التقى موقع الفيفا بالمدرب الوطني رابح سعدان في مقابلة حصرية، حيث أفصح له عن تطلعاته وطموحاته واستعداداته مع ثعالب الصحراء للمونديال الإفريقي القادم. على بعد حوالي يوم من انطلاق نهائيات كأس العالم جنوب إفريقيا ، ما هوتقييمكم للطريقة التي تتم بها الترتيبات والتحضيرات التنظيمية؟ أعتقد أن كل شيء سيمر على ما يرام، إن استضافة أول كأس عالم في القارة الإفريقية مهمة تضع حكومة جنوب إفريقيا أمام مسؤولية جسيمة. وأعتقد أن السلطات المحلية قد بذلت كل ما بوسعها لتشريف الأفارقة، كما تعمل اللجنة المحلية المنظمة على قدم وساق بالتعاون مع الفيفا من أجل ضمان نجاح البطولة، لست أرى أي داع للقلق. بكل تأكيد، أعتقد أننا سنعيش كأس عالم من الطراز الرفيع، أضف إلى ذلك عامل المناخ الذي سيساهم كثيرا في تهيئة الأجواء المثالية لمعاينة مباريات ذات جودة عالية، إذ ستقام المنافسات في فصل الشتاء، مما سيساعد الفرق المشاركة على تقديم أفضل ما لديها. لقد غمرتني السعادة والفرحة، فقد كنت آخر مدرب قاد منتخب الجزائر إلى نهائيات كأس العالم، لكن تاريخ ذلك يعود إلى سنة 1986. وقد كنت، بطبيعة الحال، أمني النفس في أن تتأهل بلادي في المناسبات السابقة، لكني شعرت بفرح وفخر كبيرين عندما أدركت أني نجحت في تكرار إنجاز طال انتظاره، علما أن الأمر يتعلق هذه المرة بأول كأس عالم تستضيفها القارة الإفريقية على أرضها وبين جماهيرها، إنه إنجاز تاريخي عظيم يحمل في ثناياه دلالات رمزية عميقة. عندما فزنا على مصر 3/1 في البليدة، ثم بعدما انتصرنا على زامبيا في تشيليلابومبوي شهر جوان 2009، فقد كنا حينها نتصدر ترتيب المجموعة برصيد سبع نقاط، وبفارق ثلاث نقاط عن المطارد المباشر، حيث شكل ذلك الشهر بالنسبة لي، المنعطف الحقيقي في مسيرة الجزائر ضمن التصفيات. إن الأمر يتعلق بمنتخبات عملاقة بطبيعة الحال، وكما تعرفون، فإن التأهل إلى كأس العالم يعد بحد ذاته الهدف الأسمى لمنتخبنا الشاب، وهذا يعني أننا سنلعب دون ضغط نفسي أوتوتر عصبي، لأننا حققنا هدفنا قبل دخول غمار البطولة، لكن ذلك لن يثنينا عن لعب كل أوراقنا حتى نرفع سقف طموحاتنا ونمضي قدما في المنافسات بكل هدوء وسكينة. إن ما نسعى إليه هوالإستمتاع بمواجهة أفضل منتخبات العالم، وستكون البداية أمام خصومنا في المجموعة، كما نمني النفس في اللعب باندفاع وحماس حتى الرمق الأخير، بغض النظر عن النتائج النهائية، إذ نعتبر حضورنا في البطولة أمرا رائعا بحد ذاته. لقد تطور أداؤنا الجماعي بشكل كبير، كما أصبحنا نستحوذ على الكرة أكثر من أي وقت مضى، فخلال مرحلة التصفيات، كنا نخوض المباريات تحت ضغط كبير، وكان الأهم هوتحقيق نتيجة إيجابية بغض النظر عن الأسلوب أو الأداء. أما في كأس إفريقيا، فقد تغلبنا عن الظروف المناخية وتمكنا من امتلاك الكرة ونقلها بشكل سلس بين مختلف الخطوط، وفضلا عن ذلك، فإننا نجحنا في تنويع نظام لعبنا بشكل ناجع، حيث أقحمنا بعض اللاعبين في مراكز لا تطابق بالضرورة المناطق التي اعتادوا اللعب فيها، خاصة على مستوى خط الهجوم، وهذا أمر غاية في الأهمية بالنسبة لتحضيراتنا قبل دخول غمار كأس العالم، بل وحتى بالنسبة لمستقبل منتخبنا الشاب.