استشهاد 11600 طفل فلسطيني في سن التعليم خلال سنة من العدوان الصهيوني على قطاع غزة    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار    ملفّات ثقيلة على طاولة الحكومة    افتتاح صالون التجارة والخدمات الالكترونية    ديدوش يعطي إشارة انطلاق رحلة مسار الهضاب    أدوية السرطان المنتجة محليا ستغطي 60 بالمائة من الاحتياجات الوطنية نهاية سنة 2024    هذا جديد سكنات عدل 3    تندوف: نحو وضع إستراتيجية شاملة لمرافقة الحركية الإقتصادية التي تشهدها الولاية    تبّون يُنصّب لجنة مراجعة قانوني البلدية والولاية    دي ميستورا يعقد جلسة عمل مع أعضاء من القيادة الصحراوية في مخيمات اللاجئين بالشهيد الحافظ    ليلة الرعب تقلب موازين الحرب    لماذا يخشى المغرب تنظيم الاستفتاء؟    حزب الله: قتلنا عددا كبيرا من الجنود الصهاينة    عدد كبير من السكنات سيُوزّع في نوفمبر    يوم إعلامي حول تحسيس المرأة الماكثة في البيت بأهمية التكوين لإنشاء مؤسسات مصغرة    السيد حماد يؤكد أهمية إجراء تقييم لنشاطات مراكز العطل والترفيه للشباب لسنة 2024    افتتاح مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    وهران: انطلاق الأشغال الاستعجالية لترميم "قصر الباي" في أقرب الآجال    تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2025 / الجزائر: "تأكيد التحسن المسجل في سبتمبر"    مجلس الأمة يشارك بنجامينا في اجتماعات الدورة 82 للجنة التنفيذية والمؤتمر 46 للاتحاد البرلماني الافريقي    الألعاب البارالمبية-2024 : مجمع سوناطراك يكرم الرياضيين الجزائريين الحائزين على ميداليات    السيد طبي يؤكد على أهمية التكوين في تطوير قطاع العدالة    حوادث المرور: وفاة 14 شخصا وإصابة 455 آخرين بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    كأس افريقيا 2025: بيتكوفيتش يكشف عن قائمة ال26 لاعبا تحسبا للمواجهة المزدوجة مع الطوغو    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 41 ألفا و788 شهيدا    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: الطبعة ال12 تكرم أربعة نجوم سينمائية    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: سينمائيون عرب وأوروبيون في لجان التحكيم    شرفة يبرز دور المعارض الترويجية في تصدير المنتجات الفلاحية للخارج    الوزير الأول الباكستاني يهنئ رئيس الجمهورية على انتخابه لعهدة ثانية    توافد جمهور شبابي متعطش لمشاهدة نجوم المهرجان    هل الشعر ديوان العرب..؟!    المشروع التمهيدي لقانون المالية 2025- تعويض متضرري التقلبات الجوية    المقاول الذاتي لا يلزمه الحصول على (NIS)    مدى إمكانية إجراء عزل الرئيس الفرنسي من منصبه    عبر الحدود مع المغرب.. إحباط محاولات إدخال أزيد من 5 قناطير من الكيف المعالج    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب:الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    الجزائر تعلنها من جنيف.."عودة الأمن في الشرق الأوسط مرهونة بإنهاء الاحتلال الصهيوني"    نعكف على مراجعة قانون حماية المسنّين    قافلة طبية لفائدة المناطق النائية بالبليدة    تدشين المعهد العالي للسينما بالقليعة    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    إعادة التشغيل الجزئي لمحطة تحلية مياه البحر بالحامة بعد تعرضها لحادث    قوجيل: السرد المسؤول لتاريخ الجزائر يشكل "مرجعية للأجيال الحالية والمقبلة"    بيتكوفيتش يكشف عن قائمة اللاعبين اليوم    كوثر كريكو : نحو مراجعة القانون المتعلق بحماية الأشخاص المسنين وإثراء نصوصه    الدورة التاسعة : الإعلان عن القائمة القصيرة لجائزة محمد ديب للأدب    إجراءات وقائية ميدانية مكثفة للحفاظ على الصحة العمومية.. حالات الملاريا المسجلة بتمنراست وافدة من المناطق الحدودية    حرب باردة بين برشلونة وأراوخو    منتخب الكيك بوكسينغ يتألق    توقيع اتفاقية شراكة في مجال التكفل الطبي    هذا جديد سلطة حماية المعطيات    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    مونديال الكيك بوكسينغ : منتخب الجزائر يحرز 17 ميدالية    الحياء من رفع اليدين بالدعاء أمام الناس    عقوبة انتشار المعاصي    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجزائر ستلجأ للقضاء من أجل انتزاع حقها كرويا
منتخب الجزائري

تتوالى ردود الفعل الجزائرية حيال الحادث الذي تعرض له منتخب البلاد الوطني لكرة القدم لدى وصوله إلى القاهرة من هجوم استهدف الحافلة التي كانت تقله، وفي هذا الإطار، قال وزير الدولة الجزائري المكلف بشؤون الإعلام والاتصال، عز الدين ميهوبي، الجزائر ستقوم برفع دعوى قضائية لمتابعة الملف.
