أجرى المنتخب الوطني مع بداية العد التنازلي، يوم أمس الثلاثاء، آخر حصة تدريبية له وبتعداد مكتمل بملعب الهلال تحسبا للقاء الفصل المرتقب غدا بملعب المريخ بالخرطوم. وتعد هذه الحصة التدريبية الأخيرة فرصة للطاقم الفني الوطني لوضع آخر اللمسات، وكذلك الروتوشات على التشكيلة التي ستكون حاضرة في مباراة الغد وكذلك فرصة للتعرف على مدى استعداد كل لاعب. وأكد موفد القناة الإذاعية الأولى من الخرطوم أن معنويات المنتخب الوطني مرتفعة وكل اللاعبين بصحة جيدة وكل المؤشرات توحي بأن "الخضر" عازمون على اقتطاع تأشيرة التأهل للمونديال. هذا، وكان حارس مولودية العاصمة محمد لمين زماموش قد التحق أمس بالتشكيلة الوطنية والذي كان ضمن القائمة الاحتياطية. وبالنسبة للمصابين، فكلهم تعافوا وعلى استعداد كبير للثأر فوق الميدان من المنتخب المصري بعد الضغوط النفسية والرعب الذي عاشوه في مصر خلال مباراة السبت الماضي. كما أجرى "الخضر"، مساء الإثنين، حصة تدريبية ثانية مغلقة بملعب المريخ بالخرطوم. وكان حشد كبير من المشجعين الجزائريين والسودانيين في انتظار الفريق عند مدخل الملعب، إلا أن خيبة أملهم كانت كبيرة لما علموا بأن المدرب الوطني رابح سعدان قد أعطى تعليماته بعدم السماح لأي شخص بدخول الملعب. أما عند مدخل الملعب، فكانت الأجواء بالأخضر والأبيض والأحمر، حيث كان العلم الجزائري حاضرا. وكعادتهم وبنشاطهم وهتافاتهم المعتادة، خلق مشجعو الفريق الوطني جوا احتفاليا بهيجا أثار فضول المارة. وقد حمل السودانيون الأعلام الوطنية رفقة المشجعين الجزائريين مرددين "وان. تو. ثري... فيفا لالجيري". كما بادر المشجعون الجزائريون رغم ذلك إلى إيصال هتافاتهم وأصواتهم إلى الملعب وإسماع اللاعبين. وسيخوض، اليوم، "الخضر" المباراة الفاصلة والأخيرة أمام نظيره المصري بتعداد مكتمل مع احتمال تحديث تغييرات على مستوى التشكيلة الأساسية التي ستدخل هذه المرة بخطة مغايرة عما كانت عليه في القاهرة، وهذا من أجل تحقيق الفوز ومن ثم التأهل للمونديال العالمي الذي ينتظره الملايين من المناصرين الجزائريين الذين يدعون: "يا رب إن شاء الله التأهل من السودان". سطر الشيخ سعدان برنامجا خاصا لشحن بطاريات زملاء بوڤرة، بالتركيز أكثر على الجانب البسيكولوجي بعد رفع التحدي في القاهرة، حيث تحدّث سعدان قبل مباشرة الحصة التدريبية مطولا مع اللاعبين بحضور رئيس "الفاف" محمد روراوة، وطلب منهم نسيان ما حدث في القاهرة والتركيز أكثر على مواجهة اليوم، وهي الرسالة التي فهمها اللاعبون الذين وعدوه بعدم التفريط في تأشيرة العبور إلى جنوب إفريقيا. في مبادرة تستحق الوقوف عندها، أقام رئيس فريق المريخ السوداني، السيد جمال الوالي، مأدبة عشاء على شرف المنتخب الوطني الجزائري والوفد المرافق له عقب نهاية الحصة التدريبية الأولى ل "الخضر"، والتي أجروها بملعب الهلال أمس، ويأتي ذلك كتعبير عن حسن الضيافة والكرم الذي يتمتع به السودانيون والمعروفون بشيمهم ومساندتهم للمنتخب الجزائري دائما. خصصت وزارة الشباب والرياضة عدة مختصين نفسانيين ومؤطرين لمرافقة الأنصار الذين تنقلوا، منذ أمس، إلى السودان لمؤازرة المنتخب الوطني يوم الغد أمام "لفراعنة". كما سيتم توزيع المأكولات في الملعب، وتوفير كل الظروف الملائمة لأنصار "الخضر" وكذا تأطيرهم منذ وصولهم إلى السودان