رغم تعاقب الوزارات التربية الوطنية وتعاقب عهدات المجالس الشعبية البلدية المنتخبة، إلا أن مشكل التدفئة المدرسية لا يزال قائما، وما زاد من حدّته هو البرودة القاسية التي شهدها موسم فصل الشتاء شهدت المدن الغربية خلال الأسابيع الأخيرة، درجة برودة قاسية نتيجة لتقلبات الجوية، مما أثّر الوضع على نشاط الموظفين بالعديد من المؤسسات بسبب غياب التدفئة المدرسية مثلما هو الأمر بالنسبة للمؤسسات التربوية، فقد تحوّلت مؤخرا العديد من حجرات الدراسة إلى غرف تبريد، خاصة مع الاضطرابات الجوية والانخفاض المحسوس في درجة الحرارة، التي شهدتها الولاية على غرار ولايات الوطن والتي تزامنت معها درجة برودة قاسية، خاصة بالبلديات النائية والمصنّفة ضمن مناطق الظل وفي هذا الصدد اشتكى التلاميذ من غياب التدفئة المدرسية، أين يضطرون إلى الدراسة في ظروف صعبة وهم مرتدين المعاطف مثلما هو الأمر بالمؤسسات التربوية الواقعة بالبلديات الشرقية لوهران وحتى الواقعة بالمناطق الحضرية بقلب مدينةوهران. كما أن هناك مؤسسات تربوية لا تزال تشغل بالمازوت، مما يجعلها عرضة لتعطّل في كثير من الأحيان الأمر الذي أضحى يثير مخاوف مسيّري بعض هذه المؤسسات، مضطرين إلى توقيف تشغيلها، وتحمّل برودة الطقس خوفا من وقوع كوارث. فرغم وجود شبكة غاز المدينة التي تشق تراب البلدية، إلا أن هناك العديد من المؤسسات لا تزال تشغل بمادة المازوت. مع العلم أن مصالح الحماية المدنية تشرف بشكل دوري على عمليات توعية للتلاميذ داخل المدارس، للحد من حالات الاختناق بالغاز، إلا أن سوء تركيب هذه الأجهزة في المدارس ونقص الرقابة مع تجهيزها، بأجهزة مغشوشة مجهولة المصدر من طرف المقاولين، هو ما يشكل قنبلة موقوتة. من جهة أخرى، صرّح أولياء التلاميذ، أن أولادهم أضحوا عرضة للإصابة بالأمراض كالتبول اللاإرادي وذلك نتيجة عدم توفر التدفئة المدرسية، بقاعات الدراسة ناهيك عن تدهور حالات التلاميذ المصابين بداء الربو والحساسية والروماتيزم. تشير أرقام وزارة التربية تخصّص سنويا أكثر من الملايير لهذه المشاريع مما يؤكد إلزامية التحول إلى برامج التدفئة المركزية وفرضها في دفاتر الشروط، خاصة على مستوى مديريات التجهيز وهو مطلب تبناه أولياء التلاميذ في مراسلات كثيرة لمصالح البلديات ومديرية التربية، وهو ما جعل التلاميذ يكابدون هذا المشكل الذي بات يؤثر على تحصيلهم الدراسي وهي نفس الشروط التي تفرضها مصالح النشاط الاجتماعي، على دور الحضانة والمدارس الخاصة، حيث تفرض عليهم وضع جهاز التدفئة المركزية خارج الأقسام لضمان سلامة التلاميذ.