تعتبر القضية الصحراوية من بين القضايا التي كسبت تأييد وود المجتمع الدولي في الآونة الاخيرة، حيث أصبحت في مقدمة الأحداث الدولية المطروحة على طاولة الأممالمتحدة،وتشهد القضية حاليا دعما لا بأس به من الدول الإفريقية، خاصة تلك التي تدرك معنى التحرر والسيادة، أمثال جمهورية جنوب إفريقيا التي قدمت درسا قويا في المقاومة والنضال ضد النظام العنصرى، وهاهي الآن تقف إلى جانب الجمهورية العربية الصحراوية لاستعادة سيادتها الكاملة بكل قناعة، وهو ما لمسناه من رغبة خلال الحوار الذى أجرته "الأمة العربية" على الأراضي المحررة بمنطقة بئر لحلو مع مديرة العلاقات الدولية للحزب الحاكم (حزب الوطني الديموقراطي) في جنوب إفريقيا ريبون ميشولي، وهذا أبرز ما جاء فيه. * "الأمة العربية": كيف تصفون العلاقات بين دولة جنوب إفريقيا والجمهورية العربية الصحراوية؟ ** ريبون ميشولي: تاريخيا، تعتبر العلاقات بين الحزب الوطني الحاكم في جنوب إفريقيا وجبهة البوليزاريو جد عريقة ومبنية على نفس القضية ويجمعهما مبدأ واحد، ألا وهو الكفاح والنضال، ونحن في جنوب إفريقيا تمكنا من الإنتصار على النظام العنصري الذي عمّر طويل بفضل الإرادة القوية في التحرر والكفاح من أجل الحق. وحاليا، نحن في الحزب الحاكم نحاول أن نبني علاقاتنا مع الشعب الصحراوي على أساس الصداقة وسنعمل على مساندته للخروج من كل المعاناة التي يتخبط فيها حاليا. * ما هي أشكال الدعم التي يمكن للحزب الحاكم في جنوب إفريقيا أن يقدمها للجمهورية العربية الصحراوية؟ ** أولا، نحن في جنوب إفريقيا الحزب الحاكم هو من يمول كليا سفارة جمهورية الصحراء الغربية. كما أنها تحظى بكل الإحترام ولها نفس القيمة كباقي سفارات الدول الأخرى على أراضينا. ونحن حاليا نواجه أكبر تحد، ألا هو العمل على توعية الشعوب الإفريقية بالقضية الصحراوية ونسعى إلى نشرها في كل قطر القارة، باعتبارها آخر مستعمرة لابد من إنصافها، ونحن في جنوب إفريقيا نعمل جاهدين للتعريف بالقضية بين شعبنا المتعاطف مع هذا النوع من القضايا. * ماذا يعني حضوركم اليوم كممثلين للحزب الحاكم في جنوب إفريقيا على الأراضي الصحراوية المحررة؟ ** وجودنا اليوم على الأراضي المحررة الصحراوية، هي من بين الأهداف المسطرة لدعم القضية الصحراوية، وهي أيضا وجه من أوجه التضامن لدينا وتعبير لدعمنا الكامل للشعب الصحراوي حتى يسترجع حريته وأراضيه. ومن جهة وجودنا هنا، له هدف آخر كذلك يرمي إلى جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات حول حاجيات الصحراويين الملحة للعمل في إطار التعاون معهم في مجالات كالتعليم والصحة وغيرها. * نعلم أن جنوب إفريقيا ستحتضن في الأشهر القليلة القادمة تظاهرة عالمية (كأس العالم لكرة القدم)، ماذا يمكن أن تقدموه للقضية خلالها؟ ** أنا آسفة، لست مطلعة على شؤون الرياضة ولا أدري إن تم التحضير لشيء يتعلق بالقضية خلال هذه التظاهرة الكبيرة التي ستحتضنها بلادنا. * ماذا عن تمثيل الدبلوماسي للمملكة المغربية في جنوب إفريقيا؟ ** المملكة المغربية تمثيلها في جنوب إفريقيا يقتصر فقط على قائم بأعمال السفارة، وهذا راجع إلى اعتراف بلادنا بشرعية القضية الصحراوية ودعمنا للجمهورية العربية الصحراوية التي كانت لها تمثيليات في جنوب إفريقيا قبل سنة 1995. * ما تعليقكم على اللقاء الثلاثي الذي جمعكم بالجزائر مع كل من بلادكم ونيجيريا والجزائر حول القضية الصحراوية؟ ** بالنسبة للقاء الجزائر، كان من أجل توحيد الجهود وتقوية الحركات التضامنية لنصرة القضية الصحراوية من خلال خلق أرضية عمل واحدة موحدة، في شكل شبكة إفريقية واسعة والعمل على توسيعها بقدر ممكن. ولقاء الجزائر في مجمله، جاء من أجل توحيد الدعم في شكل رسالة واحدة لمساندة القضية في مختلف المحافل الدولية.