رياض وسمير وعبد الرحمان وغيرهم من الشباب الجزائري المقيمين بحي بارباس بالمقاطعة ال 18 لباريس، يكنون حبا مطلقا للفريق الوطني ولا يمكن لهم أن يتصوروا انهزاما آخر بعد الذي جرى في القاهرة خلال اللقاء بين الجزائر ومصر في إطار التصفيات لكأس العالم لكرة القدم، وقالوا "نحن كلنا مع الجزائر روحا وجسدا"، معتبرين الشعور الذي يشاطرونه مع مئات الآلاف من المناصرين بالجزائر ووهران وعنابة وبجاية وغيرها من مناطق البلد، "طبيعيا". ومن جهته، "تأسف" محفوظ من مواليد مدينة سطيف لعدم تمكنه من السفر إلى الخرطوم لتشجيع الخضر على غرار آلاف الجزائريين، وقال: "كنت أود لو كنت في الجزائر لمرافقة الشباب الذين توجهوا إلى الخرطوم، كما أنني أقدّر الإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لتسهيل تنقل المناصرين، ولكن سأتابع المقابلة مع أصدقائي على شاشة ضخمة وسيكون جو الملاعب الكبرى في الموعد". واعتبر العديد من مناصري الخضر الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية، "عادلة"، وأكد فاروق: "فريقنا بحاجة لكافة الجزائريين لرفع التحدي، خاصة وأن المقابلة تكتسي أهمية متميزة". يتميز حي بارباس قبيل ساعات قبل انطلاق المقابلة الحاسمة بالنسبة ل "الخضر" بحالة من الغليان، بحيث يعيش الحي نفس الجو الذي سبق مقابلة يوم السبت الفارط. كل الأنظار موجهة نحو الخرطوم، كما تحتل المقابلة الفاصلة قلب كل النقاشات وحتى "الشيبانيين" المسنين يتطرقون إلى أيام مجد الكرة المستديرة الوطنية التي طبعها نجوم أمثال مخلوفي وبوبكر وخطابو وإبرير ودبيار وسيكي وغيرهم. وتسود حي بارباس نفس الأجواء التي تسود أي مكان من البلد، إذ هو مزين بالألوان الوطنية الأغاني المشجعة "للخضرا" تتعالى من كل محلات وصور الخضر المعلقة بعشرات المقاهي والمطاعم والقصابات والمحلات التي تتوافد عليها الجالية الجزائرية. ويشكل هذا الحي المتميز من باريس نمودجا لقياس الجو السائد في الأماكن الأخرى التي تقيم بها الجالية الجزائرية، سواء أتعلق الأمر بإيل دو فرانس أو مارسيليا أو ستراسبورغ أو مونبولييه أو نانت أو ليل أو ليون. وتنظمت جمعيات الأحياء ومجموعات الأصدقاء للتجمع بقاعات أو مقاهي أو مطاعم لمتابعة المقابلة معا. وقد تفاجأ الزوار، أول أمس الثلاثاء، خلال افتتاح الصالون الدولي للمناولة الذي ينظم بمدينة فيلبونت الواقعة شمال باريس، بأجنحة بعض المؤسسات الوطنية التي رفرفت فوقها وبكل فخر الأعلام الوطنية وصورا للعناصر "11" المشكلة للفريق الوطني، مع إعطائه لمسة خاصة من خلال ارتداء المضيفات وشاحا حريريا مزينا بالألوان الوطنية ورفع شعار "هيا يا الخضرا". ولم تتردد هذه النسوة في إعطاء كل الشروحات للزوار الفضوليين، حيث أشاد بهذه المبادرة هؤلاء الزوار وهم محترفين من قطاع المناولة الذين قدموا إلى المعرض، خاصة من أجل إقامة علاقات أعمال. فساعات قليلة قبل انطلاق المباراة، ساندت الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا بكل قوة الفريق الوطني، حيث اعترف الكل أنه يمكن "تحقيق الفوز" على أرض السودان بعيدا عن كل التوترات. في هذا الصدد، صرحت ياسمين "بإمكان فريقنا تقديم أفضل هدية لملايين الأنصار، وسنحتفل إن شاء الله بالتأهل كما يجب".