تشهد ولاية وهران هذه الأيام، موجة برد قاسية نتيجة للتقلبات الجوية، ونظرا لغياب التدفئة المدرسية ببعض المؤسسات التربوية، فقد تحولت مؤخرا العديد من حجرات الدراسة إلى غرف تبريد، خاصة مع الاضطرابات الجوية والانخفاض المحسوس في درجة الحرارة، التي شهدتها الولاية على غرار ولايات الوطن، خاصة بالبلديات النائية والمصنفة ضمن مناطق الظل، وفي هذا الصدد اشتكى العديد من التلاميذ من غياب التدفئة المدرسية، حيث يضطرون إلى الدراسة في ظروف صعبة، وهم مرتدين المعاطف مثلما هو الأمر بالمؤسسات التربوية الواقعة بالبلديات الشرقية لوهران، وحتى الواقعة بالمناطق الحضرية بقلب مدينة وهران، كما أن هناك مؤسسات تربوية لا تزال تشغل المدفئات بالمازوت، مما يجعلها عرضة للتعطل في كثير من الأحيان، الأمر الذي أضحى يثير مخاوف مسيري بعض هذه المؤسسات، واضطروا إلى توقيف تشغيلها، وتحمّل برودة الطقس خوفا من وقوع كوارث، بالرغم من وجود شبكة غاز المدينة التي تشقّ تراب البلديات، إلا أن هناك العديد من المؤسسات لا تزال تشغل بمادة المازوت. مع العلم أن مصالح الحماية المدنية تشرف بشكل دوري على عمليات توعية للتلاميذ داخل المدارس، للحد من حالات الاختناق بالغاز، إلا أن سوء تركيب هذه الأجهزة في المدارس ونقص الرقابة مع تجهيزها، بأجهزة مغشوشة مجهولة المصدر من طرف المقاولين، هو ما يشكل قنبلة موقوتة. من جهة أخرى صرّح أولياء التلاميذ أن أولادهم أضحوا عرضة للإصابة بالأمراض كالتبول اللاإرادي، حيث تم إحصاء نحو 4آلاف تلميذ يعانون التبول اللاإرادي وذلك نتيجة عدم توفر التدفئة المدرسية، بقاعات الدراسة ناهيك عن تدهور حالات التلاميذ المصابين بداء الربو والحساسية والروماتيزم. وتشير أرقام وزارة التربية تخصص سنويا أكثر من 400 مليار سنتيم لهذه المشاريع، مما يؤكد إلزامية التحول إلى برامج التدفئة المركزية وفرضها في دفاتر الشروط، خاصة على مستوى مديريات التجهيز وهو مطلب تبناه أولياء التلاميذ في مراسلات كثيرة لمديرية التربية، وهو ما يجنب التلاميذ هذه المشاكل التي تؤثر على تحصيلهم الدراسي وهي نفس الشروط التي تفرضها مصالح النشاط الاجتماعي، على دور الحضانة والمدارس الخاصة، حيث تفرض عليهم وضع جهاز التدفئة المركزية خارج الأقسام لضمان سلامة التلاميذ.