يعاني أكثر من 3500 تلميذ يتوزّعون على 22 مدرسة ابتدائية بإقليم بلدية بني صاف بولاية عين تموشنت، من غياب الإطعام المدرسي خلال الأيام الأخيرة بداية من يوم الأحد الفارط الموافق ل 06 ديسمبر 2020 بعدما كانت تسير الأمور على أحسن وجه منذ انطلاق الموسم الدراسي الحالي، بسبب عدم استكمال إجراءات الصفقة بين المموّل ومصالح البلدية، حيث أن المموّل -حسب تصريحاته لنا- كان يعتقد في البداية أن الأمر يتعلق بإجراءات إدارية خفيفة قبل فتح المطاعم المدرسية والتي كانت سببا في مغامرته في إنجاح انطلاق عملية الإطعام المدرسي دون حصوله على شهادة التوزيع (ODS)، إلا أن المدة طالت مما أدى به إلى التوقف عن عملية التمويل وازدادت معها معاناة التلاميذ المعوزّين، هذا الوضع غير الطبيعي، دفع ممثلي أولياء التلاميذ ببعض المدارس إلى الاحتجاج للتعبير عن استيائهم وتذمرهم من هذه الوضعية، وتوقف الإطعام المدرسي لأبنائهم في هذا الوقت، إذ لم يجدوا له تفسيرا في ظل حرمان أبنائهم من هذه الوجبات وفي هذه الفترة بالذات التي تشهد برودة في الطقس في عز فصل الشتاء رغم أن الدولة تخصص ميزانية معتبرة للإطعام المدرسي. وحسب بعض ممثلي الأولياء الذين اتصلوا بجريدة الوطني، أن الممولين السابقين للمطاعم المدرسية ببلدية بني صاف لهم ديون على عاتق البلدية وحتى المموّل الحالي لم يسلم من هذه الديون، مما أدى بأغلب الممولين رفض الدخول في إبرام الصفقات في الإطعام المدرسي، لأنه يسبب لهم إفلاسا ولا يمكنهم من تحصيل ديونهم وهذا ما سجل ضياع التلاميذ بين الإدارة التي لم تحسم أمرها في هذا المجال والممولين الذين أصبحوا يرفضون المغامرة بأموالهم الخاصة. وحسب تصريحات رئيس بلدية بني صاف درويش نجيب الذي اتصلنا به قصد الحصول على توضيحات حول هذا الموضوع الشائك، حيث أنه متكفل بهذا الملف الحساس وتعهد أنه سيجد له حلا مرضيا خلال الأسبوع القادم. وأمام كل هذه التماطلات والمشاكل التي نسجلها في تزويد المطاعم المدرسية، لم تقدر مصالح البلدية على تسييرها منذ أن أوكلت مهامها لها خلال سنة 2017، لذا لم نستطع أن نثبت أو ننفي الأمر لأن الجميع يتهرّب وأصبح موضوع الإطعام المدرسي كأنه متعلق بملف نووي بالبلدية، ليبقى الأطفال الفقراء الضحية الأولى يتحملون المعاناة وسوء التسيير ويفقدون في بيوتهم وجبات متوازنة تضمن لهم الصحة والقدرة على تحمل العوز والبرد خلال الأيام الباردة.