وقال ميهوبي، في حديث لCNN بالعربية إن الجزائر ستمتثل لأي قرار يأتي من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" مضيفاً: "لقد رفعنا دعوى قضائية ضد مجهول بسبب الاعتداءات التي تعرض لها الوفد الجزائري في الحافلة التي كانت تقله من مطار القاهرة الدولي.
وأكد ميهوبي بأنه ورغم "الأحداث المؤسفة التي شهدها وفد المنتخب عند الأشقاء المصريين، والإصابات التي لحقت باللاعبين والطاقم الفني،" إلا أنه وبفضل اتصالاته وتطميناته على اللاعبين، أخبره المدرب رابح سعدان أن اللاعبين "تحدوهم عزيمة كبيرة وهم عازمون على انتزاع حقهم كرويا."
كما صرح سفير الجزائر بمصر، عبد القادر حجار، في اتصال مع CNN بالعربية، بأن الرئيس المصري حسني مبارك تدخل بنفسه من أجل توفير حماية كافية للوفد الجزائري "بعد ما وقع من اعتداء سافر على الجزائريين، وهو،القرار الذي يؤكد بأن الجزائر حقيقة تعرضت لاعتداء عكس ما يريد أن يروج له بعض الإعلاميين المصرين."
وأضاف، حجار قائلاً عن الحادث: "كنت مع وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار، خلف الحافلة التي كانت تقل اللاعبين، وقد شاهدنا ما حصل للاعبين وطلبنا من مراسل قناة (كنال+) الفرنسية الذي صور الحادث نسخة من شريط الفيديو، والذي نحتفظ به والذي يظهر بشكل واضح الاعتداء. "
أما عن إمكانية إلغاء المباراة أو انسحاب الجزائر لدواعي غياب الأمن، قال السفير الجزائري: "حتى الآن لا نفكر تماماً في إلغاء المباراة أوالانسحاب، أو حتى في فكرة برمجتها في بلد محايد، بل القرار الأول والأخير الفيفا تدرسه وهي من ستقرر في الساعات القادمة."
وذكرت مصادر من محيط المنتخب الجزائري أنهم تعرضوا صبيحة الجمعة إلى مضايقات من أنصار المنتخب المصري، الذين راحوا يطلقون منبهات السيارات ويخلقون ضوضاء عارمة بالقرب من محيط الفندق.

نفى حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة ما تناقلته وسائل الإعلام الجزائرية بخصوص اعتداءات تعرضت لها بعثة المنتخب الجزائري لدى وصوله مصر. وأعرب صقر في تصريحات للتلفزيون المصري عن شجبه لأي محاولة لإلحاق الضرر ببعثة المنتخب الجزائري، مضيفاً "نشجب أي محاولة لإلحاق الضرر بالوفد الجزائري".
وأضاف المسؤول الأول عن الرياضة المصرية: "أعتقد بأن الحقيقة ليست كما نقلتها وسائل الإعلام الجزائرية، فلا أعتقد أن أي مُشَجع مصري حريص على تأهل منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم سيُقدم على هذا الفعل، وبالتالي هناك لغط كبير في هذا الأمر ويجب أن نتأكد منه". واختتم صقر تصريحاته، مشيراً إلى أن التحقيقات التي تُجرى حالياً ستُظهر جميع الحقائق.
تم بث المقابلة المصيرية للتأهل إلى المرحلة النهائية لكاس العالم لكرة القدم التي جمعت بين مصر والجزائر مساء يوم السبت مباشرة على شاشات كبيرة وضعت في العديد من المدن الفرنسية وفي أماكن مختلفة سيما في المركز الثقافي الجزائري بباريس.
