ضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة، في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء بإدانة رجل على مشارف الأربعينيات من العمر بجريمة القتل العمدي ، و التي راحت ضحيتها شريكة حياته، و أم طفله الوحيد، أقدم على قتلها بطريقة مرعبة، حيث قام بصب لتر من البنزين على جسدها، قبل أن يضرم النار فيها، تاركا إياها تصارع الموت، و تتفحم ليلوذ بالفرار، و هي الحادثة التي إهتز لها كل من حضر جلسة المحاكمة لمساء أمس بعنابة، قبل أن تصدر هيئة المحكمة عقوبة المؤبد في حق المتهم. وقائع هده الجريمة ، دارت ببلدية الذرعان بولاية الطارف ، بتاريخ 20 جانفي 2007 ، عندما تدخلت فرق الحماية المدنية لنقل السيدة ( ش صورية ) على جناح السرعة إلى مستشفى إبن سينا بعنابة، و ذلك إثر إصابتها بحروق من الدرجة الثالثة في أنحاء مختلفة و حساسة من جسدها ، أين ظلت تحت العناية الطبية المركزة لمدة أربعة أيام قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بغرفة الإنعاش متأثرة بالحروق الخطيرة التي تعرضت لها، لكن الضحية كانت قد أدلت بتصريحات خطيرة، و هي على فراش الموت ، حيث أكدت بأن زوجها قام بصب البنزين عليها ثم أشعل النار فيها بإستعمال ولاعة سجائر، و ذلك بسبب شجار نشب بينهما على خلفية الشكوك التي حامت بخصوص تورط زوجته في علاقة مع رجل آخر يبادر إلى الإتصال بها عن طريق الهاتف النقال، و هي الشكوك التي دفعته إلى إقتراف الجريمة. و عقب هذه التصريحات قامت المصالح الأمنية بتوقيف الجاني الذي كان قبل ذلك قد بعث برسائل مع أقربائه لزوجته في أكثر من 3 مناسبات، و هي الرسائل التي كانت بمثابة تهديد لشريكة حياته، مع تلميحه إلى أن مصير بيت الزوجية بين يديها ، مع مطالبتها بالرزانة في أقوالها أمام الأجهزة الأمنية و القضائية كما ورد في إحدى الرسائل طلبه منها أن تسامحه على ما اقترفه في حقها . أمام هذه الوقائع لم يجد الجاني خلال جلسة المحاكمة سوى محاولة إنكار التهمة المنسوبة إليه، مؤكدا أن زوجته قامت بوضع قارورة البنزين أمام آلة الطبخ التي كانت نيرانها ملتهبة، لتنتقل لها النيران بحكم إنشغالها بطهي العشاء في تلك الليلة المشؤومة، و أضاف أنه قام بنزع ثيابها المشتعلة عنها، في محاولة لإنقاذها إلا أن النيران لم تنطفئ، لكن قاضي الجلسة تدخل في تلك الأثناء، و جدد تأكيده على أن الزوج فر تاركا زوجته تصارع مصير الموت حرقا وهي عارية تماما من غير أن يبذل أي جهد لمناداة الجيران أو استعمال الهاتف لطلب نجدة الإسعاف ،قبل أن يتدخل الجيران في محاولة لإسعافها بعد سماع نداءاتها المتكررة كونها طلبت إنقاذها من الموت، فضلا عن إنبعاث روائح غير عادية من المنزل، و عليه فقد أصدرت هيئة المحكمة حكما بالسجن المؤبد في حق المسمى ( ز عبد الكريم ) البالغ من العمر 39 سنة، بعدما كانت النيابة العامة قد إلتمست عقوبة الإعدام في حقه.