وإلى غاية عودتهم. أشاد وزير الشباب والرياضة الجزائري، الهاشمي جيار، بحفاوة الاستقبال الذي حظيت به بعثة المنتخب الجزائري لكرة القدم منذ وصولها إلى السودان عصر أمس الأحد لمواجهة المنتخب المصري اليوم الأربعاء في المباراة الفاصلة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. وقال جيار في تصريح من الخرطوم إن البعثة "وجدت كل التسهيلات من قبل الجميع"،مجددا شكره للسلطات و"الشعب السوداني المضياف". وأكد جيار أن عناصر المنتخب توجد في ظروف جيدة وتركيزها منصب على مباراة الأربعاء، وقال: "أطمئن كل الشعب الجزائري وأؤكد لهم أن اللاعبين عقدوا العزم على رفع التحدي وكسب تأشيرة التأهل إلى كأس العالم". وكشف جيار أن حصة الجزائريين من تذاكر الدخول إلى ملعب أم درمان بلغت 10 آلاف تذكرة، وهي نفس الحصة التي يستفيد منها الاتحادين المصري والسوداني، مشيرا إلى أن كل الجزائريين الذين سيصلون إلى الخرطوم سيتسنى لهم متابعة المباراة من الملعب. وأشار الوزير إلى عقده اجتماع تنسيقي مع السلطات السودانية المختصة لوضع مخطط أمني يمنع وقوع مشاحنات بين مشجعي منتخبي الجزائر ومصر اليوم، كما دعا في نفس الوقت جماهير بلاده إلى التمسك بالروح الرياضية. عبّر خالد لموشية لاعب المنتخب الوطني عن استيائه واندهاشه من الاتحاد الدولي للعبة "الفيفا"، لتقصيره في حماية بعثة المنتخب الجزائري أثناء تواجدها بالقاهرة لمواجهة المنتخب المصري في ختام التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010. وعبّر لموشية في حوار لصحيفة "ليكيب" الفرنسية عن اندهاشه لموقف "الفيفا" في حادثة الاعتداء على "أتوبيس" المنتخب الجزائري الذي كان متجها إلى الفندق محل إقامته مباشرة بعد وصوله إلى القاهرة مساء الخميس الماضي. لموشية واحد من ثلاثة لاعبين جزائريين أصيبوا في حادثة الاعتداء، بحسب تأكيدات "الفيفا". وكان "الفيفا" طلب من الاتحاد المصري لكرة القدم، الجمعة الماضي، تعهدات كتابية بتوفير كل الحماية لبعثة المنتخب الجزائري خلال تواجدها بالقاهرة. وقال لموشية: "إذا كان الفيفا يفضّل المصريين علينا في نهائيات كأس العالم، فليعلنها صراحة.. كان يتعين على الاتحاد الدولي اتخاذ إجراءات عقابية ضد مصر ومنع إقامة المباراة"، وتابع: "أربعة لاعبين رشقوا بالحجارة وتعرضوا لإصابات بالغة، ولكن لا أحد في الهيئات الدولية تحرك. يبدو أن هناك انطباعا وكأن شيئا لم يحدث.. لعبنا مباراة هادئة في حين الخوف كان حاضرا وشعرنا به"، مشيرا إلى أن بعض زملائه كانوا "مشلولين" فوق أرضية الميدان. وأكد لموشية أنه لو حدث العكس وتعرض المنتخب المصري للاعتداء بالجزائر، فإن "الفريق كان سيعود أدراجه في حينها ويطالب باعتباره فائزا بنقاط المباراة، وكان سينال ذلك"، مضيفا: "حاليا لا يوجد أي رد فعل وبعد مرور شهرين أو ثلاثة (في حال خروجنا من التصفيات)، سوف تدخل هذه الأحداث طي النسيان"، متسائلا في نفس الوقت "هل هذه هي الرياضة؟". سافر عدد من قدامى لاعبي المنتخب الجزائري لكرة القدم إلى العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الثلاثاء، بمبادرة من وزارة الشباب والرياضة لتشجيع منتخب بلادهم في المواجهة الفاصلة مع نظيره المصري اليوم الأربعاء بملعب المريخ في أم درمان. وذكر مصدر من وزارة الشباب والرياضة أن الوفد الذي يضم لاعبين