استقطبت فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية أدرار ببسكرة التي أسدل عليها الستار هذا الاثنين الجمهور المحلي الذي أبدى اهتماما ملحوظا بنظام السقي بواسطة الفقارة والقصور العتيقة. وتميز هذا الحدث الثقافي بإقامة فضاء إعلاميا متنوعا ببهو دار الثقافة أحمد رضا حوحو تخلله عرض مجسمات لنماذج من الفقارة والقصور التي جلبت إليها بكثافة زوارا من الجنسين متعطشين لاستكشاف هذا الموروث الذي تزخر به منطقة أدرار بالجنوب الغربي للوطن. وأظهرت المعلومات المقدمة بالمناسبة من طرف القائمين على التظاهرة أن الفقارة طريقة سقي تقليدية رئيسية بواحات أدرار وهي عبارة عن قناة باطنية تسيل بمنحدر بسيط يربط سلسلة من الآبار. ومن خلال هذه القناة الباطنية يتدفق الماء من الأعلى نحو أسفل الواحة التي يجمع بها الماء في حوض استقبال يسمى "الماجن". واستنادا لنفس المصدر فإن توزيع المياه انطلاقا من "الماجن" على الفلاحين ينجز طبقا لعملية حسابية دقيقة بحيث تأخذ بعين الاعتبار حجم ملكية كل مزارع مشيرا إلى أن الفقارة ذات أبعاد ثقافية واجتماعية واقتصادية وهي تعد من أقدم المصادر المائية ذات الاستعمال في السقي الفلاحي ويقدر عددها بحوالي 800 فقارة ما تزال عملية في سقي بساتين النخيل بولاية أدرار. من جهة أخرى، وفيما يتعلق بالقصور العتيقة أفاد المنظمون أن هذا النمط من العمران سائد منذ فترة زمنية قديمة بناحية أدرار وهو بمثابة قصبات مبنية بالمواد المحلية يكون شكل تخطيطها مربعا أو مستطيلا لها مدخل رئيسي ويحيط بها خندق دفاعي وأسوار مرتفعة يصل علوها حتى 8 أمتار تتخللها منافذ للمراقبة مع وجود أبراج في الأركان. و حسب ذات المصدر، فإن القصبة تعكس نموذج الوحدة الاجتماعية كونها تضم مجموعة من العائلات التي تربطها في العادة أواصر مذكرا بأن قصر تمنطيط يعد من أقدم القصور بالمنطقة ويحتوي على مجموعة من القصبات الأثرية منها" أولاد أهمالي" و" تايلوت" و" أولاد أمحمد" و" أولاد علي بن موسى". وسمح المهرجان من زاوية أخرى بإبراز الطبوع الغنائية والرقصات الشعبية وجوانب من الصناعة التقليدية والحرف المنتشرة بأدرار من ذلك "أهليل" الذي هو غناء الحب والحياة ورقصة القرقابو المرتبطة بحفلات الختان وتحصيل الصدقة والزكاة والمنتجات الجلدية كالأحذية والقبعات التي تعد مفخرة الصناعة التقليدية والحرف بالمنطقة. وحسب ممثل محافظة المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية لولاية أدرار السيد أحمد نيكلو فإن هذا الموروث الثقافي يعد ثمرة تجارب حياتية واجتماعية متعاقبة لأفراد المجتمع مضيفا بأن هذه التظاهرة التي تندرج في نطاق التبادل الثقافي بين الولايات كانت "نافذة حقيقية" مكنت من اطلاع الجمهور على هذا الكنز المتوارث عبر الأجيال.