برمجت مديرية الثقافة لولاية الطارف منذ بداية الشهر الفضيل سهرات فنية نشطتها أرمادة من الفنانين المحليين و فرق قدمت من ولايات عنابة و قالة و سوق أهراس ، لكن رؤساء بلديات كانوا بالمرصاد و لم يتعاط بعضهم بالإيجاب مع التعليمات التي أصدرها والي الولاية أحمد معبد بخصوص ضرورة تسخير كافة الإمكانيات و الوسائل المتاحة لإنجاح التظاهرة الفنية الرمضانية لا سيما ببلديات الشريط الحدودي. كشفت مصادر محلية أن والي الطارف أمر رؤساء المجالس الشعبية البلدية بالتعاون مع مديرية الثقافة لتمكين الجمهور المحلي من متابعة البرنامج الفني و الثقافي المسطر خلال شهر رمضان ، فيما بعث مدير الثقافة علي طيبي بمراسلات مرفوقة ببرنامج السهرات الفنية إلى رؤساء البلديات عن طريق رؤساء الدوائر السبعة. وكانت الجمعية الجازولية للعيساوة من سوق اهراس قد دشنت البرنامج الفني الرمضاني من بلدية القالة في الرابع من الشهر الجاري ، تبعتها جمعية إشراق بونة للعيساوة من عنابة ففرقة المالوف لمدينة الذرعان. و في السابع أوت انطلقت الأيام الوطنية الأولى لأغنية الشعبي بمشاركة نوعية لمطربين كبار أثروا الساحة الفنية بالجزائر ، حيث وقع السهرة الافتتاحية كل من الفنان سمير تومي الذي أرقص العائلات بكوكتال منوعاتي ثم الفنان كمال بورديب الذي أمتع جمهوره إضافة إلى فرقة الشعبي الأصيل لولاية الطارف. وخطف الفنان مراد جعفري في الليلة الثانية الأضواء حيث رفضت العائلات الحاضرة مغادرة الحفل الساهر إلى غاية وقت السحور ، مرفوقا بكل من الفنانين عبد المجيد مسكود و رشيد خالد من الجزائر. و اختتمت الأيام الوطنية لأغنية الشعبي بسهرة ثالثة أحياها ناصر مقداد و ديدين كاروم و الجمعية المجداوية لفن الشعبي من سوق أهراس. وعرفت التظاهرة الفنية التي احتضنتها ولاية الطارف لأول مرة حضورا جماهيريا غفيرا تدفق بقوة في شكل سيول بشرية على الساحة العمومية لبلدية القالة ، لتعوضه بذلك عن "الجفاف الفني و الثقافي" الذي ضرب المدينة الساحلية خلال الصائفة عقب أحداث الشغب التي شهدتها القالة شهر جويلية الفارط عقب إعلان السلطات عن قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي و استهدفت تلك الأحداث تخريب ممتلكات عمومية و خاصة. ليلة العشر من رضمان أحياها فنان المالوف المعروف حمدي بناني رفقة ابنه كمال بناني بمدينة القالة ثم تبعه في السهرة الموالية فرقة الشعبي الصيل المحلية بدار الشباب لبلدية الذرعان و كذا جمعية مفتاح الحضرة العيساوية لمدينة قالمة ثم الفنان ذيب العياشي من مدينة عنابة و جمعية عبد القادر بن خالد زعلان للعيساوة من سوق أهراس في حفل فني بدار الشباب فزاري عبد الله ببوثلجة بمناسبة ليلة القدر. و أفادت مصادر محلية مسؤولة ل"الصقر" أن والي الطارف أحمد معبد طلب من مديرية الثقافة تنظيم برنامج فني تكميلي بعد نجاح البرنامج المسطر سابقا ، و مس هذه المرة بلديات الشريط الحدودي و الجهة الغربية للولاية مثل العيون و بوحجار و حمام بني صالح و البسباس و بن مهيدي و بريحان و الذرعان. وقد كان البرنامج التكميلي ناجحا من حيث توافد الجمهور و نوعية الفرق المحلية التي نشطته و هي فرقة الإنشاد التابعة لجمعية نجوم الثقافية و فرقة المديح الديني التابعة لجمعية ترقية الفنون و التراث الثقافي وفرقتي المالوف و الشعبي الأصيل لمدينة الذرعان. لكن رؤساء بلديات رفضوا التعاون و قابلوا تعليمات مسؤول الجهاز التنفييذي أحمد معبد بضربها عرض الحائط. و من جهتها خطفت جمعية ترقية الفنون و التراث الثقافي لولاية الطارف الأضواء بتسطيرها برنامجا فنيا و ثقافيا منوعا أحيته فرقة المديح الديني و فرقة فنان الراب الهاوي"أمين إيمي" من بلدية الطارف و فرقة الراب لمدينة بوثلجة إضافة إلى شباب بن مهيدي للراب وهي فرق محلية تابعة كلها للجمعية الفتية التي أنشات حديثا ، و أفاد رئيس مكتبها الولائي أن البرنامج الفني المسطر من قبل الجمعية تم بالتنسيق مع دار الشباب فزاري عبد الله ببوثلجة والمركب الرياضي الجواري ببوثلجة ورئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية بوثلجة الحاج عبد النور فرطاس إضافة إلى رئيس بلدية بن مهيدي الطبيب البيطري دانداين نبيل. و إذا كانت النقطة الأبرز في البرنامج الفني الرمضاني هي تدفق الجمهور بقوة على أماكن العروض الفنية ما كشف عن تعطش الجمهور المحلي للفن الهادف و الأصيل فإن النقطة الأسوء هي رفض رؤساء بعض البلديات تطبيق قرارات الوالي أحمد معيد ، مثلما حدث مع جمعية ترقية الفنون و التراث الثقافي التي لم تتمكن من إتمام حفلها الفني ببلدية بوحجار بسبب عدم تهيئة الظروف المواتية رغم التعهدات التي قدمها رئيس البلدية أو مثلما حدث مع فرقة الهدى الفنية للإنشاد التابعة لجمعية نجوم الثقافية التي اضطرت إلى إلغاء حفلها الذي كان مقررا نهاية السبوع ببلدية البسباس بسبب تنصل رئيس البلدية من مسؤولياته حسب تصريحات رئيسها للصحافة. و كانت فرقتا المالوف و الشعبي الأصيل قد نددتا في وقت سابق بتعمد رئيس بلدية الذرعان رفض التعاطي مع السهرات الفنية التي نظمتاها بدار الشباب تحت الظلام الدامس بعدما رفض رئيس المجلس البلدي تهيئة الساحة العمومية للبلدية و وضعها تحت تصرف الفرق الفنية المحلية. و حسب مصادر مؤكدة تتبع جزئيات المشهد الفني و الثقافي بولاية الطارف ، فإن الجمعيات الثقافية بالولاية تعكف على إعداد تقارير مفصلة عن حيثيات السهرات الفنية و رفض رؤساء البلديات التعامل معها بشكل طبيعي و سترفع هذه التقارير بحر هذا الأسبوع إلى الوالي احمد معبد الذي من المتوقع أن يتخذ إجراءات صارمة في حق " الأميار العصاة" ، لاسيما أن مديرية الثقافة اشتكت في كثير من المرات من غياب المرافق اللازمة في انتظار استفادتها من مشاريع تخص إنشاء المسرج الجهوي و المكتبات البلدية و دار الثقافة التي تتوسط عاصمة الولاية.