انطلقت أمس بطولة الأمم الإفريقية ال19 لكرة اليد والتي تنظمها مصر والأعين تترقب الحدث الإفريقي الذي سيكون جولة جديدة من جولات الصراع بين مصر والجزائر. وستكون القاهرة، مرة أخرى، ساحة المنافسة الجديدة بين أقطاب اللعبة والتي يسيطر عليها بامتياز عرب إفريقيا، من خلال فوزهم بجميع ألقاب البطولة حتى الآن، فتونس صاحبة الرقم القياسي بسبعة ألقاب تليها الجزائر بستة ألقاب ثم مصر حاملة اللقب ومنظمة البطولة بخمسة ألقاب. فقد تعني كأس الأمم الإفريقية ال19 لكرة اليد لمنتخبا مصر والجزائر ما هوأكثر من مجرد لقب جديد يضاف إلى إنجازاتهما الإفريقية والدولية، فهو يحدد مسار الفريقين خلال العامين المقبلين. وتكمن أهمية البطولة للمنتخبات المشاركة في أن أصحاب المراكز الثلاثة الأولى يتأهلون مباشرة للمشاركة في كأس العالم لكرة اليد والتي يقيمها الاتحاد الدولي كل عامين. وشهد اللقاء الذي أقيم على ملعب فراتون بارك ثلاث حالات طرد من نصيب البرتغالي ريكاردو روخا لاعب بورتسموث وثنائي سندرلاند لي كاترمول والأيرلندي ديفيد ميلر. أحرز هدف الضيوف دارين برنت في الدقيقة 12 من الشوط الأول من ضربة جزاء. بينما سجل هدف التعادل الإيفواري أرونا دنداني في الوقت المحتسب بدلا من الضائع بعد أن نجح في تحويل الكرة التي أرسلها زميله جيمي أوهارا إلى داخل الشباك. وبرغم التعادل يبقى بورتسموث، الذي يعاني من أزمة مالية حادة، في ذيل جدول الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 16 نقطة جمعها من خمس وعشرين مباراة، حيث لم يفز بورتسموث سوى بمباراة واحدة خلال التسع مباريات السابقة. ومن جهته يحتل سندرلاند المركز الثالث عشر برصيد 26 نقطة. . وسيدخل المنتخب الجزائري المنافسة بعد ظهيرة اليوم أمام منتخب كوديفوار وكله عزيمة على الفوز وإبقاء حظوظه كاملة للمرور إلى الأدوار المقبلة وحجز مكانة ضمن الثلاثة الأوائل للتأهل مباشرة إلى كأس العالم، وسيواجه الخضر منتخب الكونغو القوي يوم غد والمنتخب المغربي يوم السبت. ومن أجل تفادي أي إنزلاقات محتملة قياسا بدرجة الحساسية بين الجزائر ومصر فإن مباراة اليوم ستحاط بتعزيزات أمنية مكثفة لضمان أمن اللاعبين والطاقم المرافق خاصة وأن الاتحادية المصرية لكرة اليد أعطت ضمانات بتوفير الأمن للبعثة الجزائرية. الجزائر تفوز بلقبها الأول وتسيطر على البطولة وقد انطلقت البطولة عام 1974 وكان المنتخب التونسي، صاحب أول لقب بالبطولة، ثم عاد ليفوز مرة أخرى بعد عامين بلقب 1976، وتوالت الانتصارات التونسية ليحصد نسور قرطاج اللقب أعوام 1979، 1994، 1998، 2002، 2006. وبدأ "محاربو الصحراء" سجلهم بالبطولة بعد سبع سنين من انطلاق المنافسات، فكان له اللقب الأول عام 1981، وتلا ذلك اللقب سيطرة جزائرية على يد إفريقيا ففازوا باللقب خمس مرات متتالية في 1981، 1983، 1985، 1987، 1989، ثم غابوا عن اللقب حتى عام 1996، ليكون آخر لقب يحققونه. المنتخب المصري الذي ينظم البطولة، لم يكن بعيداً عن الجزائروتونس، وهو يملك الفرصة للاشتراك مع الجزائر في المركز الثاني والاقتراب من المركز الأول، ففي جعبته خمسة ألقاب، بدأها عام 1991، ثم 1992، 2000، 2004، 2008. ويبدو أن البطولة هذه المرة ستكون حامية الوطيس وشديدة التنافس بين ثلاثي القمة الإفريقية، فالمعركة بين مصر والجزائر