أصبحت سرقة الأغاني وتسريب كلماتها إلى ألبومات أخرى، قبل أن تطرح في الأسواق، مشكلا كبيرا يعاني منه المنتج والفنان، وآخر مثال على ذلك ما تناولته الصحف من اكتشاف سرقة بعض الأغاني من ألبوم "عمرو دياب" قبل طرحه رسميا من قبل شركة روتانا، وهو ما انعكس بدوره على حالة الإنتاج الغنائي وعزوف الكثير من المنتجين عن الإنتاج لأشهر المطربين بسبب الخسائر الفادحة التي تعرضوا لها، كما أدى إلى اتجاه المطربين، من ناحية أخرى إلى الساحة السينمائية للتحايل على الأزمة من خلال استغلال مشاهد الفيلم وحشر بعض الأغاني فيها. لكن ما مدى تأثير سرقة الأغاني على المطرب؟ وما هو رأي الجهات المعنية في هذه القضية؟ "الأمة العربية" ترصد آراء بعض الفنانين بإبداء رأيهم في هذه الظاهرة تابعوا... المطرب هاني شاكر الخاسر الأكبر هو المنتج أمير الغناء العربي، أكد أن الجمهور سيتلقى الأغنية سواء كانت مسروقة أم غير مسروقة، وأضاف أن المشكلة، تكمن فيما بعد ذلك أي في رأس المال وهو "المنتج" الذي تقع عليه خسائر فادحة، وأيضا اختفاء إنتاج الألبومات من الأسواق، وأشار هاني أنه تعرض لهذا الموقف في أغنية "أنا قلبي ليك" التي تمت سرقتها قبل المكساج الأخير للأغنية وأعرب أنه حزن كثيرا لعدم ظهورها بالشكل المناسب وأيضا التوقيت المقرر طرحه في الأسواق، وتابع هاني أنه أصبح يشك من تكرار هذه الظاهرة من بعض المطربين أي أنهم وراء تسريب هذه الألبومات، فلابد على المطرب أن يحافظ على شركته ويحرص عليها لمحاولة مواجهة الكساد الموجود في السوق الغنائي، وأيضا نجاح المنتج يكون في صالح المطرب حيث يوفر له الدعاية الكاملة وإنتاج الكثير من الكليبات التي تتكلف الآن أكثر من 150 ألف دولار، مع الاستمرارية في عملية الإنتاج، ولابد أن يكون للشركة المنتجة دور في التصدي لهذه الظاهرة. النجم محمد منير من الصعب سرقة أعمالي الغنائية صرح النجم محمد منير أنه من الصعب سرقة أعماله الغنائية، أو تقليدها بسبب عدم اعتماده على أغاني "السوبر ماركت"، وأن الإبداع وخلق الأفكار والاختلاف في أعماله، كل ذلك يصعب على أي أحد أن يقوم بسرقته. أما من جهة تسريب الأغاني، فمن المؤكد أنها تؤثر على السوق الغنائي، ولذلك يطالب بوضع قوانين وضوابط للحد من هذه السرقة، لأن ذلك سوف يؤدي إلى اختفاء المنافسة في السوق الغنائي بسبب عزوف المنتجين عن الإنتاج، وأنهى منير حديثة بقوله: "أنا لا باسرق ولا باتسرق". النجمة سميرة سعيد وضع عقوبات رادعة للحد من الظاهرة أكدت سميرة سعيد أن سرقة الأغاني كانت أحد أسباب عدم تحقيق ألبومها الأخير "أيام حياتي" أعلى المبيعات في السوق الغنائي، برغم أن الألبوم عرف نجاحا مدهشا، فكانت تحلم أن يحقق الألبوم الصدارة في المبيعات، لأنها بذلت مجهودا في هذا الألبوم وأمضت سنوات عديدة في التجهيز له، بشكل لم تفعله من قبل في ألبوماتها السابقة، وطالبت سميرة بضرورة وجود رقابة شديدة من قبل شركات الإنتاج على العاملين داخل الشركة، وأيضا وضع عقوبات رادعة لمن يتسبب في عمل ذلك، وبرغم وجود كساد بالسوق الغنائي لم تفكر سميرة في الاتجاه للإنتاج، معللة ذلك بأنه ليس عملها، فعملها هو الغناء. المطرب مدحت صالح وجوب وضع قوانين صارمة كشف المطرب "مدحت صالح" أن تسريب الأغاني على "النت" أو على الهواتف النقالة يؤدي إلى تقاعس الكثير من المنتجين على خطوة الإنتاج، وأضاف أنه خاض مغامرة الإنتاج على نفقته الخاصة، وأيضا احتياجه إلى أن تطرح أعماله بالسوق، وأكد أن السوق يحتاج إلى قوانين عالمية، لأن التسريب ليس على المستوى المحلي فقط ولكن على المستوى العالمي، فلابد من وضع قوانين صارمة لمواجهة كل ما يتسبب في ذلك. تامر حسني تسريب الأغاني في مصلحة المطرب أما نجم الجيل الشاب "تامر حسني"، فيرى أن تسريب الأغاني في مصلحة المطرب، حيث يسمح ذلك لعدد كبير من الجمهور بسماع الأغنية وانتشارها بشكل سريع، لأنها غير مكلفة، ولكن يقع الضرر على المنتج الذي يتعرض لخسارة في عدم تحقيق مبيعات عالية، مما يدفعه إلى التفكير مرارا وتكرارا في إنتاج ألبومات جديدة خوفا من الخسارة المتوقعة، وأضاف تامر أنه برغم تسريب ألبوم "بنت الإيه" بالكامل على "النت" قبل طرحه بالأسواق، إلا أنه مع ذلك حقق نسبة مبيعات عالية، ويؤكد تامر أنه يوجد ثلاثة مطربين في الوطن العربي مهما تمت سرقة ألبوماتهم لا يتأثرون في المبيعات على الإطلاق فنهاية العمل الجيد يفرض نفسه، وقال تامر إن الذي يحزنه هو تسرب الأغنية وهي ليست بمستوى الجودة. نقيب الموسيقيين منير الوسيمي تسريب الأغاني في مصلحة المطرب أما نقيب الموسيقيين منير الوسيمي، فيرى أن تأثير تسريب الألبوم سيكون تأثيرا إيجابيا لأنه يعطي الفرصة بشكل أكبر وأوسع للمطرب، بل ظهور مطربين جدد على الساحة، لأن النت أصبح من أهم الوسائل في الانتشار، ويرى الوسيمي أن التأثير السلبي لهذه الظاهرة يقع على عاتق الشركة المنتجة المعرضة للإفلاس، حيث تكون الخسارة كبيرة على المنتج، وهذا يؤدي إلى إقلاع كثير من شركات الإنتاج عن إنتاج الألبومات الغنائية. ويناشد الوسيمي كل من يتسبب في ذلك سواء كان التسريب مقصودا أو غير مقصود بالتقليل من هذه الظاهرة، لأنها تعتبر أصل الكساد الموجود في مبيعات الألبومات، وأيضا أن يحافظ المطرب على شركته لأنها تعتبر حلقة متصلة بين المطرب والمنتج، فكل منهما يكمل الآخر ولابد أن يحافظا على وجودهما في السوق.