حيا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، نضال أمينتو حيدر التي عادت أخيرا إلى الصحراء الغربية إثر إضراب عن الطعام بإسبانيا دام أكثر من شهر، داعيا الجميع إلى الإصغاء إلى صوت العقل الذي يقول إن مأساة الشعب الصحراوي لن تنتهي إلا بتمكينه من استفتاء يحدد على ضوئه مصيره بنفسه. أشاد الأمين العام للأفلان في ندوة صحفية نشطها بمقر تعاضدية عمال البناء بزرالدة بالعاصمة عقب اختتام الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب بشجاعة وصبر الناشطة الصحراوية أمينتو حيدر واعتبر ذلك تضحية من التضحيات التي يقدمها الشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره. وجدد الأفلان في بيانه السياسي الموقف الثابت للحزب من القضية الصحراوية باعتبارها قضية استعمار،مشددا على ضرورة إيجاد حل وفق قرارات ولوائح مجلس الأمن التابع لمنظمة الأممالمتحدة ذات الصلة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. ودعا البيان السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني إلى مضاعفة الجهود من أجل تفعيل مؤسسات الاتحاد المغاربي، مجددا تمسكه بضرورة تجسيد تطلعات شعوب المغرب العربي في التكامل والوحدة. ويأتي حديث بلخادم عن المناضلة الصحراوية، أمينتو حيدر، في أعقاب حملة مغربية مركزة تتهم فيها الجزائر بالوقوف وراء قضية إضراب حيدر عن الطعام بغرض إفشال الجولة الجديدة من المفاوضات بين المغرب والبوليساريو لحل نزاع الصحراء الغربية الذي دخل عامه ال34. ولم تتوقف الادعاءات المغربية منذ أن وجد نفسه محاصرا دوليا بسبب قضية الناشطة الصحراوية ، واتهم الفاسي الفهري، أول أمس، بمجلس النواب، ردا على سؤال وجه إليه من طرف الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض، حول مستجدات قضية الصحراء الغربية، الجزائر بتوظيف وسائل وإمكانيات ضخمة في حربها الدبلوماسية المفتوحة ضد المغرب. وزعم الفاسي الفهري أن طي ملف حيدر تم بعد قبول السلطات المغربية عودتها لأسباب إنسانية صرفة، وفي احترام تام للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل لدخول المغرب، وذلك استجابة للنداءات الودية من دول صديقة في حين أن المملكة المغربية عاشت ضغطا رهيبا وهو ما جعل الحليف التقليدي فرنسا يطالب بالإسراع في عودة حيدر للعيون المحتلة في ظل اهتمام عالمي بهذه القضية. وادعى المسؤول المغربي أن الجزائر تعيق إحصاء اللاجئين الصحراويين في حين تعترف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالجهود الجزائرية لصالح 158 ألف صحراوي بمخيمات تندوف، زاعما أن قضية حيدر تعد حالة فردية بينما تعج السجون المغربية بالمعتقلين الصحراويين، كما جانب الحقيقة عندما قال إن عدد مستقبلي الناشطة الصحراوية قليل غير أن منزل حيدر فرض عليه طوقا أمنيا وهو ما أوضحته المناضلة الصحراوية لحقوق الإنسان في مكالمة هاتفية مع وكالة رويترز، حيث قالت إن الحصار لا زال مستمرا، مضيفة أنها توجد تحت الإقامة الجبرية وان أفراد عائلتها وجيرانها يجدون صعوبات في زيارتها وأن محلات الحي تعاني جراء هذا الحصار. وأكدت المناضلة الصحراوية أن حالة الأمر الواقع تعد إشارة سيئة، مضيفة أن حصار منزلها مستمر منذ أسبوع، وأشارت في هذا الصدد قائلة إن لي القناعة في مواصلة الدفاع عن قضية تقرير مصير الشعب الصحراوي ولن أتخلى عن ذلك أبدا على الرغم من التهديدات بالسجن والخطف والتعذيب أو النفي، مضيفة أن المغرب يقمع السكان الصحراويين في الوقت الذي يتفاوض فيه مع جبهة البوليساريو. وقد تم نشر قوات كبيرة من الأمن المغربي في المدينة منذ عودة امينتو حيدر إلى العيونالمحتلة كما تم منع الصحفيين والملاحظين الدوليين ومناضلي حقوق الإنسان وكذا مئات المواطنين من زيارة منزلها للاطلاع على حالتها الصحية والإعراب عن تضامنهم معها. وقد أصبحت المناضلة الصحراوية في نظر مواطنيها في الأراضي الصحراوية المحتلة وفي المنفى رمزا للأمة، معتبرين أن إضرابها عن الطعام قد أعطى دفعا جديدا لقضيتهم.