"العلاقة بين الخصوصية والعالمية على مستوى الفن التشكيلي العربي المعاصر"، و " قدرة الفن العربي على انتاج تقنيات جديدة لصناعة اللوحة والتخلي عن التقنيات الغربية" هما الاشكاليتان اللتان طرحتا في ندوة "الفن العربي المعاصر، خصائصه وشموليته" التي افتتحت أمس بالمكتبة الوطنية وتتواصل فعالياتها الى غاية يوم الغد· أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي في كلمة افتتاح ندوة "الفن العربي المعاصر، خصائصه وشمولياته" والتي ألقاها أمام الحضور مستشار الوزارة، سيدي موسى، أن الفن- عنصر مهم في تحديد هويتنا خاصة أننا نعيش في مواجهة العولمة التي تهدف الى تهديم الخصوصيات، مضيفة أن العالم العربي أصبح يعيش في منطقة ضيقة لا تهتم كثيرا بالإبداع· الوزيرة، اعتبرت أن الموروث الجمالي العربي تأثر بما حملته الفنون الأوروبية من تجديد خاصة في عهد الاستعمار وظهر من خلال ذلك الفن المعاصر مطالبة بأن يكون هذا الفن آداة حقيقية لتجسيد علاقات أكثر مساواة مع العالم الغربي· من جهتها، نوهت محافظة الندوة، الناقدة نظيرة العفون، بتنظيم تظاهرة تمس الفن التشكيلي العربي المعاصر الذي عرف تطورا كبيرا في العالم وانبثقت عن ذلك، تشكيل سوق لهذا الفن بمدينة دبي، إلا أنه لم تنظم الى غاية هذه الندوة لقاءات وملتقيات حول الفن المعاصر· وشارك في فعاليات هذا الملتقى أساتذة ونقاد وفنانون من الجزائر، لبنان ومصر وتونس والامارات والمغرب وسوريا والاردن وفي هذا السياق، تحدثت الدكتورة الجزائرية سلوى، لوست بولبينة، في مداخلتها: "هرمس في بلد الفنانين أو كيف تصبح فارسي" عن كمال منور صاحب رواق في باريس، الذي يهتم بتشجيع الفنانين التشكيليين القادمين من دول المغرب العربي خاصة الجزائر بلده الأصلي، ومن بينهم زينب سديرة، قادر عطية وعادل عبد الصمد· بالمقابل توقف الفنان المصري محسن شعلال مطولا في مداخلته: "الهوية العربية بين الابداع والاصطناع"، عند موضوع علاقة الفن بالهوية، حيث أكد ن هوية العرب محفوظة بداخلهم أي بداخل كيانهم، لذلك لا نحتاج نحن العرب الى التأكيد على وجودها طوال الوقت ولا حتى ممارسة الفن لإثباتها· أما الأستاذة التونسية رشيدة تريكي فقد تناولت في مداخلتها: "خصوصيات الفنون التشكيلية العربية والتساؤل حول الأصناف الجمالية"، افتقار العالم العربي لتاريخ عام وموحد يمسّ الفنون، وطرحت لهذا الأمر فرضيات مختلفة، الأولى، تتعلق بالاطار الجيوسياسي والثقافي اي أن لكل دولة عربية تاريخها الخاص، الفرضية الثانية، تطرقت فيها الأستاذة إلى عدم اعتماد العرب على الفن في كتابة التاريخ·في حين تقول الفرضية الثالثة أن مدارس الفنون الجميلة حديثة العهد في العالم العربي·