السعودية تفاجئ الأسواق وتعلن استقرار إمداداتها النفطية مع إمكانية رفعها الشهر القادم مع اقتراب موعد الاجتماع الذي ستعقده منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، الأحد القادم، تعرف أسواق النفط هذه الأيام موجة من الارتفاع في أسعار النفط، حيث أعلنت منظمة "أوبك"، أول أمس، عن ارتفاع سعر سلتها بنحو دولار واحد، ليبلغ 44,14 دولار. * أسعار النفط تعرف موجة ارتفاع وكانت، أمس، أسعار النفط الأمريكي للعقود الآجلة قد ارتفعت إلى 47 دولارا للبرميل في التعاملات الأسيوية، تزامنا مع تقرير أمريكي يرتقب صدوره نهاية هذا الأسبوع، ينتظر أن يؤكد هبوط مخزونات الخام الأمريكية بشكل محسوس. كما فاق خام القياس الأوروبي "مزيج برنت" لعقود أفريل سعر 44,84 دولار للبرميل، مرتفعا بنحو 71 سنت. في حين، تجاوز سعر "برنت بحر الشمال" 44,58 دولار للبرميل، بارتفاع قدره 45 سنت. ويفسر الخبراء هذه الموجة من الارتفاعات، بعودة المتعاملين في السوق النفطي إلى الاحتكار، على وقع أنباء التي تؤكد توجه منظمة "أوبك"، التي تمثل أكثر من ثلث الإنتاج العالمي، إلى خفض جديد في اجتماعها القادم، مما خلق مخاوف لدى المتعاملين على مخزونات المحروقات في الأشهر القادمة. وقد صرح رئيس "أوبك" الجديد، الأنغولي جوزي ماريا دي فاسكونسيلوس، أن الاجتماع القادم يمكن قد يتوج بقرار لخفض جديد. وقد كانت الجزائر وفنزويلا، قد أبديتا تحفزهما لقرار من هذا النوع. وصرح الأمين العام للمنظمة "عبد الله البدري"، أن "أوبك" ستخفض توقعات الطلب العالمي بنحو مليون برميل يوميا، وهو الإجراء الذي سيتم ترسيمه نهاية هذا الشهر. وفيما تسعى عدة دول داخل المنظمة، مثل الجزائر، إلى دعم قرار خفض جديد للوصول إلى سعر عادل للنفط، وللحفاظ على مستوى الاستثمارات النفطية القادمة، فإن السعودية أكبر مصدري "أوبك" يبدو وأنها ترفض مثل هذا القرار، حيث أنها فاجأت أمس زبائنها الأسيويين بإبلاغهم أنها ستبقي الإمدادات من النفط الخام مستقرة، بل ربما تزيدها الشهر القادم، في إشارة إلى أن المملكة ستحث المنظمة على الامتناع عن تخفيضات إنتاجية إضافية في اجتماعها القادم. ويأتي هذا الإجراء على خلاف توجهات السعودية، على لسان ملكها "عبد الله الثاني"، التي ترغب في الوصول إلى سعر عادل يقارب 75 دولار، وهو ما أكده أمس رئيس منظمة "أوبك"، الذي اعتبر أن ذلك يمثل تحدي المنظمة لهذا العام. * الأسواق العالمية معرضة لنقص حاد في النفط في 2011 وقد أكد مجموعة من خبراء النفط الدوليين مؤخرا، أن أسعار الخامات ستعاود ارتفاعها قريباً، بعد التراجع الكبير الذي شهدته الأسعار خلال الأشهر الماضية، لكن الخبراء أوضحوا أن الأسعار لن تتجاوز قطعا مستويات 100 دولار على المدى المتوسط، لكنهم جزموا بالمقابل باستحالة بقائها تحت مستوى 50 دولاراً للبرميل، خاصة وأن سلسلة التخفيضات التي أقرتها منظمة "أوبك"، ستثمر قريباً بعد انتهاء الكميات الإضافية المخزنة في الأسواق حالياً. وأوضح الخبراء حسب مصادر إعلامية أمريكية أن استهلاك النفط في عام 2010 ستحافظ على مستويات العام الحالي، لكن الكميات المنتجة ستكون أقل بكثير، ليجد العالم نفسه في 2011 أمام خطر مواجهة نقص حقيقي في المعروض من المادة، ما قد يدفع الأسعار مجدداً إلى حدود 100 دولار.