علمت "الوطني" من مصادر لا يرقى إليها الشك ببلدية وهران، أن المعارضة بالبلدية تحركت منذ نهار أول أمس من أجل جمع توقيعات سحب الثقة من المير الصادق بن قادة علي خلفية سوء التسيير، وتمكنت إلى حد الساعة من جمع 60 بالمائة من الإمضاءات التي من شأنها برمجة عقد دورة طارئة للمجلس الشعبي البلدي والإطاحة برأس المير ،وقد تم في الفترة المسائية رفع عريضة سحب الثقة إلى رئيس الدائرة . هذه التحركات اختارها المنتخبون المحليون في الظرف الراهن بعد احتدام الصراع القائم بين رئيس بلدية وهران والوالي عبد المالك بوضياف في الاجتماعين المبرمجين نهاية وبداية الأسبوع حيث قرر رئيس البلدية عدم حضور جميع الاجتماعات بحكم ارتباطاته الهامة مع أن لقاءات المبرمجة يوميا بمقر الولاية لا تخلوا عن كونها متعلقة باليات مراقبة التسيير عن كثب مما أثار مناوشات كلامية بين مير وهران والوالي بوضياف الذي تفاجأ في اجتماع ليوم السبت جهل رئيس البلدية وجود نهج كناستيل بحي قومبيطة ، ودفعت هاته الأوضاع الساخنة بالمعارضة المتكونة لحد الساعة من 23 منتخبا محليا من تكثيف اتصالاتها بجميع الأطراف قصد جمع اكبر عدد من الأصوات الموافقة على استئصال المير صادق من قادة وإزاحته من عرش دار الأسدين . وعولت المعارضة تقول مصادر "الوطني"، على إنجاح مخطط الإطاحة بالمير وهو المخطط نفسه الذي درس وكاد أن ينفّد منذ عامين تقريبا، سيما وأن 27 منتخبا محليا آنذاك وقعوا على عريضة سحب الثقة قبل أن يتدخل الوالي السابق الطاهر سكران ويجمد قرار سحب الثقة رغم علمه المسبق بالتجاوزات التي حصلت ومازالت تحصل لحد الآن . وتشير المعطيات الحالية أن دار الأسدين قد تنفجر في أية لحظة بقرارات حاسمة تضع حدا لوضع التسيير السيئ، حيث انعكست آلياته وارتجالية قراراته على الحياة اليومية للمواطن الوهراني. وكانت مجموعة من المنتخبين المحليين منذ حوالي الشهر قد هددت بالاستقالة مباشرة بعد الانسحاب الشرفي لمندوب القطاع الحضري بسيدي البشير من منصبيه، هذه الاستقالة لم تكن على الإطلاق عفوية، وإنما جاءت في أعقاب تأزم وضعية التسيير، سواء من حيث عشوائية التصرف في ميزانيات البلدية أو تعطيل المشاريع المبرمجة منذ سنوات، وكان هذا نتاج الاجتهاد الغريب من مير وهران لما أقدم على تجميد نشاط اللجان التسع بالبلدية،لا سيما أيضا ضعف التنسيق والتشاور في القضايا التي تهم المواطن وتشغله، وهي معطيات فصّل فيها المندوب السابق لقطاع سيدي البشير ومندوب قسم الصيانة. هذا وكانت "الوطني" قد أشارت في أعدادها السابقة إلى الاجتماعات السرية لجماعة المعارضة في أعقاب الاستقالة المذكورة، قصد سحب الثقة من رئيس البلدية الصادق بن قادة. وبمجرد عودة التوتر في علاقات العمل بين المير ووالي وهران فإن هذا كان محفزا على استئناف المعارضة مبادرتها من جديد، خصوصا وأن تحركات هدأت، بعد أن اعتقدوا أن رئيس البلدية الصادق بن قادة سيتبع التعليمات الفوقية للوالي ويرفع الانسداد، في حين ظهر في الاجتماعين الأخيرين للمسؤول الأول أن رئيس البلدية لن يقيّده أحدا في تسيير البلدية كما يشاء.