استهل الشيخ رابح سعدان حديثه مع اللاعبين بالبكاء، حيث قال لهم "اليوم هو يومكم ولدي كامل الثقة فيكم، فلا تخيبوني وأعلموا أن فرحة الشعب الجزائري بين أيدكم"، وقال لهم إنه يريد إنهاء مشواره بالمشاركة في كأس العالم، لأنهم سيكونون أبطالا لو حققوا التأهل هنا في القاهرة، وأضاف سعدان أننا الأقوى ولا نخشى مصر في ميدانها، بل سنلعب على الفوز وليس التأهل أو الهزيمة بفارق هدف واحد، لأننا لم ننهزم لحد الآن لو لن ننهزم أمامهم. غادر جميع اللاعبين وهم يتغنون "وان تو ثري.. فيفا لالجيري"، وهي الأجواء التي أبكت العديد من عناصر البعثة الجزائرية، لأن الأمر يتعلق ببلدنا الجزائر التي سيرفرف علمها في المونديال، لهذا كان خطاب الوزراء وروراوة وسعدان مؤثرا جدا على اللاعبين الذين أقسموا على رد الصاع صاعين بعد الاعتداءات التي تعرضوا لها من طرف أنصار المنتخب المصري ومكبرات الصوت التي خصصها سمير زاهر وحاشيته أمام الفندق لسلة المباراة، فكل هذه الأمور حسب اللاعبين تزيدهم من الرغبة في تحقيق التأهل من خلال آخر حديث لهم مع روراوة والوزراء. قال الحاج محمد رواروة للاعبين إن الشعب الجزائري بداية برئيس الجمهورية والوزراء وكل المسؤولين، وراءهم وعليهم عدم تخييب كل هذا الشعب الكبير والأنصار الذين ماتوا في سبيل هذا الوطن، فكل هذا المشوار الذي قطعته الجزائر من قبل بداية برواندا في كيغالي وبعدها أمام مصر وزامبيا ذهابا وإيابا، لن يذهب سدا ونخسر كل شيء في النهاية، وقال روراوة للاعبين أعلم أنكم قادرون حتى على الفوز هنا وثقتي كبيرة فيكم، فلا تخيبوننا. قام أعضاء الإتحاد المصري بمنع عناصرنا الوطنية من النوم بسبب مكبرات الصوت والحفلة التي أقيمت خصيصا لمنع الخضر من الراحة، حيث استيقظوا وكلهم تركيز على المباراة وتناول الجميع وجبة فطور الصباح على الساعة العاشرة والنصف من تقديم طباخ المنتخب الوطني، وهذا في غرف اللاعبين كي لا يختلطوا مع أحد أو يتعرضوا للمضايقات قبل اللقاء وخرج الجميع في حدود الساعة العاشرة والنصف إلى وسط الفندق. بطلب من روراوة، وضع عمال الفندق حديقة خاصة وبعيدة عن كل الأنظار للمنتخب الوطني كي يبقوا مدة ساعة ونصف من أجل التركيز والحديث بين بعضهم البعض عن اللقاء، وأجمعوا على الفوز خلال حديثهم فيما بينهم، وأكدوا أن اللعب على التعادل أو الهزيمة بهدف لن يخدمهم، وأجمعوا كلهم بتركيز كبير ورغبة شديدة على التأهل، لأن الأمر يتعلق بالبلد ككل وبوجودهم في المونديال. بعد ساعة ونصف، توجه الجميع إلى المطعم المخصص للمنتخب الوطني من أجل أخذ وجبة الغداء بعدما تم تقديمها من طرف طباخ المنتخب الوطني، وأكل الجميع بتروي كي يتمكن من الاسترجاع، وبعدها غادر كل اللاعبين إلى غرفهم من أجل أخذ قسط من الراحة والقيلولة، سيما أن الوقت لا يسمح لهم بالاسترجاع بشكل جيد، خاصة أنهم لم يناموا جيدا بسبب مكر الإتحاد المصري الذي أقام حفلة أمام الفندق، مما جعل روراوة يتدخل ويهدد سمير زاهر. أخذ رئيس الفاف الحاج رواروة كامل الحذر عند التنقل من النزل نحو الملعب يوم المواجهة، وذلك لحماية المنتخب الجزائري، حيث علمنا من مصادر مقربة من فندق المنتخب الوطني أن روراوة طلب من اللاعبين عدم النظر للجمهور أو استفزازه من البداية حتى النهاية، والتركيز على المباراة ونسيان الجانب الأمني، لأنه سيكون موفرا و لا داعي للخوف، حيث طمأنهم أنه سيحميهم من كل المصريين، لأنه اخذ الحيطة والحذر ولا داعي للخوف أو القلق من الأنصار المصريين الذين لن يتعدوا المدرجات في التشجيع. طلب رئيس الفاف الحاج روراوة من اللاعبين، في حال التأهل، بالبقاء فوق أرضية الميدان أمام مراقبي الفيفا حتى لا يتعرضوا لأي مكروه، على أن يتنقلون مباشرة إلى الفندق من دون أخذ الحمام في الملعب، حيث طلب منهم الانتظار للرجوع إلى الفندق لأخذ الحمام وتغيير الملابس، وهذا لاجتناب أي شيء. وضعت شاشات عملاقة في الميادين والحدائق العامة والأندية لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المواطنين لمشاهدة المباراة، وقال هيبة إن المباراة تحظى باهتمام جميع الفئات والأعمار على مستوى مصر، وأوضح أمين الشباب أن الشاشات تبلغ مساحتها 5*8 متار لكي يشاهدها أكبر عدد من الناس، مشيرا إلى إن الشاشات سوف توجد في نادي المطرية وحديقة حفيظة الألفية بمصر الجديدة وخلف حديقة الطفل بمدينة نصر وميدان الحرية بالمعادي. وفي الإسكندرية، وقفت المقاهي على أهبة الاستعداد لاستقبال الجماهير المصرية الغفيرة التي من المتوقع توافدها لمتابعة المباراة المصيرية، واستعدت المقاهي وأعدت شاشات عرض ضخمة لمتابعي اللقاء من أجل الاستمتاع بأجواء المشاهدة الجماعية.