ركز المشاركون في ندوة حول "الفن المعاصر" المنظمة أول أمس الأحد بوهران في إطار فعاليات الحولية المتوسطية الأولى للفن المعاصر على أهمية استحداث أروقة فنية والتكثيف من التظاهرات الثقافية لتنشيط الوسط الفني بالجزائر. وبعد أن تطرق المختص في تاريخ الفن السيد مدين بن عمر إلى العصر الذهبي للوسط الفني العالمي في القرنين 17 و 18 الذي عرف تطورا بفضل الصالونات الفنية أشار إلى أن الوسط الفني يتشكل من خلال التظاهرات الثقافية والأروقة الفنية التي من شأنها أن تساهم في تطوير سوق الفن بالجزائر. كما تطرق ذات المختص إلى النقد الفني الذي يلعب دورا كبيرا في إنعاش الحركة الفنية موضحا أن الفنون تتقدم من خلاله كونه يعطي نفسا جديدا للعملية الإبداعية إضافة إلى عوامل أخرى تساهم في تطوير الفنون منها الإصدارات الفنية. وبخصوص تاريخ الفنون أكد السيد مدين على ضرورة تدريسه لتلاميذ الطورين الابتدائي والثانوي لاكتساب معلومات حول تاريخ الفن بصفة عامة والجزائري خاصة تساعدهم في مسارهم التعليمي. ومن جهتها ترى الأستاذة نظيرة لغون منظرة في مجال الفنون إن التظاهرات الفنية التي تحتضنها الجزائر ساهمت كثيرا في خلق الوسط الفني وسمحت للفنانين منهم التشكيليين باكتشاف التطور الحاصل في مجال الفنون الى جانب الاحتكاك الذي يساعد على اكتساب التجارب لتطوير المشهد الفني. كما سمحت هذه المواعيد الثقافية والأروقة وكذا فضاءات بعض المكتبات للفنانين بالانفتاح أكثر على المشهد الفني العالمي حسبما أشارت اليه ذات المتدخلة مبرزة في حديثها عن العولمة أنها من بين العوامل التي جعلت الفنان يكتشف أنواع تعبيرية جديدة منها "التركيبة الفنية والفييدو والصورة" التي أصبحت تحتل مكانة في الفن المعاصر. وللإشارة فقد برمج خلال فعاليات هذه الحولية المنظمة من طرف جمعية "حضارة العين" والتي ستختم غدا الاثنين عدة ندوات ينشطها رسامون ونقاد من الجزائر وتونس وفرنسا.