بدأت قبل البطولة، عندما انتظرت مصر انسحاب الجزائر بعد المشاكل التي وقعت بين البلدين على إثر مباراة كرة القدم بين المنتخبين في تصفيات كأس العالم. لكن الجزائر رفضت الانسحاب، فأعلنت مصر أنها لن تستضيف البطولة، فسارعت الأولى إلى إبداء استعدادها لاستضافة البطولة لكن الاتحاد الإفريقي للعبة أجبر مصر على العدول عن قرارها. وعلى مدار الأعوام ال36 التي أقيمت فيها البطولة الإفريقية لكرة اليد، اقتنص المنتخب التونسي العدد الأكبر من ألقاب البطولة، برصيد سبعة ألقاب حصدها أعوام (1974 – 1976 – 1979 – 1994 – 1998 – 2002 – 2006). فيما خطف المنتخب الجزائري ستة ألقاب أعوام (1981 – 1983 – 1985 – 1987 – 1989 – 1996). إخفاق داخل الديار سنة 2000 ونجح الفراعنة في البطولة التي استضافتها القاهرة عام 1991، ليس فقط في تغيير الترتيب الذي دام لستة أعوام، وإنما في انتزاع لقبه الإفريقي الأول في التاريخ ليظهر لأول مرة منتخب غير التونسيأوالجزائري حاملاً كأس البطولة. وفي كوت ديفوار عام 1992 نجح الفراعنة في الحفاظ على اللقب الإفريقي على حساب نظيره التونسي، فيما اكتفى المنتخب الجزائري بالمركز الثالث في البطولة التي شهدت ظهوراً أولا وأخير حتى الآن لمنتخب الزائير في المربع الذهبي، والذي احتل المركز الرابع. ورغم مشاركته بفريق الشباب في نسختي البطولة ال11 وال12 أعوام 1994 و1996، نجح المنتخب المصري في احتلال المركز الثالث واقتناص الميدالية البرونزية، وهو المركز نفسه الذي حافظ عليه المنتخب في النسخة التي استضافتها جوهانسبروغ عام 1998 على حساب المنتخب النيجيري. وأضاف المنتخب المصري لقبا إفريقيا ثالثا في رصيده في عام 2000 في الجزائر، حينما أطاحت تشكيلة المدير الفني اليوغوسلافي الشهير زوران زفكوفيتش في طريقها بمنتخبات الكونغوثم المغرب، ثم بأصحاب الأرض والكنغو الديموقراطية، ثم بالمنتخب التونسي في واحدة من أقوى مباريات البطولة، وأخيراً بالغابون. المنتخب الوطني يتراجع بعد سنة 1996 النسخة ال15 للبطولة، والتي استضافتها المغرب عام 2002، تربع فيها المنتخب المصري على قمة المجموعة الرابعة بعد الإطاحة بالسينغال ونيجيريا في طريقه لربع النهائي، إذ اكتسح المنتخب الكاميروني بسهولة تامة بنتيجة 26 – 11. وفي نصف النهائي واجه المنتخب المصري عثرته التقليدية في البطولة، وهو المنتخب التونسي الذي وقف أمام الحلم المصري في الوصول للنهائي، وتغلب عليه بنتيجة 25 – 19، حيث واجه الفراعنة المنتخب المغربي على المركزين الثالث والرابع. ونجح المنتخب المصري في صراعه على البطاقة الوحيدة المتبقية للتأهل للمونديال، وخطف الميدالية البرونزية متغلباً على المنتخب المغربي بنتيجة 34 – 25، فيما أكمل المنتخب التونسي مشواره نحو اللقب، مطيحا بالمنتخب الجزائري في النهائي. وفي 2004 عادت البطولة إلى القاهرة، ونجح المنتخب المصري في خطف لقبه الإفريقي الرابع، مطيحاً في النهائي بالمنتخب التونسي فيما فشلت الجزائر في الحصول على البطاقة المتبقية للتأهل لكأس العالم، وخسرها لصالح المنتخب الأنغولي. وفي 2006 لازم اللقب أصحاب الأرض، حينما استعاد المنتخب التونسي لقبه الإفريقي من المنتخب المصري حينما فاز عليه في النهائي بنتيجة 26-21، فيما شهدت البطولة ظهوراً أوليا على منصة التتويج للمنتخب المغربي