تزخر ولاية تيبازة السياحية على شريطها الساحلي بأجمل الشواطئ من شرقها إلى غربها، وهو ما جعلها تحظى باستقبال الآلاف من المصطافين من كل أنحاء الوطن، خصوصا في موسم الإستجمام، أين يلقى الزائر راحته التامة لوجود الظروف الملائمة لذلك، ولكن قد تنعدم المرافق الضرورية في بعض الشواطئ مما يؤدي إلى نفور المصطافين من شاطئ واللجوء إلى شاطئ آخر مثلما يحدث حاليا بمنطقة البلج التي تشهد العديد من المشاكل منذ سنوات ويحدث هذا أمام صمت المسؤولين دون تحرّك منهم لإصلاح الوضع. تفتقد تيبازة لمركبات سياحية وهو ما يجبر بعض العائلات إستئجار الشقق بدل اللجوء إلى المخيّمات المنتشرة عبر الولاية. حيث خصصت السلطات الولائية لتيبازة مبالغ مالية معتبرة من أجل التكفل بظروف الإستقبال لا سيما في الشواطئ، حيث تشكل هذه الأخيرة المحور الرئيسي الذي يدور حوله التحضير لموسم الإصطياف، باعتباره المكان الأكثر استقطابا وملازمة للمصطافين ومن بين التجهيزات الضرورية في الشواطئ إنشاء مراكز جديدة للحماية المدنية وإعادة تهيئة وتأهيل مراكز قديمة للحماية المدنية بالإضافة إلى تزويد الشواطئ بالماء الشروب وشبكات التطهير مع نظافتها، ناهيك عن فتح وتهيئة المسالك. وأمام هذا تسعى السلطات الولائية لتيبازة جاهدة بالتنسيق مع السلطات المحلية ل 28 بلدية من أجل ضمان راحة المصطاف، ونشير أن طول الشريط الساحلي لتيبازة يبلغ 115 كلم منه 30 كلم تعتبر شواطئ محروسة. وفي سياق متصل تستعد المديرية الولائية للحماية المدنية بتيبازة لاستقبال المصطافين خلال هذه السنة في ظروف حسنة، حيث سخرت مختلف الإمكانيات المادية وكذا البشرية منها 823 عون حراسة يتوزعون عبر كل الشواطئ المسموحة للسباحة ونحو 26 غطاسا و6 أطباء و15 سيارة إسعاف، كما تعززت ب 3 قوارب ميكانيكية والتي ستضاف إلى القوارب التسعة، بالإضافة إلى تهيئة مراكز الحراسة بالتنسيق مع السلطات المحلية لبلديات الولاية. وحسب ما أكده المكلف بالإتصال على مستوى مديرية الحماية المدنية أنه قد تم تحديد الشواطئ المسموحة للسباحة، فمن بين 59 شاطئا يتواجد على مستوى ولاية تيبازة نحو 43 شاطئا مسموحا للسباحة و16 شاطئا غير مسموح للسباحة وهذا نتيجة تلوثها وصعوبة مسالكها، وأضاف ذات المسؤول أن الشواطئ المسموحة تضم 3 شواطئ بالجهة الشرقية و14 شاطئا بالجهة الوسطى إلى جانب وجود 28 شاطئا بالناحية الغربية، حيث أن هذه الأخيرة، باشرت من أجلها مصالح الحماية المدنية بتكثيف دعمها البشري عبر شواطئها والتي من المنتظر أن تعرف إقبالا كبيرا من قبل المصطافين وهذا راجع لعدة اعتبارات. وفي ذات السياق أكد ذات المتحدث بخصوص الدعم أن جميع الوسائل حظيت لاستقبال موسم الاصطياف حيث تلقى مؤخرا بعض الأعوان تكوينا في الإسعاف والإنقاذ وطرق الإنعاش إلى جانب هذا فإن السلطات المحلية هي الأخرى اتخذت عدة إجراءات على مستوى 43 مركز إسعاف المتواجدة عبر الشواطئ المسموحة للسباحة، وذلك بتوفير مياه الشرب وإصلاح الإنارة مع تهيئة المسالك وتوفير دورات المياه. وللعلم أن الشواطئ المسموحة قد حظيت بزيارات ميدانية من طرف الوالي وهذا للوقوف شخصيا وميدانيا على مدى