اتجه، البارحة، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد رورواة رفقة مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم رابح سعدان على رأس وفد يضم الطاقم التقني والإداري، إلى جنوب إفريقيا، قصد تحضير أفضل ظروف الإقامة والتدريب لأعضاء المنتخب الوطني خلال نهائيات كأس العالم 2010، وسيتم ذلك بالتعاون مع المصالح المعنية من الفيفيا واللجان المحلية لتنظيم كأس العالم 2010. للتذكير، فقد قام 21 منتخبا من أصل 32 بتحديد أماكن إقامتهم وتدريباتهم لخوض نهائيات المونديال، كما سيحضر الوفد الجزائري المتنقل إلى بلاد مانديلا عملية سحب قرعة كأس العالم المقررة في الرابع ديسمبر المقبل بكاباون. تمديد التعاقد مع رابح سعدان لمنعه من الانتقال للتدريب في الخليج ذكرت مصادر مقربة من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أن هذه الأخيرة تريد تمديد التعاقد مع المدير الفني المخضرم رابح سعدان لنحو ثلاث سنوات، لمنعه من الانتقال للتدريب في الخليج بعدما قاد المنتخب الجزائري للوصول لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. وعليه، فإن رئيس الاتحادية الجزائرية السيد محمد روراوة ينوي التقدم بعرض لتمديد التعاقد مع سعدان حتى مارس 2012، لما بعد نهاية كأس إفريقيا بعد المقبلة. ويرغب الاتحاد الجزائري في القيام بذلك منعا من تعرض سعدان لمغازلة الأندية الخليجية عقب نهاية كأس العالم في جوان المقبل. وسيقود سعدان منتخب الجزائر للمرة الثانية في تاريخه في نهائيات كأس العالم بعدما تمكن من تدريب الفريق في كأس العالم 1986 بالمكسيك، وهذه هي ثالث مشاركة ل "الخضر" في المونديال. وأكدت مصادرنا المقربة أن العقد الجديد سيتضمن شروطا وبنودا جديدة بعدما ارتفعت تطلعات جماهير "الخضر" بالوصول للمربع الذهبي بكأس الأمم الإفريقية في جانفي المقبل بأنجولا. وارتفعت أسهم سعدان في الدول الخليجية، حتى أن ثمنه قد يصل إلى نحو 50 ألف أورو شهريا، حسب الأخبار المتداولة هناك. وتمكن سعدان بعد فترة قصيرة أن يضع نفسه كواحد من أبرز المدربين في الجزائر، لذلك لم يكن من باب الصدفة أن يتولى مهمة الإشراف على المنتخب "الخضر" أعوام 81 - 82 و 84 - 86 و99 و2003 - 2004 وأخيرا من 2007 وحتى اليوم. وأشرف سعدان على المنتخب اليمني، ثم درب في السعودية وتونس والمغرب، حيث فاز باللقب الإفريقي مع الرجاء البيضاوي. ويعتبر سعدان أول مدرب جزائري يؤهل منتخب الجزائر للمونديال عام 1979، حين ساهم في تأهل الجزائر لنهائيات كأس العالم للشباب في اليابان. ويتسم شيخ المدربين بشخصية قوية وهادئة؛ إذ يستغرب عدد من أصدقائه ومنافسيه قدرته الفذة على الحفاظ على هدوئه في المباريات الساخنة. وعرف عن سعدان أنه رجل المهمات الصعبة والأوقات الحاسمة، حيث بلغت شهرته ذروتها حين عين مدربا للمنتخب الجزائري الذي كان يعاني بعض الصعوبات بسبب ابتعاده عن الواجهة الإفريقية وغيابه عن "الصف الأول" إفريقيا، خلال الأعوام الأخيرة لمصلحة منتخبات مثل: مصر وتونس والكاميرون وساحل العاج وغانا، خاصة بعد قيادته "الخضر" للتأهل لأمم إفريقيا بعد غياب مرتين متتاليتين، والصعود لمونديال 2010 بعد غياب 24 عاما. ويذكر أن سعدان كان له الفضل أيضا في إعادة ترتيب أوراق المنتخب الجزائري بعد مونديال إسبانيا 82، حين أدهشت الجزائر العالم بفوزها الشهير على ألمانيا بطلة أوروبا آنذاك بهدفين مقابل هدف، وقاد شيخ المدربين بلاده وقتها إلى التأهل إلى مونديال المكسيك 1986، حين خاضت الجزائر مباراة لا تقل روعة أمام البرازيل وخسرتها بصعوبة شديدة بهدف نظيف. وفي المرتين لم يخش سعدان من تولي مهمة قيادة منتخب "الخضر"، وهو يمر بأصعب ظروفه من أجل إصلاح ما دمره المدربون الأجانب، حتى كلل جهوده مؤخرا بالتأهل للمونديال للمرة الثانية في تاريخه.