عرفت ظاهرة تهريب السلاح والمتاجرة به في العشريتين الأخيرتين، إنتعاشا ملحوظا، خاصة في سنوات التسعينيات ، أين كانت السلطات الأمنية منشغلة بمكافحة الجماعات الإرهابية، التي كانت تارة مهربة للأسلحة، وتارة زبونة لبارونات وجدوا في هذه التجارة ضالتهم، ورغم عودة الأمن والإستقرار إلى البلاد مع مطلع الألفية الثانية، إلا أن هذه التجارة إستمرت، بل وإزدهرت، وهو ما تعكسه الأرقام والإحصاءات المتوفرة لدى مصالح الأمن، حيث ألقت هذه الأخيرة القبض على 800 متورط، فيما توصلت إلى تفكيك 70 شبكة وطنية ودولية . تشير التقارير التي أعدتها المصالح الأمنية، إلى انتعاش عملية تهريب الأسلحة والمتاجرة بها في المناطق الشرقية، بعد أن كانت الظاهرة مقتصرة على الحدود الغربية، أين كان بارونات المخدرات يقومون بتهريب الأسلحة من المغرب، وفي هذا الإطار، تمكنت مصالح الأمن خلال 6 أشهر الماضية، من تفكيك 25 شبكة للمتاجرة بالأسلحة النارية والمواد المتفجرة في ولايات الطارف، وسوق أهراس، وتبسة، كما تمكنت ذات المصالح من تفكيك 15 شبكة أخرى لصناعة وصيانة الأسلحة بكل من خنشلة، أم البواقي، وباتنة، وقد مكن تفكيك هذه الشبكات، من استرجاع 4692 خرطوشة و6 كيلوغرامات من المواد المتفجرة و40 كبسولة. شبكات مغربية إسبانية تمول عصابات المتاجرة بالأسلحة بالغرب الجزائري كشفت التقارير التي أعدتها مصالح الدرك الوطني، تورط عصابات من خارج الجزائر، تتحكم في تجارة الأسلحة، أغلبها بالمغرب، وتمتد في كثير من الأحيان إلى غاية إسبانيا وفرنسا، وهي شبكات دولية، سبق لمصالح الأمن وأن أحبطت العديد من عملياتها النوعية، وفي هذا الإطار، تشير التقارير المتوفرة، أن وصول الأسلحة إلى أصاحبها، يمر عبر ثلاث مراحل، وعبر قنوات وشبكات متعددة، مثلما حدث خلال الثلاث أشهر الماضية، عندما كشفت تحقيقات مصالح الدرك الوطني بتلمسان، خلال حجزها لكمية من الأسلحة، والكبسولات المتفجرة، أنها كانت موجهة إلى عصابة أخرى متكونة من 6 أفراد تقيم في مدينة مستغانم،عثر لدى أحد عناصرها، على مسدس آلي من نوع ''بيرطا'' بدون وثائق، وحسب ما أدلى به عناصر الشبكة، فإن كمية الكبسولات تم جلبها من المغرب، أين يوجد مستودع خاص لتزويد المهربين بالأسلحة بمختلف أنواعها، وكذا الذخائر الحربية والمتفجرات، يسيره بارون مغربي يعرف باسم ''يحيى ماجيك''، الذي يزاول نشاط تهريب الأسلحة والذخائر منذ 1990، أين يحصل على مادته الأولية "أسلحة ومتفجرات" من شبكات مغربية إسبانية، وقالت تقارير أمنية، أن "يحي الماجيك" أصبح من أكبر بارونات تجارة الأسلحة في المغرب العربي، وأسلحته تصل حتى الجنوب الجزائري وليبيا، حسب الإعترفات التي إستقتها مصالح الأمن من الشبكات التي تم توقيفها. العلمة... مقرة ...بريكة ...أو مرحبا بك في كلومبيا الجزائر لم يكن أحد يتصور أن ولايات هادئة مثل سطيفالمسيلةوباتنة، ستتخصص يوم ما في تصنيع السلاح، حيث تؤكد إحصاءات مصالح الأمن، أن أغلب الشبكات التي تقوم بتصنيع السلاح والذخيرة، متواجدة بهذه الولايات، وفي هذه الإطار فككت مصالح الدرك الوطني خلال الخمس سنوات الأخيرة، 12 شبكة تصنع الأسلحة التقليدية بولاية العلمة، وفي هذا الإطار، تمكنت المجموعة الولائية للدرك الوطني بسطيف، من تفكيك إحدى أخطر العصابات المختصة في المتاجرة بالأسلحة الحربية، التي تنشط بين ولاية سطيف ومدينة بريكة بولاية باتنة مرورا ببلدية مقرة بالمسيلة، والمتكونة من عنصرين مدربين تدريبات عسكرية، هذا وعالجت مصالح المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية المسيلة خلال 24 شهر الماضي، 49 قضية متاجرة بالأسلحة، وقامت منذ بداية السنة، بحجز 21 مسدس أوتوماتيكي من نوع "بيريطا"، 42 بندقية صيد 16 قنبلة تقليدية، 7.5قناطير من حجم 46 بالمائة يمكن إستخدامها في المتفجرات، 17 كلغ من مادة البارود، 1200 كبسولة، زوجين من المنظار، 4 مسدسات كهربائية، 13.5 كلغ من الرصاص، 22 قطعة حديدية من الرصاص، 4 مدفعيات بنادق صيد، وتم توقيف 83 شخص متورط، أودع 78 منهم الحبس، ويوجد 15 آخر تحت الرقابة القضائية، وتعتبر عصابة كلود النشطة بالمحور، من اخطر العصابات التي تمكنت مصالح الدرك الوطني من تفكيكها.