قال كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج، حليم بن عطا الله أمس في حوار أجراه مع الإذاعة، أن المهاجرين" الحراقة" القصر يدفعون دفعا من طرف أوليائهم، من أجل خوض تجارب مميتة في عرض البحر، وهو ما لا يمكن التغاضي عنه، لاسيما بعد محاولات مستشارينا لإعادة هؤلاء القصر إلى أوليائهم الذين يقابلون بالرفض، ويفضلون إعادة إرسالهم إلى المهجر، وهو ما يدفعنا إلى إطلاق نداء للأولياء لكي يسترجعوا أبناءهم ولا يتركوا لهم المجال للمغامرة. وأشار كاتب الدولة إلى ضرورة العمل باتجاه أعماق المجتمع الجزائري، من اجل فهم الأسباب الحقيقية للظاهرة، وإدراك الإجراءات المناسبة لها ليس فقط بالنسبة للحراقة بل أيضا لشبكات الدعم التي يبدو أنها منظمة بإحكام، وعن الموقف المتخذ إزاء التشديد على شروط الحصول على تأشيرة الدخول إلى فرنسا، قال بن عطا الله، انه "علينا أن نتعاون لفائدة ملايين الجزائريين والمغاربة الذين يريدون التنقل إلى أوروبا دون سوء نية، فهم لا يريدون البقاء هناك، ولكن فقط الحصول على حرية التنقل" إلا انه وللأسف هناك اتجاه بإعادة هؤلاء قصريا وهي ممارسات مقلقة، وهو ما سيناقش مطلع العام المقبل بالإضافة إلى كل الملفات ذات الصلة. و بخصوص اتصالات كتابة الدولة بالجالية الجزائرية المقيمة في الخارج، وكذا تنقلات بن عطا الله إلى فرنسا ولبلدان المغرب العربي وبلدان عربية أخرى، أوضح ضيف الإذاعة انه تم الشروع في برنامج عمل مكون من ثلاثة محاور، أولها الاتجاه إلى المواطنين المغتربين والتقرب منهم، لكي نشرح لهم بان الدولة ترافق جاليتها في الخارج، كما تنتظر منهم مشاركة وإضافات مميزة، أما هدفنا الثاني، فكان يتمثل في جمع أكبر قدر من المعلومات الدقيقة، بالإضافة إلى جرد عام لانشغالات جالياتنا من أجل العمل عليها في المدى الطويل، وهذه هي الديناميكية التي أردنا إطلاقها في كل المجالات، وكشف بن عطا الله، عن تواصل العمل على إنشاء مجلس استشاري في الجزائر، يضم مجموعة من الكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج، من اجل العمل بالتنسيق مع كتابة الدولة لإيجاد نسق واضح حول الطريقة المثلى لمساهمات المغتربين في نمو بلادهم الجزائر. وعن ظاهرة زواج الجزائريات بالأجانب عن طريق الانترنت، قال بن عطا الله أنها سجلت ارتفاعا معتبرا، مؤكدا أن أغلبية النساء قد وجدن أنفسهن في واقع مغاير لما وصف لهن، واصفا إياه بالمزري، وأوضح أن غالبية عروض الزواج تأتي من مصر وسوريا بالدرجة الأولى، وليبيا بنسبة اقل، وكذا عدد من بلدان الخليج العربي، كما أنها تكون عن طريق الانترنت، ومن خلال رعايا عرب مقيمين في الجزائر، هؤلاء النسوة لا يعرفن للأسف ما ينتظرهن -حسب بن عطا الله - فهن يتزوجن برجال يعيشون في ظروف اجتماعية بسيطة جدا، كي لا نقول عنها بائسة، فبعض الشهادات تؤكد أنهن اضطررن إلى العمل بعد أن تم التخلي عنهن في أحياء قصديرية دون أية حماية.