غدا سنعيش ملحمة رياضية جديدة، أبطالها الفريقان الجزائري والمصري. إنها ملحمة بانغيلا، الثالثة من نوعها بين أشبال سعدان وشحاتة، بعد ملحمة القاهرة وملحمة أم درمان. الملحمة الأولى فاز فيها الفراعنة لتوفر عوامل غير رياضية مثل الإعتداء على اللاعبين الجزائريين وما صاحبها. أما الملحمة الخالدة ، فهي ملحة أم درمان التي حقق فيها الجزائريون انتصارا ثمينا مكنهم من التأهل لكأس العالم. اليوم هناك حديث عن رغبة المصريين في الانتقام لملحمة أم درمان ، وهو الانتقام الوهمي، لأن ملحمة أم درمان لا يمكن محوها إطلاقا ، فهي ملحمة خالدة، وقد سجل التاريخ أن الجزائر تأهلت لكأس العالم 2010 على حساب مصر في " موقعة أم درمان الفاصلة " .. الجزائريون تأهلوا لكأس العالم وقضي الأمر، وبالتالي يصبح الانتقام أو الثأر ضربا من الخيال أو حيلة نفسية لمحاولة تحفيز اللاعبين المصريين على الفوز على الجزائر في بانغيلا ، لأنهم رسموا لأنفسهم هدفا واضحا هو " تعويض الإقصاء من كأس العالم بالحفاظ على التاج الإفريقي " . الجزائريون الذي خاضوا ملحمة كابيندا ضد كوت ديفوار المرشح رقم واحد للفوز بكأس إفريقيا، كانوا أبطالا وحققوا فوزا ثمينا، إلى درجة قال عنهم مدرب كوت ديفوار : " لو لعبت البرازيل ضد الجزائر لما تمكنت من الفوز على رفاق يبدة وبوقرة". إن الجزائريين يلعبون متحررين، فهم حققوا أهداف المشاركة في دورة أنغولا كاملة، وهم الآن يسيرون الدورة مباراة بمباراة، ولا أعتقد أن أبطال ملحمة كابيندا وأم درمان سيفرطون في ملحمة بانغيلا. نتمنى فقط أن لا تتدخل عوامل غير رياضية في المباراة. ومهما كانت النتيجة ، فإن المصريين لن يلعبوا في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، لذلك فمن العبث المفضوح الحديث عن الانتقام.