على حساب المنتخب الأنغولي والذي تغلب عليه بفارق هدف وحيد بنتيجة 26-25. واستعاد المنتخب المصري لقبه الإفريقي في أنغولا عام 2008، ومن جديد على حساب المنتخب التونسي بنتيجة 27-25، فيما حصل المنتخب الجزائري على الميدالية البرونية بعد الفوز على المنتخب الأنغولي بنتيجة 23 / 20. رئيس الاتحاد المصري استقبل البعثة الجزائرية بمطار القاهرة انتظر، أمس الأربعاء، رئيس الإتحاد المصري لكرة اليد، وصول البعثة الجزائرية لكرة اليد، للعاصمة المصرية القاهرة، للمشاركة في نهائيات بطولة أمم إفريقيا، التي ستنطلق فعالياتها يوم 11 فيفري الجاري وتستمر إلى غاية 22 من نفس الشهر. وبهذه المناسبة، أكد رئيس الاتحاد المصري لكرة اليد، هادي فهمي، أنه استقبل البعثة الجزائرية بمطار القاهرة الدولي إلى جانب عدد من كبار المسؤولين المصريين، مشيرا في تصريحات للصحف المصرية الصادر يوم أمس، إلى أنه "بالرغم من توقيع بروتوكول أمني بين مصر والجزائر، إلا أن القيادات الجزائرية أكدت ثقتها في حسن الاستضافة، ولا تخشى على جماهيرها أو لاعبيها"، مضيفا في ذات السياق أنه من المزمع عقد ندوة صحفية سيترأسها مناصفة مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، بحضور رئيس الكنفدرالية الإفريقية لكرة اليد، منصور أريمو، حيث قال "إن الغاية من هذا المؤتمر الصحفي هو التأكيد على أن الرياضة لها دور في تقريب الشعوب وتوحديها، وليس تفريقها". وتجدر الإشارة، إلى أن الكنفدرالية الإفريقية لكرة اليد أجبرت الطرف المصري على توقيع تعهد كتابي، لضمان سلامة وأمن البعثة الجزائرية، خلال مشاركتها في نهائيات بطولة أمم إفريقيا لكرة اليد، التي ستحتضنها مصر. المنتخب الجزائري لكرة اليد في المجموعة الثالثة كشف المنسق العام للاتحاد الدولي، علاء السيد، بالقاهرة، عن نظام التأهل في بطولة أمم إفريقيا لكرة اليد، مشيراً إلى تقسيم فرق الرجال لثلاث مجموعات في الدور التمهيدي، تضم الأولى الكونغو الديمقراطية، نيجيريا، تونس وليبيا وستقام مبارياتها في محافظة السويس، وتضم الثانية كل من مصر، أنجولا، الكاميرون والجابون وتقام مبارياتها في الصالة الكبرى بملعب القاهرة. أما المجموعة الثالثة، فتضم كلا من المنتخب الوطني، كوت ديفوار، الكونغو والمغرب وتقام منافساتها بالصالة الوسطى بملعب القاهرة، ويتأهل من كل مجموعة منتخبان للدور الرئيسي الذي سيتم تقسيمه إلى مجموعتين، تضم الأولى أول المجموعة الأولى وثاني المجموعة الثانية وأول المجموعة الثالثة من الدور التمهيدي، وتضم المجموعة الثانية أول المجموعة الثانية مع ثاني المجموعة الثانية ونظيره من المجموعة الثالثة، ويتأهل من كل مجموعة في الدور الرئيسي فريقان للدور قبل النهائي بنظام المقاصة، ويتأهل منه الفريقان الفائزان للنهائي. كما قسمت فرق بطولة السيدات إلى مجموعتين، تضم الأولى كوت ديفوار، الجزائر، تونس والكاميرون وتستضيفها الصالة الوسطى، فيما تضم المجموعة الثانية مصر، أنجولا، الكونغو والكونغو الديمقراطية.وأشار إلى أن الدور التمهيدي لن يشهد خروج أي فريق وسيكون لتصنيف الفرق فقط. ويلتقي في الدور الرئيسي أول المجموعة الأولى مع رابع المجموعة الثانية والثاني مع الثالث والعكس وتتأهل بعد ذلك أربعة فرق للدور نصف النهائي، على أن يتأهل الفائز من كل مباراة للنهائي.