قام أول أمس الخميس والي البيض بزيارة عمل وتفقد قادته لدائرة بوعلام و الوقوف على أهم المشاريع المنجزة والمدرجة في شتى القطاعات حيث تفقد مشروع مركب رياضي ومكتبة التي ألح على ضرورة فتحها في الآجال المحددة مع مطلع مارس المقبل أمام الشباب بكافة التجهيزات بالتنسيق بين مديرية الثقافة والسلطات المحلية لبوعلام. كما زار مشروع بناء 80مسكنا اجتماعيا بتكلفة أكثر من 80 مليون دج والذي وصلت نسبة إنجازه إلى قرابة 75% غير أن الوالي أعطى بعض التحفظات بخصوص نقص المساحات الخضراء وكذا الألوان التي اختيرت للبنايات، وفي طريقه لتفقد العيادة توقف بصورة مفاجئة عند الحديقة العمومية الموصدة الأبواب منذ أكثر من 05سنوات حيث صب جام غضبه على رئيس بلدية بوعلام رغم أن الحديقة لم تكن مدرجة ضمن برنامج الزيارة إلا أنه "بهدل" مير بوعلام متهما إياه بالتقصير واللامبالاة فيما يخص هذا النوع من المشاريع التي من شأنها إعطاء صورة حضارية للمنطقة وأمره بضرورة فتحها في 05جويلية القادم مع حملها اسم هذا التاريخ وإلا سيتخذ ضد مجلسه الاجراءات اللازمة، و زار كذلك العيادة متعددة الخدمات الوحيدة ببوعلام أين وقف على حجم المعاناة الحقيقية التي يعانيها الساكنة هناك و لعل أبرزها الغياب الكبير والملفت للقابلات والطبيب الأخصائي في التوليد ، ما أثر على نسبة المواليد بالبلدية لأن غالبية الحوامل يلدن إما بعاصمة الولاية أو مدينة آفلو القريبة من بوعلام بحوالي 160كلم، وثمن كذلك استفادة الدائرة من مشفى بسعة 60 سرير تنطلق أشغاله هذا العام على أكثر تقدير لتخفيف الضغط الحاصل على الوحدات والمستشفيات الصحية بالبيض . كما طالب من مديرية الصحة ضرورة النظر العاجل والفعال فيما يخص مشكل غياب مصلحة للأشعة على مستوى العيادة، أما عن مشروع ربط المدينة بغاز المدينة بتكلفة 13 أكثر من مليون دج والذي ستودع بموجبه بوعلام الجري وراء قارورات غاز البوتان. وفي سياق زيارته ألح الوالي سليم صمودي على ضرورة إبعاد المشاريع الجديدة عن الأراضي المهددة بخطر الفيضانات، ويتعلق الأمر بمشروع مستشفى المدينة بالأساس. كما عرج على مشروع الطريق المزدوج الذي يأخذ شطرا من الطريق الوطني رقم 47 الذي يشطر المدينة لشطرين، والذي وصلت تكلفته لقرابة 56مليون و884ألف دج والذي كان آخر محطة في برنامج زيارة الوالي الذي لم يكن راضيا أبدا على حجم ونوعية المشاريع بمدينة من المفترض أن تكون بوابة البيض الشرقية إلا أنه ظلت في المصاف الأخير رغم أنها من أكبر الدزائر الادارية بالولاية . لأنها تضم لوحدها 05 بلديات تابعة لها ويتعلق الأمر بكل من سيدي سليما، سيدي طيفور، سيدي اعمر، استيتن وعاصمة الدائرة بوعلام. وفي جلسة العمل التي نظمها السيد صمودي للقائه بالمجتمع المدني ببوعلام والتي اعتبرها العديد بالفريدة من نوعها لما تخللته من مشاحنات حادة بين الوفد الولائي وسكان البلديات التابعة لبوعلام، حيث تركزت المطالب والانشغالات حول السكن الريفي ،و التي رد الوالي أن تقسيمها يعتمد على الأولويات، حيث استفادت طيلة السنوات الماضية لأكثر من 1036 وحدة بهذه الصيغة . كما أمر السيد صمودي بدعمها ب100سكن آخر للدائرة ككل، ودار حديثه مع السكان حول الانارة الريفية المترنحة رغم كثرة الاعتماد ببوعلام على النشاط الرعوي بدرجة كبيرة لغياب الأراضي الفلاحية الكبيرة،بعدها أشرك السيد الوالي رئيس البلدية في عملية النقاش للرد على المواطنين الهائجين الذين لم يتمالكوا أنفسهم في حديثهم مع الوالي ما أثار حفيظته غير أنه صب جام غضبه –أمام الشعب- على المجلس المنتخب قائل:" مجلسكم تعبان وفي حالة مزرية خصوصا في التعامل مع الصفقات. " وأمره بالاخراج الفوري لعتاد المقاولين من حظيرة البلدية وإلا سيرسل لجنة ولائية مستقلة للتحقيق، وأضاف الوالي :"أحذر المجالس المنتخبة بالولاية على أني لن أتسامح أبدا مع النقص في التسيير" مضيفا أنه سيعمد إلى تغيير رؤساء الفروع على مستوى كل الدوائر بالولاية خاصة منها المتعلقة بالري والفلاحة، كما طرح المواطنون مشكل الوكالة العقارية ببوعلام على خلفية استقالة مديرها السابق لأسباب مجهولة وكذا ضيق المقرات الحكومية كبريد بوعلام القزم، ومصلحة الضرائب وغيرها، أما فيما تعلق بقطاع الشؤون الدينية التي تشكو أغلب مرافقها النقص الكبير في مجال التأطير الديني من مؤذنين وأئمة ومقيمين رغم الوعود الفارغة رد مدير القطاع أنه سيدعم المسجد الكبير طارق بن زياد بإمام الأسبوع المقبل. غير أن الجلسة خرجت عن نطاقها المعهود رغم تدخل الأمن لتهدئة الوضع إلا أن الفوضى عمت القاعة التي خرجت عن السيطرة ما أجبر الوالي على التهديد بقطع الجلسة والعودة أدراجه فورا إذا لم يمتثل الحضور للأداب العامة، ما أدى لتدخل إمام المسجد الكبير لرئب الصدع وألقى خطبة للسكان يطالبهم من خلالها بضرورة التحلي بالأسلوب الحضاري في المطالبة بحقوقهم، وبعد عودة ألمور نسبيا تواصلت الجلسة إلا أن عددا من شيوخ المنطقة لم يحافظوا على الأدوار المقسمة في الحديث حيث اقتحموا الميكرفون المخصص للتساؤل ما أثار حفيظة الحضور لتعود الفوضى من جديد .