شهدت مشتقات الحليب المتمثلة في الأجبان ومنتوج الياغورت مع بداية السنة الجارية، ارتفاعا محسوسا في الأسعار بزيادة بلغت 5 دنانير لعلبة ذات 100 غرام، وهو الأمر الذي تفاجأ له العديد من المواطنين، وفي هذا الصدد أوردت مصادر مسؤولة بمديرية التجارة، أن هذه الزيادة جاءت من قبل أصحاب الوحدات الإنتاجية والتي أرجعتها إلى زيادة الرسوم التي مست عملية إنتاج هذا النوع من المواد الإستهلاكية، والتي أقرتها الحكومة مؤخرا إلى جانب إرتفاع أسعار مسحوق الحليب الذي يعتبر المادة الأساسية في تحضير هذه المنتوجات الواسعة الإستهلاك، وهو ما انعكس على مردودية إنتاج مصانع الأجبان، مما أدى إلى تخلي بعض مصانع المحلية عن هذا النشاط. وحسب مصادر مسؤولة من بإحدى وحدات إنتاج الأجبان، فإنه تم إحصاء غلق أزيد من12 وحدة إنتاجية على مستوى ولاية وهران، بسبب عدم قدرة أصحابها على التكفل بأعباء الإستيراد والإنتاج، حيث أدى هذا التقلص في مردودية الإنتاج إلى إرتفاع أسعار مشتقات الحليب، إذ تراوح سعر علبة الياغورت ما بين 25 و40 دينار ذات وزن 100 غرام. أما الأجبان فإن أسعارها تخضع للنوعية والصنف، فإلى جانب الإنتاج المحلي تم تدعيم السوق المحلية بواردات مشتقات الحليب من الدول الأوروبية في ظل غلاء مسحوق الحليب، وكذا تكاليف عملية التغليف. هذا وقد عرفت حركة استيراد بودرة الحليب والأجبان ومنتوج الزبدة، ارتفاعا حيث قفزت قيمة والواردات من 798.84 مليون دولار إلى 1223.06 مليون دولار بزيادة بنحو 53.30 بالمائة. يحدث هذا في الوقت الذي ارتفع فيه نشاط الورشات المشبوهة والتي تعمل على إنتاج وتسويق مختلف الأجبان تفتقر لأدنى المعايير الصحية والاكتفاء باقتناء واستعمال الحليب المجفف الذي يعرض بالميزان بأسعار زهيدة والذي يفتقر للنوعية والمذاق، حيث أكد لنا أحد التجار أن هذا النوع من الحليب يوجه لتغذية العجول الصغيرة وليس للإستهلاك البشري من جهة أخرى أوضح طبيب مختص في جراحة العظام أن حوادث، وكذا حالات الكسور التي يتعرض لها الشخص على مستوى الجسم سببها هو نقص مادة الكالسيوم بالجسم، حيث كشفت الدراسات أن نقص هذه المادة ساهم في ارتفاع حالات الإصابة بأمراض العظام كالتشققات والكسور إذ أن هناك نسبة كبيرة من المواطنين، لا يتناولون مشتقات الحليب بكمية كافية، وهو ما ينعكس على صحة الجسم خاصة، في أوساط العائلات الفقيرة وذلك أمام ضعف القدرة الشرائية للمواطن، لإقتناء هذا النوع المنتجات بكميات كافية وفقا للنظم الغذائية.