لم يسبق في تاريخ الولاة أن أثير جدل مثل الذي تداولته وسائل الإعلام المكتوبة، والمواطنين، حول والي وهران الطاهر سكران، ووالي تلمسان نوري عبد الوهاب، ووالي الجلفة جو أحمد تهامي. الأول أسالت قراراته الكثير من الحبر، بينما تحالفت على الثاني كل الطوائف من نواب و مهربين وسياسيين و "خلاطين"، أما الثالث فغالبا ما أثار الزوابع بالجلفة، نتيجة عدم التحكم في التوازنات المحلية القائمة هناك . وكانت النتيجة وسط مشهد إنهاء مهام 11 واليا وتحويل 28 آخر وتعيين 12 واليا جديدا.. وسط هذه النتيجة سقط سكران من أعلى قمة جبل وهران، بينما قاوم نوري عبد الوهاب كل الحملات، بما في ذلك تلك التي روجت لإشاعة فراره إلى الخارج، فحظي بثقة الرجل الأول في الدولة، لاعتبارات عدة، ليس أبرزها ما يدور بشأن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، بينما تم تحويل تهامي إلى عاصمة الحماديين. وفي نفس السياق كان لوالي الجزائر العاصمة نصيب من الحديث الذي دار عن رحيله من عدمه. وبغرب البلاد، يمكن التركيز على أبرز ولايتين هما وهرانوتلمسان، رغم قرار إنهاء مهام والي سيدي بلعباس بن ثابت مختار، في وقت ظلت قرى وبلديات عاصمة المكرة محافظة على مناظرها الكولونيالية التي لم تغير منها أموال التنمية شيئا، أما الولاية الواعدة سياحيا فتم حقنا بدماء جديدة في شخص زرهوني نورية القادمة من مستغانم، وبالعودة إلى الولايتين الأبرز بغرب البلاد، فالأولى عاصمة الغرب الجزائري التي قدم لها والي عاصمة الشرق، على أمل سكان الباهية أن يتم تجاوز حالة الجمود التي تميز الباهية التي دخلت في غيبوبة تنموية منذ سنوات، وتردد مطلع الصائفة الماضية، أن اقتراحا طرح بتعيين والي تلمسان الحالي على رأسها، لكن ظروفا غيرت هذا الأمر، أبرزها رغبة أصحاب القرار في الإبقاء على نوري عبد الوهاب على رأس عاصمة الزيانيين، التي حولها إلى قطب سياحي رائع، ونجح في تغيير ملامح وجهها الشاحب إلى أبرز ولاية من ولايات الوطن، التي تستعد لاستقبال وفود أزيد من 50 بلدا إسلاميا بداية من شهر فبراير من سنة 2011 في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، لذلك ساهمت قوة حجته ومشاريعه في الإبقاء عليه. ويأتي الإعلان عن الحركة الجديدة في سلك الولاة بعد تردد وانتظار طالها لأشهر عدة ، بسبب التسريبات والتضارب والتغيير في الحكومة الذي طال وزارة الداخلية نفسها، كما كان للتوازنات دور في تمديد أجل الإعلان عن الحركة التي مست عمليا 11 واليا بحكم أن الباقي مسته عملية تحويلات من ولاية إلى أخرى. إنهاء المهام مس أيضا ولاية البيض، التي عرفت عدة زوابع محلية، أثرت على استقرار المنطقة لتداخل عوامل وحساسيات محلية أيضا، وهي قضايا توجد في المناطق الجنوبية والجنوب الغربي بكثرة، يدفع بها "أبناء البلدة المتواجدين بالعاصمة". بينما تظل بقية التحويلات في مجملها عادية، باستثناء قرارات إنهاء المهام التي تمت إما بسبب التقاعد أو التكاسل او الوفاة. ليبقى الأهم بالنسبة للمواطن في الولايات، ماذا بعد الحركة الجديدة في سلك الولاة ، هل تغير واقعا يتميز بالتقلبات في العديد من الولايات التي مستها الحركة ،أم ستظل دار لقمان على حالها وتبقى التغييرات مجرد حركة لوالي جديد يخلف والي قديم بينما البقاء فيها للأقوى؟؟