رغم دخول وزارة التربية الوطنية مرحلة متقدمة في إصلاح القطاع منذ سنوات وتخصيصها مبالغ ضخمة بالملايير لتجهيز المدارس بالوسائل الضرورية، خاصة التدفئة على مستوى بلديات العاصمة ال47، إلا أن بعض منها لا تزال تعاني جملة من النقائص بدءا بنقص التدفئة. لا تزال التدفئة بأغلب المدارس غائبة، نظرا لتعطل المدافئ التي تعود في الأصل إلى الثمانينات وإن وجدت في حالة جيدة، فإن تشغيلها يبقي مرهون باستعمال مادة المازوت المتواجدة في الحظائر البلدية، حيث تتفاقم في الكثير من المرات مشكلة التموين بهذه المادة بسبب تنصل الجهات الوصية من مسؤولياتها في القيام بعملية تزويد المؤسسات التربوية على أكمل وجه. وتبقي بذلك العديد من الابتدائيات والإكماليات والثانويات بالعاصمة منذ عدة سنين تتخبط في مشكل التدفئة، حيث يصعب على المعلمين والتلاميذ مواصلة التدريس في هذا الفصل البارد، حيث يكتسح البرد المدارس في ظل عدم تنصيب هذه الأخيرة لمدافئ جديدة، أما في المدارس التي تتمتع بالتدفئة، فإن الحارس يقوم بتشغيل المدافئ ساعتين قبل دخول التلاميذ، مما يجعل الحرارة تنفذ قبل الوقت المحدد لانتهاء ساعات الدراسة بسبب نفاذ المازوت الممول من طرف مصالح البلدية. “الشعب” قامت باستطلاع قادها إلى مختلف المؤسسات التربوية المتمركزة ببلديات العاصمة على غرار بلدية الابيار، الشراقة، بوزريعة، حيث كان لنا حديث مع تلاميذ وأساتذة بعض المؤسسات التربوية لمختلف الأطوار، عبروا لنا من خلالها عن تذمرهم الشديد للوضعية التي يتخبطون فيها منذ عدة سنوات في ظل غياب التدفئة وانعكاساتها على أداء الأساتذة لرسالتهم التعليمية على أكمل وجه وتحصيل العلمي للتلاميذ ملوحين بالخروج في إضراب في حال استمرار الوضع عما هو عليه. كما أكد بدورهم عدد من أولياء التلاميذ أن معظم أبناءهم يتمدرسون في ظروف مأساوية جراء غياب التدفئة في منطقة أصبحت تعرف تقلبات جوية وبرودة ملحوظة، مبدين انزعاجهم من تدهور الحالة الصحية لأبنائهم الذين أصيبوا بأمراض مختلفة جراء البرد القارس، تتسبب لهم في الكثير من المرات بالامتناع من الالتحاق بمقاعدهم بسبب إصابتهم بالمرض. ويؤكد محدثونا علاوة عن ذلك، أن بعض الأقسام في العديد من المدارس نوافذها الزجاجية مكسرة، ما يعرّض الأطفال الصغار للبرد مدى الساعات التي يقضونها في قاعات الدراسة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يقطنون خارج التجمعات السكنية الكبرى، مشيرين لنا أن مساعيهم في الضغط على المسؤولين لتصليح الوضع باءت كلها بالفشل. يحدث هذا في الوقت الذي ألّح فيه والي الولاية على ضرورة تسخير كل الإمكانيات الضرورية للتمدرس خلال اجتماع خصص لمناقشة الدخول المدرسي 2011/ 2012 غير أنه السيناريو الذي يتكرر في كل سنة. وتبقي التدفئة العامل المشترك الذي تعتبره الجهة الوصية من بين الكماليات في عموم المؤسسات التربوية، حيث يواجه التلاميذ والأساتذة على حد سواء ظروفا قاسية بسبب البرودة الشديدة التي تجتاح الأقسام في مثل هذه الأيام، وهو ما يؤثر سلبا على التحصيل الدراسي للتلاميذ والمردود العلمي للأساتذة.