وتم تنصيب هذه الشاشات برعاية شركة الطيران "آغل ازور" التي اعتادت على تنظيم حفلات تقدم فيها مؤدبات عشاء في كل الأماكن التي تختار لخلق جو عرس بين أعضاء الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا وعائلاتهم وحتى أصدقائهم. 
كما سجل إقبال لا سابق له على هذه المقابلة التي قرر مئات الجزائريين المقيمين بأوروبا الانتقال إلى القاهرة من أجلها.
لعب المنتخبان الجزائري و،المصري لكرة القدم يوم السبت بملعب القاهرة الدولي المباراة 25 في تاريخ مواجهاتهم الكروية، موعد اعتبر من أهم اللقاءات المباشرة باعتبار حدد على ضوء نتيجته المتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا في شهر جوان المقبل.
وقبل هذا الموعد الهام التقى "محاربو الصحراء" والفراعنة" في 24 مناسبة مع أفضلية صريحة للمنتخب الجزائري في النتائج المسجلة، حيث حقق "الخضر" 10 انتصارات مقابل 05 للمصريين، في حين انتهت 09 مواجهات بين الفريقين بنتيجة التعادل. 
وحظي النجم السابق للكرة الجزائرية، رشيد مخلوفي، بشرف تسجيل أول هدف في تاريخ المواجهات الكروية "الجزائرية-المصرية" خلال اللقاء الودي الذي جمعهما بالجزائر يوم 5 جويلية 1963 بمناسبة الذكرى التخليدية الأولى لاستقلال الجزائر وانتهت المباراة بنتيجة بالتعادل (1-1). 
وسجل مختلف الأجيال من اللاعبين الذين مروا بالمنتخب الوطني مجموع 31 هدفا وآخرها هدف رفيق جبور يوم 7 جوان الماضي بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة والذي عرف فوز المنتخب الجزائري ضد نظيره المصري (3-1) لحساب الجولة الثانية ضمن التصفيات المزدوجة لكاسي إفريقيا والعالم 2010. 
وفي سجل ترتيب أحسن الهدافين الجزائريين خلال المواجهات "الجزائرية-المصرية" نجد رشيد مخلوفي في الصدارة ب 3 أهداف يليه صالح عصاد، موسى صايب وعبد الحفيظ تسفاوت بهدفين.
وتمكن 22 لاعبا جزائريا من الوصول لمرمى المنتخب المصري مرة واحدة منهم من الجيل السابق أمثال لالماس، كلام، دراوي، بلومي، ماجر ومنهم من الجيل الحالي أمثال مطمور، غزال وجبور مسجلي أهداف الفوز في المباراة الأخيرة بين المنتخبين في البليدة (3-1)
وتداول على قيادة العارضة الفنية ل"الخضر" أمام "الفراعنة" 15 مدربا في المجموع، وفي بعض المواجهات عرف منتخبنا الوطني قيادة ثلاثية مثل "فيرود-خباطو-إبرير" في 1963 و" كرمالي-زوبا-أيت جودي" في 2001. كما عرف المنتخب قيادة ثنائية أحيانا مثل " زوبا-بن تيفور"، " زوبا-خباطو" أو،" خالف-رايكوف". 
ويأتي اسماعيل خباطو، في صدارة من قادوا المنتخب الوطني في مبارياته أمام "أبناء النيل" ب5 مقابلات يليه عب الحميد زوبا ب4 مواجهات ثم رشيد مخلوفي، عبد الحميد كرمالي ومحي الدين خالف بقيادة كل واحد منهم ل 3 مباريات. 
ومن خصوصيات هذه المباراة كذلك أن رشيد مخلوفي، علي فرقاني ورابح ماجر انفردوا بمواجهة المنتخب المصري كلاعبين ثم كمدربين. وفيما يلي أسماء كل اللاعبين الذين سجلوا أهدفا في مباريات "الجزائر-مصر" حسب الترتيب الكرونولوجي:
3 أهداف : رشيد مخلوفي
هدفين : صالح عصاد، موسى صايب وعبد الحفيظ تسفاوت 
هدف واحد: سيكي، لالماس، كالام، دراوي، بتروني، بلميلودي، بن سحاولة، ماجر، بلومي، ياحي، عماني، دزيري، قاسي السعيد، بن عمارة، عجالي، ميصابيح، بزاز، ماموني، عشيو، مطمور، غزال، جبور.
