريين مع مجالهم الطبيعي: العربي-الإسلامي ولئن كان ممكناً –وقد حدث هذا ويحدث بالفعل- تصنيع واستنبات قادة، وحكومات، وأحزاب، وحتى "دول"، بقرارات يفرضها الأقوياء، فإن الأمم وهوياتها وشخصياتها الحضارية أمر آخر لا يمكن تلفيقه بقرارات ، فالأمم وشخصياتها الحضارية تتكون في سياق تفاعل مركب مديد: تاريخي، روحي، ثقافي، اقتصادي، جغرافي... وتنشأ وتنمو في الفضاء الطلق للحياة المشتركة، لا في مختبرات ودفيئات المهيمنين. لذلك، وبرغم إمكانياته المحدودة وضعف وخذلان "الدولة العثمانية" له، قاوم الشعب الجزائري (بعربه وأمازيغه) المستعمرين محبطاً محاولاتهم لتفرقته وتمزيقه. وتواترت ثورات وانتفاضات أجياله ومناطقه المختلفة خلال القرن التاسع عشر ذوداً عن الهوية والحرية والوطن. ويحتفظ التاريخ بذكريات ناصعة لثورات: "الأمير عبدالقادر" و"الشيخ الحداد" والمتصوفة "لالا فاطمة" (السيدة فاطمة) التي أطلق عليها بعض الفرنسيين اسم بطلتهم القومية في الحرب ضد الإنجليز، فلقبوها ب"جان دارك" القبائل وبنتيجة التفوق الاستعماري الساحق، والخسائر الفادحة التي لحقت بالجزائريين، وتردد وتقاعس وتواطؤ بعض فئاتهم، هزمت فرنسا أخيراً المقاومة. ومر وقت قبل أن يرمم الشعب بعضاً من قواه ويستأنف الجهاد، فتأسست الجمعيات والمنتديات والمدارس والصحافة والأحزاب السياسية التي كرّس معظمها لمواجهة الفَرْنَسَة، ولبعث وإحياء روح وشخصية الجزائر التي عبّر عنها ولخصها رئيس "جمعية العلماء المسلمين في الجزائر" الشيخ: "عبد الحميد بن باديس" ببيت الشعر الشهير "شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب" لكن المراهنات على حل سلمي عادل للقضية الجزائرية، والآمال المعولة على استجابة فرنسا للمطالب الوطنية للجزائريين، تبددت المرة تلو المرة. وكان جزاء نصرتهم لفرنسا الحرة خلال الاحتلال النازي لفرنسا، ومشاركة بعض من أبنائهم في مهمات الجيش الفرنسي، هو الإصرار المتعجرف على "فرنسية الجزائر" وعلى المعاملة الاستعلائية العنصرية التمييزية بحقهم. وسقط عشرات الآلاف منهم ضحية للقمع الوحشي للمظاهرات والمسيرات التي انطلقت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية منادية بالحرية والعدالة * * * ولما كانت الحرب العالمية الثانية قد انهكت الإمبراطوريتين الاستعماريتين: (بريطانيا وفرنسا) فقد تحفزت الشعوب المُسْتَعْمَرَة للنضال التحرري، فظفرت تباعاً باستقلالها: سورية ولبنان، الهند وباكستان، كوريا، الصين، ومصر التي عززت ثورة 1952 من استقلالها وتوجهاتها التحررية العربية وكان لهزيمة فرنسا في معركة "ديان بيان فو" -1954- الفاصلة في فيتنام، أصداؤها القوية في عقول وقلوب الشباب الجزائريين الذين كان تيار منهم قد تبيَّن عقم وعبث الكفاح بالوسائل السلمية، فحسم أمره وشرع بالإعداد للسير في الطريق الوحيد الممكن لخلاص الجزائر وتحقيق استقلالها وبناء دولتها السَّيدة وفي الفاتح من نوفمبر –تشرين الثاني 1954- دوّى الرصاص المُحرر ل"جيش التحرير الوطني" في مواقع متعددة من الجزائر، معلناً إنطلاق الثورة وولادة إطارها السياسي "جبهة التحرير الوطني" التي أذاعت بيانها الأول المحدد لمبادئها وأهدافها ومثل الرصاص المبشر بالحرية، تعالى النشيد الوطني للشاعر (مفدي زكريا) الذي احتضنته الأمة العربية كلها ورددته بعزم قسماً بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات. ثورة الجزائر..