من جيلي الثمانينيات والتسعينيات، سيتكفل بتوزيع حقائب تحوي مؤنا على المشجعين الجزائريين المتواجدين في الخرطوم، بيد أنه لم يوضح طبيعة هذه "المؤن". قال ياسين بزاز، مهاجم المنتخب الوطني، إن لاعبي "الخضر" أقسموا على الموت في السودان في لقائهم الفاصل أمام مصر من أجل تأهل منتخب بلادهم إلى نهائيات كأس العالم. وقال بزاز: "سنتأهل للمونديال رغم أنف الذين يريدون أن يخرجونا من التصفيات عنوة". وتحدث بزاز عن لقاء القاهرة قائلا "كل شيء كان محضرا من أجل الإطاحة بنا، وكنت أنتظر هذا السيناريو، ولكن ليس بالبشاعة التي واجهناها في مصر"، وأضاف: "أنا مندهش، خاصة أننا في لقاء الذهاب لم يصدر من طرف جمهورنا أي تصرف مناف للأخلاق، ولم يؤثر أنصارنا على منتخب مصر طوال فترة إقامتهم في الجزائر"، وتابع مهاجم ستراسبورغ: "ما حدث من المصريين لا يشرّفهم على الإطلاق ولا يمت بأي صلة للروح الرياضية". واختتم بزاز تصريحاته قائلا "لقد خسرنا معركة ولم نخسر الحرب، وما عشناه في مصر لن ننساه مادمنا أحياء، وأقول لهم إن العبرة بالخواتيم". أكد مصطفى جمعة، مساعد المدير التنفيذي لشبكة قنوات راديو وتلفزيون العرب، أن حقوق البث التلفزيون للمباراة الفاصلة في تصفيات مونديال 2010 بين مصر والجزائر والمقامة على ملعب المريخ في السودان، أكد أن حقوق تلك المباراة هي ملك قنوات الأرتي بالكامل. جمعة أوضح ذلك الأمر خلال تصريحاته لبرنامج "حلم 80 مليون مشجع" المذاع، ببث موحد بين قنوات الحياة ومودرن ودريم المصرية، حيث قال: "المباراة ضمن تصفيات المونديال، وبالتالي هي تتبع الفيفا، والأرتي تمتلك جميع الحقوق التابعة للفيفا حتى عام 2014، وبالتالي فهي تمتلك حق تلك المباراة، إلا إن رفضتها وهذا لم يحدث، وقد تم بالفعل الاتفاق مع الفيفا وتوقيع عقود المباراة". جمعة أوضح أيضًا أن المباراة ستذاع على القنوات الأرضية المصرية والجزائرية وكذلك قناة الجزيرة الرياضية الفضائية، حيث أضاف: "لقد وقعنا منذ ساعة تقريبًا على عقود بيع المباراة للتلفزيون المصري الأرضي، وكذلك تم بيع المباراة لقنوات الجزيرة الرياضية المشفرة". أخيرًا، أكد الرجل المهم في إدارة الأرتي أنها تحاول حاليا عمل استثناء وبيع المباراة للقنوات الفضائية المصرية، فقال: "الفيفا تمنع عرض الحقوق التابعة لها للقنوات الفضائية المفتوحة، وهي تؤكد دائمًا على وجوب عرض حقوقها على القنوات الأرضية المفتوحة بجانب القنوات الفضائية المشفرة، ولهذا فالمؤكد حتى الآن هو بث المباراة على التلفزيون الأرضي المصري والجزائري وكذلك قنوات الأرت والجزيرة الرياضية المشفرة، لكننا نحاول التواصل مع الفيفا والقنوات الفضائية المصرية لعمل استثناء خاص بتلك المباراة نظرًا لحساسيتها الشديدة وأهميتها عند الشعبين المصري والجزائري، وفي حال تم ذلك سنقوم صباح غدٍ بالإعلان عن بيع حقوق المباراة لجميع القنوات الفضائية المصرية الخاصة المفتوحة". غريب هو أمر المصريين الذين أظهروا حقدا شديدا تجاه الجزائريين، إذ لم يكفهم كل ما فعلوه ضد كل ماهو جزائري، بل واصلوا التعبير عن بغضهم حتى بعد المباراة، من خلال البرامج التلفزيونية التي تبث عبر القنوات المصرية، وهي القنوات نفسها التي أشعلت نار الفتنة قبل المباراة التي جمعت منتخبهم الوطني بنظيره الجزائري يوم السبت الماضي. بعدما كانت أصابع الإتهام