بدأت الحمى بشروع المناصرين في استلام تذاكر سفرهم من مختلف وكالات الخطوط الجوية الجزائرية وسط أجواء من التفاؤل والفرحة.
وقدموا من معسكر ووهران ومختلف المدن للحصول على تذاكرهم بغية ذهابهم اليوم إلى القاهرة.
بينما كان هؤلاء يستلمون تذاكر سفرهم كانت أول قافلة من السيارات قد أقلعت باتجاه مصر على أمل الوصول الى القاهرة عشية المقابلة بعد قطع حوالي 5100 كلم.
وقال احدهم ل"للأمة العربية" سنذهب إلى القاهرة وأملنا كبير في أن نفوز بتأشيرة العبور إلى المونديال وسنجعل يوم 14 نوفمبر عرسا تاريخيا راسخا في الأذهان لا يمكن لأي جزائري محوه من الذاكرة.
وأضاف آخر أن حبه للفريق الوطني جعله يرهن أموالا خصصها لإتمام نصف دينه من أجل مشاهدة هذه المقابلة مصر الجزائر، وقال إنها مناسبة لا تتكرر ولذلك فضلها على مهر زوجته.
هم شباب في مقتبل العمر ارتدوا كلهم الألوان الوطنية من القبعة إلى البدلة الرياضية والتحفوا بالراية الوطنية، وسألت "الأمة العربية" أحدهم ما إذا كان لا يخشى الذهاب إلى مصر في ظل الحملة الإعلامية التي تجري في مصر كما في الجزائر فكان رده: "أنا رياضي مناصر أولا وأنا ذاهب لمشاهدة مقابلة في كرة القدم أما ما يقال هنا وهناك فلا يهمني".
وشكل هذا الحدث حضور الصحافيين من مختلف وسائل الاعلام المرئية، المسموعة والمكتوبة لتسجيل تلك المشاهد وأخذ آراء مناصري "مقاتلي الصحراء" قبل التوجه إلى أرض الفراعنة.
المشعوذون والشوافات علامات مصرية
في مباراة الجزائر ومصر، أصبح كل شيء مباحا، السب والشتم، اللجوء إلى الشوافات وقارئات الفنجان، فضلا عن مفسري الأحلام وباعة الأوهام.
والملفت أن بعض الصحف المصرية وبعض فضائياتها باتت تلجأ إلى هذه الفئات التي تدعي قراءة المستقبل وعلم الغيب، وأن بعض هؤلاء باتوا يتزايدون ويتسابقون فيما بينهم في التنبؤ بما سيحدث والضحك على ضعاف العقول ممن يصدقون مثل هذه التفاهات.
وقد تردد أن أحد المشعوذين قد تنبأ بفوز مصر برباعية دون أن يذكر البقية، وقيل أن بقية النتيجة أزعجت من لجأوا إليه، وقال بعض الذين سمعوا بهذه النكتة أن المشعوذ أعطى نتيجة تشبه نتائج لقاءات كرة الماء أي 4/3.
ويقال أن منجمة تحدثت هي الأخرى عن رباعية، لكنه استعصى عليها ذكر مقابلها في مرمى الحضري، حتى لا تزعج الذين سألوها وهم من المصريين طبعا.
وتقول أخبار أخرى نشرت على أحد المواقع أن أحد الشيوخ ويدعى أبوبكر يروج هذه الأيام للتعادل السلبي 0/0 بين الجزائر ومصر.
ويرشح الشيخ أبوبكر المصري، الجزائر للتواجد في فوج البرازيل في المونديال.
ويقول الذين سربوا هذه الرؤية، أن المصريين الذين سمعوا بمقولة الشيخ ابوبكر انزعجوا كثيرا، وأن فيهم من أصيب بالتشاؤم، خاصة أولئك الذين كانوا قد أصيبوا بإحباط عندما تكهنت مشعوذة بفوز الجزائر في البليدة بثلاثية.
ودعا خطباء الجمعة في أغلب مساجد القطر الوطني إلى نبذ العنف مشيرا إلى أنه سنّة سيئة سنتها الملاعب العربية ووجه رسالة للمناصرين الجزائريين المتواجدين بالقاهرة أن يكونوا رسلا حاملين لمبادئنا وأخلاقنا، وذكر الإخوة الأشقاء بضرورة القيام بواجب الضيافة الذي أوصى به الإسلام، وختم الخطبة بالدعاء للفريق الوطني بالفوز والانتصار خصوصا أنه كان رفيقا ولم يرد بالإساءة"!
