تجددت أول أمس الخميس، إلى غاية ساعة متأخرة من الليل، ومساء أمس الجمعة، أحداث الشغب بوهران، احتجاجا على الظروف الإجتماعية المزرية يأتي في طليعتها ارتفاع أسعار المواد الواسعة الاستهلاك، وأسقطت أعمال الشغب أزيد من 50 شرطيا جريحا، رشقهم المتجمهرون بالحجارة والقارورات الحارقة "المولوطوف"، وهذا في أعقاب المشادات التي بلغت حدودها، حيث تصدت قوات مكافحة الشغب إلى المحاولات التي استهدفت توسيع دائرة الاحتجاج إلى وسط المدينة. وخلفت أيادي الغاضبين من غلاء الأسعار، خسائر مادية فادحة، كان من أبرزها تحطيم 50 مركبة بحي سيدي البشير، تحديدا بالمسلك المؤدي إلى الطريق الوطني رقم 11، حيث اشتدت الأحداث بعين المكان، من ليلة الأربعاء إلى غاية الخميس، بتخريب مجمع السيارات فورد، الذي حطم المتظاهرون به سيارتين جديدتين، وأغلق المحتجون طول الطريق المحاذي له بالجارة والعجلات المطاطية، وأضرموا النيران فيها، ما جعل حركة السير تشل عن آخرها، وقد خرجت مجددا مثل هذه الأعمال إلى مناطق أخرى متفرقة، خصوصا الأحياء الشعبية كتيريقو وحي الضاية والحمري ومديوني، وهي الأحياء نفسها التي إنطلقت بها أولى شرارات الغضب الأربعاء الفارط، إذ عاشت بدورها حالة إحتقانا شعبيا، واستمرت إلى ساعة متأخرة من الليل، ولم تكن خرجة المحتجين عادية على الإطلاق، ذلك أن معظم هؤلاء أشهروا أسلحة بيضاء متمثلة في الخناجر والسيوف الساطور، إلى أن تدخلت عناصر مكافحة الشغب لخرقتهم، وحسب مصادر الوطني، أن الشرطة اعتقلت حوالي 30 متظاهرا، ممن كانوا يحملون الأسلحة البيضاء ليلة الخميس، وقامت بالإفراج عنهم تهدئة للأوضاع، علما أن المتظاهرين قاموا بتخريب عدة منشآت رشقا بالحجارة، بحي الضاية والحمري، حيث أحرقوا مقر الصندوق الوطني للتوفير الاحتياط ببتيلاك، وسرقوا بعض أجهزة الكومبيوتر، كما حاولوا اقتحام مجمع الحبوب الرياض سامباك سابقا بالحمري، هذا وأحكمت قوات مكافحة الشغب قبضتها في بعض العمليات الرامية إلى إشعال قتيل الشغب وسط المدينة، حيث طوّقت منافذ الأحياء الشعبية، وأخمدت ثورة الغضب بالقرب من مقر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بعد الظهيرة. هذا وامتدت موجة الغضب إلى بلدية الكرمة وحي النجمة، حيث خرج بعض المواطنين وقطعوا الطريق بالعجلات المطاطية، محتجين على سوء الأوضاع الاجتماعية وتدني القدرات الشرائية، يذكر أن عدد الجرحى في صفوف المتظاهرين لم يتعد عشرة أشخاص، فيما ارتفعت الحصيلة وسط قوات مكافحة الشغب التي طوقت جميع الأحياء تفاديا لتوسع الاحتجاج إلى الوسط المدنية، الذي شهد نهار أمس الجمعة محاولات عديدة لإشعال الإحتجاجات به.