ما زال المغرب يهذي بما يعتقد أنه مكاسب حققها في ما يخص المناضلة الحقوقية الصحراوية أمناتو حيدر، حيث اعتبر وزير خارجية المملكة المغربية عباس الفاسي في تصريح له أنه تم توظيف ملف حقوق الانسان في قضية حيدر بهدف الالتفاف حول المكاسب التي حققها المغرب في القضية على حد قوله، مجددا اتهامه للجزائر بتعطيل جهود المفوضية العليا للاجئين، وتعطيل المفاوضات الجادة لأجل الوصول إلى حل توافقي ونهائي للقضية الصحراوية . و يأتي تصريح الوزير وإشارته للجزائر باصبع الاتهام مرة أخرى في ظرف اسبوع واحد في ظل تخبط نظام المخزن في ظل انتقادات داخلية بعد فشله في كسب تاييد دولي في ما يخص قضية المناضلة حيدر فأحزاب عدة داخل المغرب اعتبرت أن المناضلة أسقطت خطة نظام المخزن بالضربة القاضية بعدما أرادت استغلال القضية لصالحها وتسويقها نحو الخارج ومحاولة أن القضية برمتها مفبركة من طرف الجزائر، وطالب عباس الفهري من خلال تصريح له يوم الخميس الجزائر للدخول في مفاوضات جادة وعميقة لحل النزاع في الصحراء الغربية، رغم أن الوزير يدرك أن أصحاب الشأن في المفاوضات هو الشعب الصحراوي ممثلا في جبهة البوليساريو ، وظاهرة جرجرة الجزائر ومطالبتها بالمفاوضات واتهامها صارت سمة النظام المغربي كلما ضاق عليه الخناق او خسر ورقة جديدة في ما يسميه بقضية " الصحراء المغربية "، وتأتي هذه الاتهامات الجديدة "المتجددة" بعد إعلان الجزائر جعل سنة 2010 سنة القضية الصحراوية والإسراع في تنفيذ اللوائح الأممية التي تدعو إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي . و بعدما خسر نظام المخزن أغلب أوراقه التي راهن عليه في ما يخص قضية الصحراء الغربية، يريد اليوم أن يشعل جبهة أخرى ، هذه المرة في موريطانيا ، حيث طالب عضو برلماني من الحزب الحاكم في موريطانيا بسحب اعتراف الحكومة الموريتانية بالصحراء الغربية، وهذا ما أثار عدة أطراف فاعلة داخل الحكومة وخارجها متهمين نظام المخزن بمحاولة نشر أزمة داخلية في موريتانيا ، وقد شدد رئيس البرلمان المرويتاني من لهجته متهما الرئيس محمد بن ولد عبد العزيز بمحاولة جر البلاد إلى موقف ينافي الحياد الذي دأبت عليه موريتانيا من سنوات طويلة، محذرا من مغبة جرجرة البلاد وانسياقها نحو مثل هذه المطالب التي لا تخدم موريتانيا وتؤثر على سمعتها التي عرفت عنها، من جهته أكد الناطق الرسمي للحزب الحاكم أن الجمهورية الإسلامية ملتزمة بالحياد وستظل على هذا الخط خدمة لمصلحتها ومبادئها .