تقدم التحضيرات في التكفل بتهيئة الشواطئ. وإلى جانب هذا وفي إطار تنمية القطاع السياحي بتيبازة تعلن في هذه الأيام مديرية الأشغال العمومية بالولاية على إعادة ترميم الطريق الوطني رقم 11 وبالضبط بين بلديتي الأرهاط والداموس والذي يعد ثاني منطقة إستقطابا للزوار في فصل الصيف بعد ولاية تيبازة، وحسب ما أوضحه مدير الأشغال العمومية بالولاية أن هذه العملية ستؤدي خدمة كبيرة بالتنسيق مع الطريق السيار الذي يتم إنجازه حاليا بين بلديتي بواسماعيل وشرشال امتدادا إلى ولاية الشلف، حيث يشكل فرصة كبيرة للمواطن التيبازي خلال التنزه. وأشار ذات المسؤول أن تهيئة الطريق الرابط بين الأرهاط والداموس يندرج ضمن برنامج سنة 2010 وهذا بعد ما عرف وضعية سيئة باعتبار مسافته تصل إلى 12كلم والذي ستعطي لا محال دفعا جديدا لحركة التنمية بالولاية خاصة في المجال السياحي. ومن جهتها، إتخذت مديرية الري بالولاية هي الأخرى تدابير لتفادي العطش في بلديات الولاية خصوصا في الموسم الصيفي، حيث قامت بإنجاز 4 آبار بسهل متيجة وذلك لتخفيف العبء عن بعض البلديات التي تعرف ضغطا كبيرا وهي أحمر العين وبوركيكة، القليعة وبواسماعيل، حيث سمح هذا المشروع برفع كميات الإستهلاك من 25 ألف إلى 30 ألف متر مكعب، وهو الأمر الذي أوضحه السيد غابي مدير الري بالولاية، مضيفا أن هذه العملية ستسمح بالقضاء على معاناة المواطنين خصوصا في الصيف.. أين كانت بعض البلديات تعاني نقصا فادحا في مياه الشرب بعدما أصبح الآبارين غير كافيين لتلبية حاجيات العديد من السكان. وفي سياق متصل، وللحفاظ على الصحة العمومية والوقاية من الأمراض المتنقلة عبر المياه تحضر مديرية الصحة بالتنسيق مع مصالح النظافة التابعة لبلديات ال 28 للولاية لصيف 2010 وذلك بمراقبة المياه وكذا الآبار مع إجراء فحوصات للمياه وهذا للوقاية من الإصابة بالأمراض الوبائية خصوصا في المناطق النائية، وهي العملية التي كانت في إطار التحضير لاستقبال موسم الإصطياف، أين ستقوم مكاتب النظافة على مستوى البلديات ال 28 بمراقبة مياه الشرب لتفادي الأمراض المتنقلة عبر المياه مثل الكوليرا والتيفوئيد والإسهالات عند الأطفال، وهي الأمراض التي تصيب الإنسان عن طريق المياه كما ستراقب بصفة يومية الخزانات التي يتزوّد منها سكان المناطق النائية. وحسب مدير الصحة بالولاية السيد »امقران« أنه تم إقصاء نحو 42 نقطة مياه تمت معالجة 10 نقاط لأن المناطق الريفية معزولة وتعتبر المصدر الوحيد لتزود المواطنين. مشيرا أنه بفضل تضافر جهود السلطات البلدية والولائية سيتم معالجة المياه، حيث يجب تحديد شروط بأن تؤخذ المواد الكيمياوية الموضوعة في المياه بنسبة معينة، فإذا تجاوزت عن حدودها فإنه يؤثر سلبا على صحة الإنسان، كما جندت المصالح المعنية كل الوسائل اللازمة لمكافحة داء الإشمانيا عبر بلديات ال 28، والذي يعود عوامل إنتشاره إلى غياب النظافة وانتشار الحشرات لاسيما البعوض منها، وتهدف هذه الحملة في القضاء على حشرة »فليبتوم« وتطهيرها من المحيط بفضل مساعي ديوان الترفيه لحماية المواطن من الأمراض المتنقلة عبر المياه، خصوصا مع اقتراب موسم الإصطياف