شجرة باسقة في حدائق الذاكرة!! الآن.. في ذكرى الخامسة والخمسين لانطلاق الثورة الجزائرية الخالدة، التي حققت انتصارها الحاسم واستقلالها الكامل، وميلاد الجمهورية الجزائرية!! الآن ، في هذه الأثناء نستطيع نحن الأجيال العربية التي عاصرت الثورة وانتصارها، والأجيال اللاحقة التي لم تعاصر الثورة، ولكنها نعمت بالاستقلال دون أن تذوق طعم تضحياته الكبرى ، وعبقرية تحقيقه التي تصل إلى حد المعجزة!!! الآن نستطيع أن نشير إلى الثورة الجزائرية، ابتداء من لحظة انطلاقتها المذهلة، بنوع كبير من الثقة بالنفس، ونقول أننا من خلال الثورة الجزائرية قدمنا للعالم نموذجا حضاريا هائلا، وأننا منحنا معنى الحرية والاستقلال حلما يعيش في العقول والقلوب، وأكد لكل المقهورين على امتداد الكون، أن هذا الشعب الجزائري بطلائعه الأوائل، وقادته المؤسسين ورجاله ونسائه الشجعان، حاضر بميراث ثورته في نسيج العصر، وأن كل يد امتدت بإشارة النصر في قارات العالم الست، مدينة بالفكرة والحلم والإنجاز إلى الثورة الجزائرية العظيمة، وأن هذا الشعب الجزائري- شاء من شاء وأبى من أبى- حمل راية الثورة والحرية والاستقلال ولوح بها لسنوات طويلة في كل أنحاء العالم ، لأنه قدم النموذج الملهم ولم يتدخل قسرا في شؤون أحد ، ولأنه أجج الحلم الجميل ولم يطفئ إرادة أحد، وأن الثورة الجزائرية الجميلة النبيلة أنتجت نفسها بعد ذلك في معارك طاحنة أخرى، وهى تدافع عن حلمها في وجه العتاة الظالمين الذين استكثروا على الشعب الجزائري أن يكون نموذج الانتصار!! وفي وجه الإرهاب الدولي الأسود الذي اتخذ أسماء للتمويه ما أنزل الله بها من سلطان . الجزائر الثورة.. لم تكن الملهم والمساعد القوي للثورة الفلسطينية فقط !!ولم تكن فخر أمتها العربية والإسلامية فقط ، بل كانت موجة النور الحضارية التي وصل إشعاعها من أقاصي أميركا اللاتينية إلى أقاصي جنوب شرق آسيا، وبعد خمس وخمسين سنة، فإن الثورة الجزائرية تجدد نفسها في نسغ الحياة للشعب الجزائري، إنها ليست شيئا من الماضي، بل هي إرادة الحاضر والمستقبل، شجرة وارفة تعطينا وتعطينا باستمرار ثمرها الحلو وظلها الظليل وحضورها الدائم في حدائق الذاكرة. كنت في بدايات الشباب، عندما شاءت لي أقدارى الحسنة أن أذهب إلى الجزائر في صيف عام 1976، وكنت مكلفا من الرئيس عرفات بافتتاح إذاعة صوت فلسطين على موجات الإذاعة الجزائرية، وهي الإذاعة التي استمرت بعد ذلك لعدة عقود، وكانت الجزائر آنذاك في ذروة قيامتها، وفي عز تفتح حدائق عطائها، والصدر الحنون الذي احتوى كل حركات التحرر في العالم التي حصلت على استقلالها بعد ذلك، وكنت أرى الجزائر العاصمة بمثابة حاضنة كبرى لأمل العديد من الشعوب والأمم ، وبوابة للحياة لمتدفقة . هنا الجزائر، فينتبه العالم هنا الجزائر، فتضئ القلوب بالفرح هنا الجزائر، فيعرف الشعب الفلسطيني أنه لن يكون وحيدا، لأن الجزائر معه، مع فلسطين ظالمة أو مظلومة. الآن..الآن.. في الذكرى الخامسة والخمسين لثورة الجزائر الخالدة، ونحن نتذكر القادة المؤسسين والشهداء المضيئين والشعب الصامد الذي لايلين !! الآن تتلألأ الجزائر بدورها ومكانتها، وجمال نموذجها الإنساني، وعزة شعبها وافتخارها بجيشها الوطني، وترابها الذي اغتسل بملايين الشهداء واسمها الذي يتوهج من فوق قمم الاوراس التي لا ترحل أبدا. فألف تحية لذكرى ثورة الجزائر وألف تحية للشعب الجزائري العظيم إن الجزائر قادمة ، دائما هي قادمة بالخير والبركة والعزة والنصر قادمة، إنها الجزائر التي استحقت انتصاراتها في كل معركة، وكل منعطف لأنها دفعت ثمن انتصاراتها ولم تتسوله من الآخرين .. فتحية للجزائر بهية الحضور.