الجماهير الجزائرية واصلت الاحتفالات رغم الاعتداء
واستقبل الجمهور الجزائري الاعتداء الذي تعرض له وفد"الخضر" بكثير من الاستهجان والامتعاض، ولم يفهموا لماذا لم يعامل المنتخب الوطني بنفس الاستقبال الذي حظي به المصريون عندما حلوا بالجزائر في جوان الماضي. ولم يؤثر خبر الاعتداء على احتفالات أنصار المنتخب الوطني الذين لم يتوقفوا عن ذلك منذ إحراز الفوز الأول في تصفيات المجموعة على المنتخب المصري، وتواصلت الأفراح بالموازاة مع المشوار الخالي من الأخطاء لزملاء صايفي، وهو ما أكسب "الخضر" احترام الجميع، ووضعهم في المركز الخامس إفريقيا، والثاني عربيا، حسب الفيفا.
يكاد يقترب الشعبين الشقيقين من تحقيق حلم رؤية البعثة الجزائرية والتونسية تسافر على متن طائرات واحدة إلى بلد منديلا. حيث ستكون للفريقين الوطني الجزائري والوطني التونسي مباراة صعبة. وسيتابع الشعب الجزائري مباراة تونس أمام الموزمبيق التي تلعب قبل مباراة المتخب الوطني إن شاء الله “مربوحة” للفريقين.
غصت شوارع وأسواق المدية في الفترة الأخيرة بالراية الوطنية بمختلف أحجامها وكذا بلباس الفريق الوطني وصور أشبال سعدان وكل ما له علاقة ب"الخضراء" في تحضير مسبق للمقابلة المصيرية ضد المنتخب المصري التي باتت وشيكة.
لا حديث للعام والخاص حاليا إلا عن مقابلة الجزائر ضد مصر. والكل معني بالأمر بحيث لا يقتصر الحديث عن الشباب المعروف عنهم ولعهم بكرة القدم بل امتد لجميع شرائح المجتمع أطفال، رجال، نساء وحتى العجائز والشيوخ..فالكل مع "الخضرا" كما نسمع في الأغاني الكروية ونرددها مع تحقيق كل فوز. البعض اعتبر اكتساح ألوان العلم الوطني للشوارع والشرفات والسيارات وحتى ملابس الشياب والشباب مناصرة قوية ليس فقط للفريق الوطني تشجيعا ومساندة له وإنما تعبير واضح عن الوطنية والانتماء إلى هذا الوطن، مثل ما قاله لنا شاب بشارع "بوزيان" وسط المدية يبيع الألوان الوطنية إذ قال: "أخي أحنا لا تنقصنا الروح الوطنية ..وكلنا مع الخضرا". وأضاف أن "حمى" الألوان الوطنية بدأت منذ السابع جوان الماضي بعد فوز الجزائر على مصر في مباراة الذهاب بالبليدة لحساب تصفيات المونديال، ثم ازداد الإقبال بعد كل فوز يحققه المنتخب الوطني لتعرف حدة الإقبال أقصاها مع تزايد حظوظ المنتخب للتأهل إلى المونديال، بحيث لم تعد أمامه سوى كسب "جولة" مصر حتى يتأهل فعلا ويطلق بذلك العنان لأفراح الشعب الجزائري، وطبعا لا تكتمل الفرحة إلا بالتلويح بالعلم الوطني وأغاني الشباب "الكروي" الذي أوجد أغاني كثيرة بالحان راقصة تزيد من نشوة الفرحة بالفريق الجزائري، بل أكد المتحدث انه من بين الزبائن الذين ترددوا عليه في الصائفة المنقضية بعض الألمان الذين اشتروا من عنده بعض الألبسة الرياضية بالألوان الوطنية وبعض المعاصم في شكل علم صغير. كذلك قال لنا أحدهم "نحن فخورون بارتداء العلم الوطني.. ومع برد هذه الأيام فانه لا أحسن من وضع وشاح الراية الوطنية ليقينا من لفح الصقيع ويجعلنا نشتم ريحة البلاد".
