أكد المديرالعام للوكالة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية ''ألجاكس'' محمد بنيني أمس أن التصدير خارج المحروقات ما يزال بعيدا عن التطلعات رغم تحسن أرقامه نسبيا في السنوات الاخيرة ليصل الى عتبة ال 2 مليار دولار حسب الاحصائيات الرسمية ، داعيا كل الفاعلين الاقتصاديين الى تنسيق جهودهم لتجاوز هذه "الكبوة "بتفعيل تدابير المرافقة مع الشركاء الاجانب الذين أبدوا استعدادهم لنقل خبراتهم للمتعاملين الاجانب من خلال اللجان الاقتصادية المختلطة. وأوضح محمد بنيني في مداخلته الافتتاحية ل " اللقاءات المهنية للتصدير" التي نظمت أمس بمقر " ألجاكس" على هامش الصالون الوطني الاول للتصدير خارج المحروقات أن أرقام عمليات التصدير خارج المحروقات ليست في مستوى التطلعات و هي بعيدة عما يفترض أن يكون بالنظر الى المؤهلات و الإمكانيات التي تحوز عليها البلاد سواء ماديا أو بشريا مشددا على ضرورة معالجة الملف بجدية و الحرص على متابعة مشاريع التأهيل المؤسساتي التي تبقى حسبه العائق الاول الذي تواجهه المؤسسات التي ما تزال تنقصها الاحترافية بالشكل الذي يضمن لمنتوجها التنافسية اللازمة في الاسواق الخارجية . و قد اعترف بنيني أن ما حقق لحد الآن في الميدان غير مرضي تماما حتى و ان انتقلت أرقام الصادرات خارج المحروقات مرحليا من 900 مليون دولار قبل 5 سنوات الى ما يقارب 2 مليار دولار العام الماضي لتعاود الانكماش في 2009 في وقت - يضيف بنيني - الجزائر قادرة عى ضمان صادرات بأكثر من 10 مليار دولار سنويا خصوصا الصادرات الفلاحية و المنتوجات التقليدية و الغذائية و المنتوجات الكهربائية و الكهرو منزلية . وقال بنيني أن هذا التراجع الذي بلغ قرابة ب 40 في المائة تفسره عدة معطيات اقتصادية مستجدة أهمها قرار وقف تصدير النفايات الحديدية وغير الحديدية التي كانت تمثل حوالي 50 بالمائة من الصادرات خارج المحروقات ، بالاضافة الى منع تصدير المنتوجات الغذائية المصنعة من المواد المدعمة التي تمثل ما بين 25 الى 30 بالمائة من المواد المصدرة نحو الخارج . من جهته قال مارك ماتينان عن مؤسسة" أوبتيم اكسبور" في عرضه التقييمي للتصدير خارج المحروقات أن الوضع يستدعي بحث السبل و المساعي الكفيلة لانطلاقة سليمة أولا بتدعيم و متابعة برامج التأهيل و ثانيا تحسيس المتعاملين الاقتصاديين و مرافقتهم في برامج تسطر على المديين المتوسط و البعيد من أجل الرفع من مستوى تنافسية النتوجات المحلية بالشكل الذي يضمن لها رواق في الاسواق الخارجية . وعاد بنيني المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية ليتحدث عن الاسباب العميقة التي تكمن وراء هذه" الكبوة " موضحا أن آليات إقرار الانفتاح الاقتصادي في بداية التسعينيات من القرن الماضي و الذي تم دون تحضير استراتيجي يأخذ في الحسبان كل المعطيات ، و جمود الهيئات الرسمية وعدم التحرك الفاعل بحثا عن البدائل الممكنة قد رسخا "ثقافة الفشل" التي تكابد البلاد تداعياتها اليوم. و أوضح بنيني أن التصدير الوطني خارج المحروقات يتدعم وينطلق بالوتيرة المطلوبة عندما تحس الدولة أنها في حاجة إليه بمعنى أنه مادام البديل موجود "الصادرات النفطية " فإن السلطات تؤجل النظر في الملف باستخفاف . وأكد مدير العلاقات الدولية في الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة في عرضه لوضعية التصدير خارج المحروقات، أنه من الضروري البحث عن مواقع إستراتيجية متنوعة للتصدير دون الإبقاء على الواجهة الأوروبية فقط مشيرا الى الدول الإفريقية المجاورة التي لا يمكن إغفالها . ويشجع هذا التوجه اقتحام البنوك العمومية و الخاصة المجال بمرافقة المصدرين .وشدد خبراء من الوكالة الفرنسية للتنمية على الاحترافية في التصدير، مؤكدين أن هذا النشاط يتطلب مؤسسات محترفة تستثمر في الموارد البشرية وتدرس توقعات الأسواق ومواجهة الطوارئ قبل وقوعها، وكلها مسائل تنتقص لدى المؤسسة الجزائرية التي هي في حاجة ماسة للتأهيل.