شغلت المباراة التي ستجمع الفريقين الجزائري والمصري اليوم مختلف وسائل الإعلام، حيث أن الأمر لم يقتصر فقط على وسائل الإعلام في البلدين، بل أيضا تجاوز ذلك ليتصدر عناوين وسائل الإعلام عبر العالم، وهو ما يزيد من حدة التوتر الذي يطبع أجواء المباراة منذ شهر تقريبا، وقد أوعزت بعض وسائل الإعلام نقلا عن بعض المحللين قولهم إن سبب كل هذه الهستيريا هو الفراغ السياسي في البلدين. أكد موقع قناة الجزيرة فقد فسرت حالة الهستيريا التي سببتها المبارة في البلدين بالقول إن الشعبين يعيشان حالة فراغ سياسي، حيث نقلت عن المفكر والباحث المصري عمار علي حسن قوله إن التعصب الذي يسيطر على الشارع المصري قبيل هذه المباريات يعود إلى سيطرة مجموعة من الجهلاء وضيقي الأفق من نجوم الرياضة السابقين على المنابر الرياضية مستغلين نجوميتهم في شحن الشارع، معتبرا أن من العوامل التي تزيد من حدة هذا التعصب حالة الفراغ السياسي التي يعاني منها الشباب في البلدين حيث يفتقد هؤلاء الشباب إلى المؤسسات والجبهات السياسية الفاعلة والقادرة على جذب الشباب إلى حياة سياسية حقيقية، ومن ثم توجه ذهن هؤلاء الشباب إلى الرياضة التي باتت في السنوات الأخيرة تغذي أحلام الصغار بالثراء السريع والنجومية والنفوذ السياسي والاجتماعي أيضا. وتطرقت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية إلى نفس الموضوع، حيث قالت أن المصريين يسعون إلى المجد الكروي للتعويض عن المعيشة القاسية، مشيرة من جهة أخرى إلى أن المصريين سيخصصون حياتهم اليوم للصلاة والانتظار لمجد كروي، الانتصار الذي من شأنه أن يجعل الفقراء يشعرون بالغنى حتى ولو ليوم واحد فقط. وأضافت أن لاعبي المنتخب والمدير الفني يفهمون جيدا حقيقة أن ملايين المصريين يستمدون الفرح والسعادة من الانتصارات الكروية. أما موقع قناة ال » سي أن أن « الأمريكية فقد تناول موضوع المباراة التي ستجمع الجزائر مع مصر باستفاضة حيث نقل تصريحات وزير الدولة الجزائري المكلف بشؤون الإعلام والاتصال، عز الدين ميهوبي، الذي أكد أن الجزائر ستقوم برفع دعوى قضائية لمتابعة الملف، مؤكدا أنه ورغم الأحداث المؤسفة التي شهدها وفد المنتخب عند الأشقاء المصريين، والإصابات التي لحقت باللاعبين والطاقم الفني إلا أنه وبفضل اتصالاته وتطميناته اللاعبين، أخبره المدرب رابح سعدان أن هؤلاء تحدوهم عزيمة كبيرة وهم عازمون على انتزاع حقهم كرويا. كما مثلت الأجواء المشحونة بين أنصار المنتخبين الجزائري والمصري مواضيع رئيسية في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، التي قالت إن الطوبة التي قذفت على الحافلة التي كانت تقل الفريق الجزائري ستجعل المباراة أكثر تنافساً للتأهل لتصفيات كأس العالم، بل ستذكر الفريقين بالأحداث الساخنة في آخر لقاء بينهما قبل 20 عاماً في المباراة التي أدت إلى أعمال شغب، وهو ما أكدته أيضا صحيفة معاريف الإسرائيلية التي قامت بنقل تفاصيل الحدث، مدعية أن الهجوم جاء من جانب المشجعين المصريين، حيث وصفت ما حدث بأنه حدث فادح هز القاهرة لما تعنى المباراة المرتقبة من أهمية بالغة للفريق المصري للتأهل لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا. وتحت عنوان حُمى مباراة مصر والجزائر تمتد إلى قطاع غزة، تحدثت صحيفة القدس بريس عن الاستياء الذي عبرت عنه الجالية لجزائرية في فلسطين بعد أن بثت إحدى الإذاعات الفلسطينية تصريحات أحد مشجعي الفريق المصري التي تقدم انتقادات لاذعة الفريق الجزائري خلال حديثه حيث أن أحد المتصلين على إحدى الإذاعات المحلية تطاول على الجزائر على الهواء مباشرة مما أثار الجالية الجزائرية في قطاع غزة التي احتجت على الأمر، وقررت الاعتصام أمام مقر الإذاعة إلا أنها تراجعت بعد اعتذار الإذاعة وكذلك الشخص المتصل.