موجهة نحو الأنصار، تحوّلت إلى الإعلام الجزائري الذي وصفه المصريون من خلال برنامج "حلم 80 مليون مصري"، سهرة الإثنين على قناة الحياة، ودريم المصريتين، والتي عبر من خلالها المنشطون الثلاثة عن سخطهم من الصحافة الجزائرية ووصفوها ب "الكاذبة"، ليتستروا بذلك على كل ما قاموا به في حق أبناء وطننا الحبيب، وأرادوا أن يثبتوا للعالم أنهم أحسن شعب وتناسوا أن الصحافة الجزائرية نقلت بصدق كل ما حدث في ظل المعاناة الكبيرة التي عاشها رجالها هناك. لم يكتف المصريون بالسخط على الصحافة الجزائرية، بل ذهبوا إلى حد مطالبة الجزائريين بإعتذارات رسمية، وهناك منهم من طالب بغلق تلك الصحف التي تحدثت عن اعتداءات القاهرة وعن قتلى، وتناسى هؤلاء أن العالم بأسره شاهد على ما فعلوه بدليل الحصص التلفزيونية التي بثت على بعض القنوات، فضلا عن أن الصحافة العالمية كانت حاضرة بالقاهرة، والكل شاهد ما حدث بأم عينيه. وواصل المصريون انتقاداتهم لمن ظلوا يصفونهم بالأشقاء وهم أبناء وطننا الحبيب، حيث أخذوا يرددون أن حادثة الحافلة والقذف الذي تعرض له عناصر "الخضر" بالحجارة، كان أمرا "مفبركا" من طرف الجزائريين، ومثل هذا الموقف يجب أن نقول لهم إن بلدهم هو المعروف بالدراما والسينما وليس العكس. وإذا أرادوا التأكد أن ما حدث كان حقيقيا، ما عليهم سوى إعادة متابعة الحصة الخاصة التي أعدتها قناة "CANA +" والتي بثت الحقائق كاملة وكشفت نوايا المصريين المبيتة أمام العالم بأسره. وفي سياق حديث المصريين عن تشكيلة منتخبنا الوطني، أبدوا سعادة كبيرة لغياب ڤاواوي ولموشية عن لقاء السودان بفعل العقوبة، وأكدوا على غياب حليش واعتبروا أنهم سيفوزون على الجزائريين من هذا الجانب، وكأن المنتخب الوطني لا يملك مدربا يسعى إلى تغطية جميع النقائص وسد أي فراغ بإمكانه التأثير على تشكيلته في مثل هذه المباراة الهامة، وذهبوا إلى حد التأكيد أن شاوشي والعيفاوي لا يملكان الخبرة اللازمة في المقابلات الدولية وسيكونان بمثابة نقطة ضعف منتخبنا في هذا اللقاء، وبالتالي فإن ذلك سيكون نقطة قوة بالنسبة لهم، دون أن يأخذوا بعين الإعتبار عامل روح التضامن الجزائري والتحفيز الكبير، حيث سيدخل كل لاعب من منتخبنا مهما كان اسم هذه المباراة محفزا بنسبة 200٪ لإبقاء الفرحة في الجزائر، والتأهل إلى المونديال الذي يعتبر حلم الجزائريين أيضا. ولعل ما لفت إنتباهنا أكثر في برنامج "حلم 80 مليون مصري"، هو الإستفزاز الخاص للمصريين الذين ضحكوا بمجرد إطلاعهم على خبر مساندة أبناء السودان لنظرائهم في بلد المليون ونصف المليون شهيد، وأكدوا أن هذا كذب وأن هؤلاء يساندون "الفراعنة" بسبب قرب البلدين، وتحدثوا عن أن فريقهم سيلعب هناك مرتاحا وكأنه في ملعبه، لأن عناصره متعودة على أرضية ملعب الخرطوم، وأن عناصر منتخبنا يلعبون في أوروبا وستكون أرضية الملعب عائقا بالنسبة لهم، وهو الإعتقاد الخاطئ لهؤلاء الذين أصبحوا شبه أعداء بسبب كل ما فعلوه في حق الجزائريين. وعلى الرغم من هذا، يكفينا فخراً أن فريقنا حظي بإستقبال كبير في السودان عكس ما حدث له عند آل فرعون. ومهما يكن، فإن الثأر الوحيد لكل ما حدث سوف لن يكون إلا فوق المستطيل الأخضر، لأنه سيكون الفاصل الوحيد، وعلى أبناء سعدان البرهنة والتأكيد، ونحن بدورنا نقول لهم: "جيبوها يا لولاد.. إن شاء الله يا لولاد".