لم يهضم الوالي الجديد"أبو بكر الصديق بوستة"مضامين التقارير الإدارية التي وضعت فوق مكتبه منذ تنصيبه المتضمنة أساسا واقع وآفاق التنمية والظروف الموضوعية التي يعيش فيها جل مواطني الولاية بتوقيع المسؤولين المحليين سواء كانوا إداريين أو منتخبين ، ولذا فضل أن يعايش ذالك الواقع على الطبيعة حيث شرع في زيارات ماراطونية مفاجئة قادته إلى بعض بلديات ودوائر الولاية رغم بعد المسافة التي تزيد في بعض الأحيان عن 275 كلم في أعماق الصحراء كقطارة وأم العظام حيث كانت أمامه الحقائق الموضوعية خاصة عندما التقى وجها لوجه بسكان تلك المناطق النائية الذين عبروا له عن مدى انشغالهم بضرورة توفير الظروف المعيشية لارتباطهم بعالم الريف وخدمة الأرض ،كشق الطرق والمسالك والإنارة الريفية منها و الفلاحية. هؤلاء كانت انشغالاتهم تلقائية ومتشابهة من الجنوب إلى الشمال ومن الغرب إلى الشرق حتى وإن اختلفت في جوهرها كالتشغيل ضمن أنبوب الغاز الحضري وفتح فرص التشغيل في الاستثمار الفلاحي المنتج بعيدا عن بزنسة الامتياز العقاري والدعم الفلاحي الذي نهب أموالا من خزينة الدولة في إطار المستثمرين المزيفين الذين لا علاقة لهم بخدمة الأرض سوى نهب الأموال العمومية وتوجيهها لأغراض شخصية وقف عندها الوالي في عدد من بلديات الولاية كما هو الحال لامتياز بلدية حاسي العش ، مسعد و سيدي لعجا ل وفيض البطمة و زكار. وكذا الواقع المأساوي للتعليم والصحة رغم المجهودات المبذولة عبر مختلف البرامج التنموية . وفي هذا السياق تفيد المعطيات الميدانية بأن عددا من التجمعات الحضرية والريفية لازالت لا تتوفر على قاعة علاج واحدة وأن هناك بلديات لا تتوفر على مراكز صحية كما هو في الحال ببلدية حاسي العش ومناطق ببلدية البيرين وأنه إلى حد الآن لا زال عدد كبير من التلاميذ لم يلتحوا بمقاعد الدراسة كما هو الحال بالنسبة لبلديتي القرنيين دائرة عين وسارة وسيدي بايزيد دائرة دار الشيوخ . بالموازاة مع المعاناة اليومية في النقل المدرسي بعدد من البلديات خاصة في الأطوار الإكمالية والثانوية رغم حافلات وزارة التضامن الوطني التي أضحت غيركافية أمام العدد الكبير للمتمدرسين ، إلى جانب النقص الملحوظ في المنشآت القاعدية خاصة التربوية منها والصحية ونقص التجهيزات الضرورية وظاهرة التخريب واللامبالاة التي امتدت إلى منشآت استقبال الشباب كبعض الملاعب والساحات العمومية التي صرفت فيها أموال معتبرة من ميزانية الدولة كما هو الحال ببلدية الخميس ، سيدي لعجال وحاسي فدول ، حيث أتلفت ساحات اللعب ونهبت تجهيزاتها الترفيهية ولعل النقطة السوداء التي توقف عندها أبو بكر الصديق بوستة في أغلب البلديات هي غياب رؤساء البلديات عن مقرات بلدياتهم كونهم يقطنون بأهم كبريات مدن ولاية الجلفة كما هو الحال بالنسبة لرؤساء بلديات كل من قطارة ، أم العظام ن زكار ، بن يعقوب و المليلحة هؤلاء في الحقيقة لايعيشون انشغالات وطموحات مواطنيهم ومنهم من اعتاد تسير شؤون بلديته بالهاتف . وإلى جانب هذا كانت حقائق عينية لا يمكن لأحد نكرانها والمجسدة ضمن مختلف البرامج التنموية (قطاعية منها تنمية البلديات الإنعاش الاقتصادي وبرنامج تنمية الجنوب الكبير ) والمتمثلة في إدخال الغاز الحضري ل 13 بلدية وعدد من الأحياء استفادت من الآلاف من العائلات إلى جانب برنامج الكهرباء الريفية حيث كانت بلدية أم العظام أولى البلديات التي استفادت من الإنارة منذ الاستقلال إلى غاية سنة 2002 . فضلا عن الطريق الصحراوي الرابط بين مسعد وتقرب على امتداد 300 كلم وفتح عدد من طرق البلدية كما هو الحال ببلدية أم العظام وربطها بكل من الطريق الصحراوي مسعد ، تقرب ، أم العظام ورأس الميعاد ولاية بسكرة علاوة على ربط كل من شبكات توزيع المياه الشروب وتصريف المياه القذرة في عدد من تجمعات وقرى الولاية ،كما هو الحال بالنسبة لقرية بويقلة المعروفة باسم " الشهيد طهيري " ببلدية قطارة دائرة مسعد وفرزول ببلدية حاسي بحبح ، زيادة على 12 تجمعا آخر في مختلف بلديات الولاية ضمن برنامج التنمية الاجتماعية ضف إلى هذ ا تأهيل عدد من الأحياء الشعبية والطرق والممرات وحتى الجسور وحماية البعض من المدن من الفيضانات حتى وإن لم تأتي بنتيجة ايجابية أمام ما كشفته الأمطار الأخيرة بالموازاة مع تشجيع وتحفيز الريفيين للعودة إلى مناطقهم الأصلية بعد أن توفر لهم جميع الشروط الموضوعية من أمن واستقرار. كل هذه عينات لواقع معاش ربما كانت قد تغافلت عنه تقارير إدارية لسبب أو لآخر أو قامت بإجحاده ضمائر ميتة لا تعرف الموضوعية .