سمحت فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية بجاية الذي أسدل عليه الستار ببسكرة بالوقوف على نماذج من الرصيد الثقافي المتنوع لاسيما تلك الإطلالة على مقام يما قورايا التي تمثل جزءا من الموروث الشعبي لهذه الولاية الساحلية. وبغض النظر عن تصنيف طبيعة مقامها بين الحقيقة والأسطورة فإن جمهور الزيبان المتوافد على التظاهرة أبدى -حسب الأصداء الملتقطة- حالة إعجاب منقطع النظير بالمكان الساحر الذي تحتله "يما قورايا" على قمة شامخة فضلا عن المناظر الخلابة بالمنطقة من خلال تزاوج الجبل بالبحر و الغابة. وحرص القائمون على هذه التظاهرة من زاوية أخرى على تسليط الضوء على الحظيرة الوطنية "قورايا" التي أنشئت بموجب المرسوم المؤرخ في 3 نوفمبر 1984 قبل تصنيفها سنة 2004 ضمن قائمة المحميات العالمية من طرف منظمة اليونسكو. وتتربع هذه الحظيرة على مساحة إجمالية بنحو 2.080 هكتار بها ثروة نباتية وحيوانية نادرة بمجموع يفوق 2192 صنف منها النبات الخروع و الريحان والصنوبر الحلبي وبالنسبة للحيوان هناك على سبيل المثال لا الحصر الهدهد والنسر الملكي حسب المعطيات التي قدمها الوفد الثقافي الضيف. واستغل المنظمون فرصة هذه التظاهرة لتقديم أثناء المعرض الإعلامي عينات من كنوز أخرى تزخر بها بجاية في شتى الميادين كالينابيع المعدنية ذات الخصائص العلاجية إلى جانب تشكيلات لحلويات تقليدية و ألبسة صوفية و الخزف والفخار والحلي فضلا عن سلسلة المناسبات والأعياد المحلية كعيد البرتقال بأميزور وعيد التين ببني معوش وعيد الزيتون بآقبو وعيد العسل ببجاية. وتجلى انطلاقا من اللمحة المونوغرافية المتعلقة بولاية بجاية أن هذه الأخيرة تقع بوسط شرق البلاد و مطلة على البحر الأبيض المتوسط بواجهة بحرية ممتدة على مسافة أكثر من 100 كلم و تتربع على مساحة تتعدى 322 كلم مربع و يقطنها ما يفوق 1 مليون نسمة موزعين على مستوى 19 دائرة بمجموع 52 بلدية. وفي مجال الهياكل الثقافية تم بالمناسبة إبراز أن هذه الولاية تضم بالخصوص دارا للثقافة و21 مكتبة ومسرح جهوي و15 مركزا ثقافيا وقاعة سينماتيك بسعة 400 مقعد وإذاعة محلية. للتذكير فإن القافلة الثقافية لولاية بجاية حطت الرحال بعاصمة الزيبان في إطار مبادرة التبادل الثقافي بين الولايتين تحت إشراف الوزارة الوصية .