حقيقة يبدو للمتجول بشوارع المدية وأسواقها كيف تزين ألوان العلم الجزائري المحلات، ليس فقط القرطاسيات أو طاولات الباعة الموسميين الذين اوجدوا لأنفسهم تجارة مربحة بكل المقاييس إذ أن وقوفنا للحظة أمام أحدهم بين لنا مدى الإقبال الكبير على شراء تلك الأشياء الكثيرة التي تحمل ألوان الأحمر..الأبيض والأخضر، فحتى باعة الملابس زينوا واجهات محلاتهم بكل لباس يحمل هاته الألوان الثلاثة.
هناك إلى جانب الراية الوطنية بمختلف أحجامها عديد الأشياء مثل الأوشحة، القبعات الرياضية، المعاصم، طاقيات وقلنسوات، قمصان وبذلات رياضية بألوان الفريق ولكل الفئات العمرية، حتى أننا لمحنا أحدهم يحمل طفلا صغيرا يرتدي بذلة رياضية "جزائرية" الألوان فبادرناه بالسؤال عن السبب فقال مباشرة "نحن نناصر الفريق الوطني..وأنا بطريقي للمارشي لاشتري بذلتين لإبني الآخر (9 سنوات) وابنتي (12 سنة)..أما الراية الوطنية فاني امتلك منها الكثير وبمختلف الأحجام". كذلك صادفنا شابتين أمام محل لبيع اللوازم الرياضية زيّنت بالعلم الوطني "ببازار عوار" عند بوعيسى رضوان تختاران من تلك السلع ما يوافق جيوبهما لما سألناهما السبب قالتا "أحنا أيضا دزيريات ننتمي لهذا الوطن ومناصرة الفريق الوطني لا تقتصر على الرجال..النساء أيضا معنيات".
وليس النساء أو الرجال أو الأطفال ممن يرتدون البذلات الرياضية بالعلم الوطني وإنما العجائز أيضا معنيات، بحيث صادفنا عجوزا ترددت على إحدى تلك الطاولات تسأل عن سلعة بعينها ابتكرت خصيصا للمناسبة والمتمثلة في مخدات دائرية الشكل مصنوعة بألوان العلم الوطني تتوسطها نجمة وهلال العلم..قالت أنها لمحت تلك المخدات بإحدى السيارات وهي تبحث عنها لتضعها بصالون منزلها..ثم قالت "تحيا الجزائر..إن شاء الله الفوز لنا".
الملاحظ كذلك ونحن نتجول بالشوارع والأسواق أن من بين الأشياء الكثيرة التي تعرض للبيع وتحمل لون العلم الوطني هناك الساتر الذي يوضع على حافة السيارات وقد أخذ شكل علم وطني طولي مموج، هناك أيضا عطور السيارات رباعية الشكل أوالمثلثة والتي تسدل على المرآة العاكسة بالسيارة منها من يحمل صور لاعبي الفريق الوطني أوصورة رابح سعدان أو حتى العلم الوطني . هناك أيضا حقيبة اليد الرجالية وكذلك الممسكات التي توضع على الألبسة..وأشياء كثيرة للغاية لا يتسع المجال لذكرها. المهم أنها تحمل ألوان الجزائر..حتى أن بائعي القماش قد وضعوا على واجهات محلاتهم قطع النيلون الملفوفة بألوان الأحمر..الأبيض والأخضر تباع ب60 دج للمتر الواحد تسمح للراغبين بخياطة الراية الوطنية وما قد "يتفرع" عنها من أشكال بحسب الرغبة والمناسبة كذلك..
في الأخير تجدر الإشارة إلى أن الحرب الإعلامية التي دارت رحاها بين إعلاميين جزائريين ومصريين كانت أيضا محور حديث كل من حدثناهم من باعة ومواطنين ولو أن "الحرب" الإعلامية تظهر بحدة من طرف أشقائنا المصريين إلا أن ذلك لا يعني أنه علينا كجزائريين الرد عليهم، يقول أحد الباعة مضيفا، يجب تهدئة الأوضاع بأي طريقة كانت ففي الأخير من حق كل طرف الحلم في الفوز وتحقيق التأهل للمونديال، أما أن نسب ونشتم من خلال الإعلام فهذا غير مقبول، وقال آخر "هذه فتنة وأدعو الجميع ليعود إلى "عقله" وخلونا في الروح الرياضية فهذا أحسن بكثير".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.